كنائس قطاع غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة
آخر تحديث GMT08:10:25
 العرب اليوم -

كنائس قطاع غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - كنائس قطاع غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة

كنائس قطاع غزة
غزة ـ أ.ف.ب

وجد مسلمو قطاع غزة في الكنائس مأوى لهم بعدما تهدمت غالبية البيوت والمساجد جراء القصف الإسرائيلي الذي يضرب القطاع منذ 18 يومًا. فلم تكن الكنائس مجرد مكان يحمي سكان المناطق المتضررة من القصف فحسب، بل أتاح للمسلمين منهم إقامة صلواتهم الخمس فيها.
«إنها تجربة غير مألوفة أن أصلى 5 مرات يوميا بالقرب من أيقونة للمسيح»، هكذا وصف محمود خلف، أحد سكان القطاع، مشاعره عندما أدى صلواته الخمس في كنيسة القديس «بروفيريوس» للروم الأرثوذكس في غزة القديمة.
فمنذ قصف الجيش الإسرائيلى حى «الشعف» الذي يسكنه محمود لم يعد متاحا له إلا اللجوء إلى هذه الكنيسة، حيث يولى الكهنة وأبناء رعية القديس بروفيريوس ضيوفهم عناية خاصة.
وقال محمود (25 عاما): «يفسحون لنا المجال للصلاة وقد أدى ذلك إلى تغيير نظرتي للمسيحيين، لم أكن أعرفهم معرفة حقيقية، لكنهم باتوا أشقائي».
وأضاف أن «المحبة بين المسلمين والمسيحيين تكبر هنا».
محمود أعرب عن ارتياحه للجوء مع 500 فلسطيني آخر إلى هذه الكنيسة، التى لم يكن أحد يتخيل أنها يمكن أن تتعرض للقصف.
وأكد أنه بدأ يعتاد على الصلاة في مكان عبادة لدين آخر، وخلال شهر رمضان أيضا الذي ينقضى أواخر يوليو الجارى، كما يتجه يوميا إلى القبلة ويتلو آيات من القرآن ويسجد، كما لو أنه يفعل ذلك في مسجد.
وقال خلف: «المسيحيون لا يصومون لكنهم بالتأكيد يحرصون على ألا يأكلوا أمامنا خلال النهار، ولا يدخنون ولا يشربون عندما يكونون معنا».
واعترف خلف بأنه من الصعوبة التمسك بمظاهر التقوى عندما تتساقط القذائف كالمطر، ويستشهد أكثر من 900 فلسطينى معظمهم من المدنيين، عدد كبير منهم من الأطفال.
وأضاف: «في الأوقات العادية، أنا مسلم يمارس فروضه الدينية، لكنى دخنت خلال رمضان، ولا أصوم بسبب الخوف والتوتر الناجمين عن الحرب».
وينقضى شهر رمضان، لكن العائلات المحزونة وعشرات آلاف المهجرين والذين مازالوا يتعرضون للقصف، لن يحتفلوا بالعيد.
ورأت صابرين، التي تعمل خادمة في كنيسة القديس بروفيريوس منذ 10سنوات، أن «المسيحيين والمسلمين سيحتفلون على الأرجح بالعيد معاً هنا، إلا أن هذه السنة لن يكون العيد احتفاء بانتهاء الصوم وإنما سيكون عيد الشهداء».
وعلى الرغم من أجواء التعايش والتسامح، تبقى الكنيسة التي تظللها مئذنة المسجد المجاور وسط ساحة القتال، وتبقى التوترات حادة.
فوصول المساعدات يتسبب في اندلاع شجار بين النساء والأطفال، الذين يهرعون للاستيلاء على الأكياس التى تحتوى على الخبز والماء، التى يحاول متطوعون من الكنيسة توزيعها بطريقة منظمة قدر الإمكان، كما تتعرض المقابر المسيحية والإسلامية للقصف أسوة بالمدنيين الذين تدك عليهم إسرائيل بيوتهم، إذ استهدفت شظايا وقذائف صاروخية بعض المقابر.
ويُقدر أفراد الطائفة المسيحية في غزة بنحو 1500 نسمة، معظمهم من الروم الأرثوذكس، من أصل 1.8 مليون مسلم، فيما يعيش هناك 130 كاثوليكيا فقط.
فلقد عززت معاناة الفلسطينيين الروابط الطائفية والدينية بينهم بشكل أكبر، إذ إن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في القطاع لم يكن وديًا على الدوام. فلقد تعرضت الأقلية المسيحية لهجمات عدة نُسبت إلى المتطرفين الإسلاميين ودانتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التى كانت تسيطر حينها على غزة.
فهذه الروح الطيبة بين مسلمي ومسيحيي القطاع، تعززها رسالة رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير الفلسطينية الأب مانويل مسلم إلى مسلمى غزة، التى قال فيها: «إذا هدموا مساجدكم ارفعوا الأذان من كنائسنا».
ورأي الأب مانويل أن المسلمين في غزة يعانون من كرب شديد جراء العدوان الذي مس جميع مجالات حياتهم بما فيها الروحية والدينية بالتزامن مع شهر رمضان الكريم الذي يجتمع فيه الجميع في المساجد، وفقا لما نقلته عنه وكالة «نبأ» الإخبارية المستقلة الفلسطينية.
فالدين المسيحي، وفقا لمتطوع الكنيسة توفيق خادر، يؤكد أن المسيح قال: «أحبب قريبا وليس فقط عائلتك، إنما زميلك ورفيقك في الصف المسلم والشيعى والهندوسى واليهودى، أبوابنا مفتوحة للجميع».



 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنائس قطاع غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة كنائس قطاع غزة تفتح أبوابها للمسلمين للصلاة والحياة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور
 العرب اليوم - قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 10:29 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

حملة إيرانيّة على سوريا... عبر العراق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab