القاهرة ـ أ ش أ
تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الجمعة، عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل عام على واقع المجتمع المصري.
ففي مقال تحت عنوان " قبل أن يترك قصر الرئاسة .. كلمة عرفان للمستشار عدلي منصور" قال الكاتب فاروق جويدة "هذا الرجل يستحق من كل مصري كلمة وفاء وعرفان وهو يمضي تاركا موقعه الذي لم يحلم به يوما ولم يسع إليه، بل هي الأقدار التي حملته فى لحظة تاريخية صعبة وقاسية لأن يحمل لقب رئيس جمهورية مصر".
وأضاف جويده في مقاله "هذا الرجل يستحق أن نقول له شكرا أيها المستشار الجليل وأنت تعود الى عالمك الذي أحببت وطريقك الذي اخترت وقد زدت قصر الرئاسة جلالا وتواضعا ونبلا.. اتحدث عن المستشار الجليل عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت وقد أوشك أن يجمع أوراقه تاركا قصر الرئاسة بعد أن ادى دوره بكل الصدق والوفاء والتجرد لهذا الوطن في لحظة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث. هذا النموذج الوطني الرفيع الذي قدمه المستشار عدلي منصور وضرب للمصريين فيه مثلا وقدم لهم صورة فريدة في الوطنية والولاء".
وتابع "يخرج الرجل من منصبه المؤقت حاملا معه صفحات مضيئة سطرها في شهور قليلة وعمر المرء ليس بالسنين والأيام ولكن بما يتركه من أثر وقيمة ولا شك أن المستشار عدلى منصور اضاف لمنصب الرئاسة الكثير وترك للمصريين ذكرى رجل نبيل تحمل المسئولية بشرف وادى دورا كبيرا في حماية وطن يعيش مأساة الانقسام".
واستكمل "إن أقدار الرجال تقاس حسب الأدوار والظروف وحجم التضحيات وحين جاء المستشار عدلى منصور الى كرسي الرئاسة لم يكن يتصور يوما وهو يجلس على منصة أكبر مؤسسة قضائية فى مصر أن الأحداث والأيام والأقدار يمكن ان تلقي به وسط هذه الرياح الصاخبة وهذه الأمواج الغاضبة ليجد نفسه قائد سفينة تحاصرها المؤامرات من كل جانب".
وأضاف "حين كنت اجلس معه منذ اسابيع اقسم لى انه لم يذق في الأيام الأولى من جلوسه على كرسي الرئاسة طعم النوم دقيقة واحدة والأحداث تحيط به من كل جانب. لم يضع في حساباته ان يجلس يوما على هذا الكرسي الذي يحمل الكثير من الذكريات وكان الرجل في حيرة من امره لقد اختار القضاء طريقا واختار العدل اسلوب حياة وكان يرى ان تحقيق العدالة بين الناس هو ارقى وأعلى مناصب الدنيا وأن السياسة عالم فسيح وطريق طويل وصعب يتطلب اشياء كثيرة كما أن سنوات العمر قد امتدت به وهو بعيد عن السياسة فكيف يجد نفسه مطالبا في لحظة صعبة ان يقوم بهذا الدور الكبير والبلاد تواجه محنة قاسية. وقبل الرجل ان يتولى منصب الرئاسة الذي لم يحلم به يوما".
وتابع جويدة في مقاله "استطاع المستشار عدلي منصور أن يقدم تجربة قصيرة ورائدة في حكم البلاد بلا صخب او ضجيج..فعلى المستوى الداخلي اتسمت خطواته وقراراته بالحكمة والمسئولية ورغم اللحظات الصعبة التي واجهتها مصر إلا أن الرجل تعامل معها بكل الصدق والأمانة وظهر امام الناس بصورة لم يعتادوا عليها في البساطة والتواضع والإنسانية والزهد في الأضواء".
وأضاف "وعلى المستوى الخارجي كان الرجل حريصا ان يلملم جراح وطنه امام العالم وان يقدم نموذجا طيبا للإخوة مع الأشقاء خاصة السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن الذين وقفوا معنا ويقدم للعالم صورة كبرياء وطن يرفض الخضوع في لحظة محنة والمؤامرات تحيط به من كل جانب وقد نجح في توصيل الرسالة في رحلات قصيرة عابرة للخارج او في احاديث قصيرة ولقاءات للإعلام قدم فيها صورة رئيس مصر بعيدا عن الصخب والضجيج".
وقال "لقد عاش المستشار عدلي منصور تجربة صعبة امام الفوضى والإنقسامات والعنف والدماء التي تتدفق في الشوارع. وعاش لحظات قاسية والبلاد تعبر من عنق الزجاجة فى مشاكل وأزمات يومية فى الأمن والطعام والمعارك والمؤامرات الخارجية ولكنه صمد امام هذه التحديات وحين التقيته قال لى منذ اسابيع انني متفائل جدا بمستقبل مصر وقد وضعنا اقدامنا على الطريق الصحيح فقد انتهت معركة الدستور وسوف يكون لمصر رئيس جديد يتحمل المسئولية وسوف نبدأ رحلة البناء للمستقبل بعد ان تجاوزنا هذه الظروف الصعبة".
وفي صحيفة "المصري اليوم" وتحت عنوان "محطات قبل انتخابات الرئاسة" قال الدكتور عمار علي حسن ":
1ـ من يضحي بحريته من أجل أمنه، لا يستحق أمنا ولا حرية. ومن يفرط في دم أريق في سبيل كسر قيودنا مكانه الطبيعي زنزانة باردة ضيقة، أو ضيعة ينحنى فيها عبدا ذليلا، أو حفرة يرقد فيها ويهيل على نفسه التراب".
وأضاف "2 ـ لا أحد يكره الاستقرار والأمن والسكينة، لكن الاستقرار الحقيقي هو الذي يخلق وضوح الرؤية والشعور العام بالعدل والاطمئنان إلى مستقبل الحرية والتنمية، وليس ذلك المفروض بيد القوة الباطشة. ولا ننسى أن نظام مبارك حكمنا ثلاثين عاما باسم «الاستقرار والاستمرار» فحول الأول إلى جمود والثاني إلى قعود دائم في الحكم، ولا يجب أن نتجاهل خبرة التاريخ التي تنبئنا بأن «الاستقرار» طالما استخدم كمصطلح سحري للثورة المضادة".
وتابع "3 ـ الشعب الذي يمتلك حق وحرية الاختيار، يمتلك أيضا القدرة على تنقيح اختياره وتصحيح مساره، المهم أننا في طريقنا إلى امتلاك قرارنا كاملا لأول مرة في تاريخنا المديد... الشكر والعرفان لشباب مصر الأبى، والمجد لشهداء ثورتنا العظيمة".
واستكمل "4 ـ في هذه الأيام العجاف التي اختلط فيها الحابل بالنابل، أجد نفسي أردد مع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه»، وأقول مع أبو حيان التوحيدى: «الحق لا يصير حقا بكثرة معتقديه، ولا يستحيل باطلا بقلة منتحليه»، وأصرخ مع ابن حزم الأندلسي: «وأما قولهم إن الذي عليه الأكثر فهو الهدى، والطريقة المثلى، فكلام في غاية السخف... ولا يرضى به من له مسكة عقل»، وأنصت إلى نصيحة عبد الله النديم وهو يأمرني: « اتبع الحق وإن عز عليك ظهوره».
وقبل كل هؤلاء أسمع وأطيع قول الرسول الكريم: «لا تكونوا إمَّعَة تقولون: إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا»، وقبل كل شى ء وكل قول ما جاء في محكم آيات الله: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ». وبعد هذا أقول من واقع خبرة الإنسان العميقة والعريقة والعتيقة على هذه الأرض: «التاريخ يصنعه الصائت وليس الصامت»".
واسترسل "5 ـ في كل مكان يستوقفني كثيرون ويسألونني: مصر رايحة على فين؟ فأبتسم وأقول: مصر ستذهب في الطريق الذي يريده المصريون، ألسنا في مرحلة «الشعب يريد؟»".
وتابع "6 ـ لا يكون البناء صحيحا إلا بعد تنظيف الركام، أو نبني على التوازي جدارا جديدا إلى جانب الجدار الآيل للسقوط، لكن نستمر في هدمه، وإلا أناخ على الجدار الجديد فأسقطه أو جعله يتآكل أسرع مما نعتقد أو ضيّق المكان الذي نعيش فيه..7 ـ لو آمن من بيدهم السلطة ومن يهرولون إليها بأن المصريين قد كسروا حاجز الخوف إلى الأبد لقطعنا ثلاثة أرباع طريق الخروج للميدان والبرلمان وما بينهما".
وأكمل "8 ـ الإسلام لم ولن يكون محل تنازع بين المصريين، فحتى المسيحيون الشرقيون ديانة هم مسلمون ثقافة، وأغلبيتهم تقر بهذا وترى في اعتراف الإسلام بالأديان السماوية السابقة عليه نقطة التقاء يجب تعزيزها. والإسلام، دين عظيم خاتم، ليس حكرا على أحد ليتكلم باسمه ويحتكر خطابه، وكثير ممن ينتقدون أو يتحفظون على أداء من يتخذون من الإسلام أيديولوجية لهم ليسوا خائفين من الدين لكنهم خائفون على الدين".
وأضاف "9 ـ السلطة الذكية هي التي تدع المستقبل يولد على أكف الحاضر من دون عنت ولا عناء. أما الغبية فتتباطأ وتراوغ وتتجبر حتى يؤخذ منها كل شيء عنوة، فتنقضي وتسقط وتصبح نسيا منسيا".
وأشار إلى أن "10 ـ طوابير النساء أمام اللجان الانتخابية أطول بكثير من نظيرتها للرجال، ومع هذا لا نجد امرأة تنجح في السباق. إنه لغز لدىّ أسباب كثيرة تساعدني في حله، لكنني أريد أن أسمع منكم يا قرائي الأعزاء تفسيرا لهذه الظاهرة التي أوجعتني".
واختتم عمار علي حسن مقاله بالقول "11 ـ يا لشوقي واحتراقي لفضيلة إنكار الذات من أجل المصلحة العامة. إنها القيمة والفريضة الغائبة الآن في أداء الحركات والأحزاب والنشطاء والبارزين في مختلف المجالات، إلا من رحم ربي منهم".
أرسل تعليقك