رمضان في كلميم طقوس وعادات متوارثة في طريقها نحو الزوال
آخر تحديث GMT12:56:50
 العرب اليوم -

رمضان في كلميم طقوس وعادات متوارثة في طريقها نحو الزوال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رمضان في كلميم طقوس وعادات متوارثة في طريقها نحو الزوال

الرباط - وكالات

ومن بين العادات التي تحرص بعض الاسر وخصوصا منها الصحراوية على احيائها رغم التحولات التي فرضتها حياة التمدن ، الجلسات الرمضانية التي تتم عادة بعد صلاة التراويح لتقوية أواصر القرابة والمحبة وصلة الرحم بما يتناسب مع الأجواء الروحانية والمعاني السامية لهذا الشهر الفضيل ، وممارسة لعبة "السيك " التي كانت في الماضي تمارس على نطاق واسع خصوصا وقت الظهيرة وبعد صلاة التراويح. وتقتصر هذه اللعبة ، التي ترافقها جلسة شاي وفق خصوصيات فريدة من نوعها ، عادة على النساء وتمارس فوق رقعة من الرمل أو الخشب تسمى "لبر" ترسم عليها خطوط متوازية بواسطة ثمانية " اعواد "تسمى "سيكات" لها وجهان داخلي بلون معين واخر خارجي وبيادق من الحصى او قطع القصب او الخشب. ويمكن للرجال الذين ينتمون لنفس عائلة النساء الانضمام الى حلبة التباري التي تتم وفق قواعد محددة تمكن من يستطيع تصفية بيادق خصمه من كسب نتيجة اللعبة بفضل النقاط التي يجمعها بعد كل رمية يتم فيها اسقاط "السيكات". وبالنسية لمائدة الافطار فقد طرأت تحولات كثيرة على مظاهر وإيقاع العيش بالمنطقة التي تقع في ملتقى ثقافتين هما الأمازيغية والحسانية ، حيث اندثرت عادات غذائية وحلت محلها أخرى بسبب التمدن والانخراط في الحياة المعاصرة. وفي هذا السياق، أبرزت السيدة سلم .ك التي تجاوزت عقدها السابع وهي من أبناء المنطقة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن نسبة استهلاك حساء " الزرع " المعد أساسا من دقيق الشعير " الحساء الأحمر " والخبز المعد من نفس المادة تراجعت بشكل كبير وحلت محلها مواد أخرى كالشربة والحريرة و"الملوي" والحلويات والأسماك والعصائر بمختلف أنواعها. أما وجبة العشاء فنادرا ما يتم إعدادها، حيت تكتفي الاسر الصحراوية بإعداد الشاي فيما يتم في السحور تناول أطباق تختلف باختلاف الأذواق والأجيال والمستوى الاجتماعي للأسر خلافا للماضي الذي كانت فيه البساطة الخاضعة لسلطة الطبيعة والمكان هي السمة التي كانت تطغى على نمط العيش. وفي هذا الاطار أبرز السيد البشير .م استاذ في العقد الخامس من العمر وهو من أبناء المنطقة أيضا في تصريح مماثل أن التركيبة السكانية المتنوعة لمدينة كلميم وانفتاح الساكنة المحلية على تقاليد مناطق أخرى جعلها تتقاسم عادتها وأطباقها مع نظيرتها بهذه المناطق. وتشهد مساجد المدينة بهذه المناسبة إقبالا مكثفا لما لهذا الشهر من مكانة روحية يسعى فيها المصلون إلى التقرب إلى الله في أجواء مفعمة بالطاعات والسمو بالنفس الى صالح الأعمال وجليلها، كما تتحول الى فضاءات للتوعية والإرشاد الديني من خلال دروس ومحاضرات يلقيها نخبة من الأئمة والعلماء. وتعرف أسواق المدينة رواجا تجاريا استثنائيا جراء ارتفاع وثيرة الاستهلاك خلال هذا الشهر وإقبال الأسر المكثف على اقتناء مختلف الحاجيات التي تدخل في إعداد الأطباق التي ترتبط بهذه المناسبة. وكما هو الشأن في باقي المدن المغربية فان تحولات كثيرة طرأت على الطقوس والنظام الغذائي بكلميم خلال رمضان غير أن أجواءه الروحية ظلت في العديد من مظاهره متأصلة في الذاكرة مادامت تحتل طليعة الثوابت والمرتكزات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان في كلميم طقوس وعادات متوارثة في طريقها نحو الزوال رمضان في كلميم طقوس وعادات متوارثة في طريقها نحو الزوال



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab