موسكو ـ الروسية
للسنة التاسعة على التوالي يقيم مجلس مفتي روسيا بدعم من حكومة موسكو خيمة رمضان في العاصمة الروسية عند مسجد في حديقة النصر.
و استضافت في هذه السنة لأول مرة مسلمي القرم. فمنذ 21 مارس (آذار) – أي منذ ذلك اليوم الذي وقع فيه الرئيس بوتين بعد إجراء الاستفتاء في القرم مرسوما حول انضمامه إلى روسيا أصبح مسلمو شبه الجزيرة جزءا من الطائفة الإسلامية في روسيا.
ووفد قادم من القرم استقبله الشيخ شامل علاء الدين إمام خطيب المسجد في حديقة النصر وهو مطلع مباشرة على أوضاع مسلمي الإقليم. فقد زاره في مارس (آذار) وتحديدا بعد مرور أسبوع على صدور المرسوم الرئاسي، سوية مع الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس مفتي روسيا.
إليكم ما قاله بهذا الخصوص لمندوب إذاعتنا:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نتيجة لقاءاتي مع مختلف الأشخاص أمثال رجال الدين والسياسيين والمسلمين البسطاء فهمت أن الطائفة الإسلامية في القرم لها بنية وتنظيم جيدان رغم أن السلطات الأوكرانية أعطت الضوء الأخضر فيما يتعلق بمعالجة مسائل الحياة الدينية لممثلي حزب التحرير ولجماعات راديكالية متطرفة بدلا من المؤسسات الإسلامية المصرح بها. والتقينا مع مفتي القرم الرجل المثقف دينيا وسياسيا والذي يسعى مجلس مفتي روسيا إلى تنظيم التعاون معه. ولذا فإن مشاركة مسلمي القرم في برنامج خيمة رمضان الثقافي ما هي إلا مواصلة منطقية لتطوير العلاقات التي أقيمت قبل ذلك الوقت.. توحد الإدارة الدينية لمسلمي القرم اليوم ما يزيد على 360 جماعة. ونفس عدد المساجد فيه على وجه التقريب. ويشكل التتر غالبية ساحقة من مسلمي شبه الجزيرة. إلا أن هناك أيضا نازحين من شمال القفقاس – من داغيستان وشيشان وما إلى ذلك. وتصدر الإدارة الدينية جريدة ومجلة تحت عنوان "ينبوع الحكمة" باللغتين الروسية والتترية. وثمة في مختلف أنحاء الإقليم 7 مدارس دينية بفروعها الخمس.
قال الشيخ أسد الله بائيروف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي القرم في حديث صحفي لمندوب إذاعتنا ما يلي:
لا يوجد في القرم تعليم إسلامي عال. ونحن نختار بين المؤسسات التعليمية الواقعة بالقرب منا وبضمنها معاهد روسية وتركية. ووقعنا معها اتفاقات إذ أننا نرى أن برامجها التعليمية فعالة..
وأسد الله نفسه خريج كلية الفقه في جامعة أنكره وعمل بعد عودته إلى القرم 7 سنوات في المدرسة أستاذا للفقه. ومنذ خمس سنوات يشغل منصب نائب مفتي القرم. وبالتالي فإنه ملم تماما بمصاعب ومشاكل مسلمي القرم.
وهي موجودة فعلا وأشبه بتلك التي توجه في دول عديدة الواقعة في الأراضي السوفيتية السابقة.
وواصل الشيخ أسد الله بائيروف يقول:
كانت التشريعات الأوكرانية متسامحة جدا فيما يخص مسائل حياة الطوائف الدينية. وبالنتيجة انتشرت بين المسلمين بعض الاتجاهات الدينية التي عرقلت عملنا مثل ما فعله حزب التحرير. وفي الآونة الأخيرة حاول الجهاديون أيضا تعزيز مواقعهم. غير أن هذه التيارات لم تتأصل.
والمشكلة الثانية هي فتح مركز ديني مواز لإدارتنا الدينية في القرم قبل سنتين. وهذه الخطوة أقدمت عليها الإدارة الدينية في كييف برئاسة أحمد تميم. فكانوا يمارسون عملا تخريبيا هادفا إلى التفرقة. غير أن إدارتنا الدينية عملت كثيرا خلال العشرين سنة الأخيرة على ضمان التعايش السلمي بين مختلف الطوائف الدينية والقومية في القرم. وأعتقد أننا نجحنا في ذلك. فعلاقاتنا جيدة مع الروس ومع الأوكرانيين ومع كل سكان القرم.
يعتقد أن انتشار الإسلام في القرم بدأ مع قدوم صحابة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) أو بالأحرى في القرن السابع الميلادي. لكن المدونات التاريخية تشير إلى القرن الثالث عشر. وهذا عهد لانتصار الإسلام في شبه الجزيرة.
والدليل على ذلك مسجد الخان أوزبك في مدينة القرم القديمة والذي سيحتفل مؤتمر دولي قريبا بعيد ميلاده الـ 700.
أرسل تعليقك