مصابون بالعمى والصمم يشكلون في تل أبيب فرقة مسرحية
آخر تحديث GMT14:21:03
 العرب اليوم -

مصابون بالعمى والصمم يشكلون في تل أبيب فرقة مسرحية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصابون بالعمى والصمم يشكلون في تل أبيب فرقة مسرحية

القدس ـ وكالات

عالمهم صامت ومظلم ورغم ذلك فأداؤهم المسرحي مبهر: يوجد في تل أبيب منذ عام 2007 مسرح يمثل عليه فنانون من الصم المكفوفين، مشروع فريد من نوعه في العالم.غير حياة أشخاص كانوا يشعرون بالعجز إلى ممثلين واثقين بأنفسهمالجماهير تصفق بحماس. وينحني الممثلون ممسكين بأيدي بعضهم البعض ويلوحون صوب الغرفة المظلمة. "ليس بالخبز وحده ..." هو عنوان المسرحية، والتي انتهت لتوها، والتي تم عرضها أكثر من 700 مرة على مسرح نالاغائات (Nalaga'at) في تل أبيب. أحداث المسرحية تدور حول أشواق، وذكريات جميلة ومريرة. مشاعر يعرفها كل إنسان، ولكن مع ذلك تختلف هذه المجموعة المكونة من أحد عشر رجلا وامرأة التي تتوسط دائرة الضوء على المسرح عن الجمهور بشكل كبير: إنهم يعانون من متلازمة أوشر(Usher)، ولا يستطيعون الرؤية ولا السمع. هذا الخلل الجيني يسبب فقدان السمع منذ الولادة، ويتسبب في وقت لاحق في الإصابة بالعمى بدرجات متفاوتة.افتتح المسرح في عام 2007 بميناء يافا. حيث أعيد بناء مستودع سابق بمساعدة التبرعات والمؤسسات الخيرية. وتقول " أدينا تال، مديرة المسرح المنحدرة من أصول سويسرية: "لقد بحثنا طويلا عن مكان مناسب". والآن تحول المبنى المَهيب إلى مسرح ملحق به مقهى. وكانت المخرجة ذات الـ 59 عاما هي صاحبة الفكرة ومحركة هذا المشروع الفريد من نوعه على مستوى العالم. وتقول إنها كانت دائما مهتمة بفكرة تأسيس مسرح للمكفوفين. وأضافت "لكن كل شيء رأيته، كان يصيبني بالضجر." وكانت ورشة عمل مع مجموعة من الصم المكفوفين هي الدافع لهذا المشروع: "لقد أغرمت بفكرة جعل المستحيل ممكنا".كان هذا قبل نحو اثني عشر عاما، والمجموعة التي كانت تعمل معها، أصبحوا اليوم فريق الممثلين الخاص بهذا المسرح. عروضهم المسرحية مؤثرة وتلمس المشاعر. ولكن المجهود الهائل الذي يكمن وراء هذه العروض أمر يتعذر على أغلب الناس فهمه إلا بصعوبة. بالنسبة لمن لا يسمعون ولا يبصرون تتوقف عملية التواصل بالنسبة لهم عند حدود الجسد. "البيئة" لهم هي مجرد مفهوم غير واضح من الروائح، والاهتزازات والإداراكات التي تصل إليهم من لمسات الأصابع. هذا العالم من الظلام والصمت والعزلة التي تفوق التصور لا يمكن للمبصرين وأصحاء السمع أن يتخيلوه. وتوضح أدينا تال "التواصل مع الجمهور في حد ذاته يعتبر تحديا". تتم عملية التواصل بمساعدة لغة تتكون من إشارات اللمس أو ما يعرف باسم  أبجدية، أو إشارات لورم (Lorm)، فبالنسبة للشخص الأصم الكفيف، تعد اليدان هي عيناه وأذناه وفمه، الكل في واحد. فالأصابع تنقر وتتحسس رأسيا وأفقيا وتصنع دوائر وتضغط ضغطات طويلة وقصيرة، خفيفة وثقيلة، وكل حرف له موضع محدد على اليد. وهكذا يجري التواصل الذي لا يعرف السخرية والدلالات المغايرة، وتضيف المديرة "هذا أمر غير ممكن".ولأن الحوارات تعتمد على استخدام الأيادي، فإنها تقتصر عادة على شخص واحد. على مسرح Nalaga'at، ومعناه باللغة العبرية "الرجاء اللمس"، يتفاعل أحد عشر ممثلا وممثلة في وقت واحد مع بعضهم البعض. ولكي ينجح هذا الأمر، طورت أدينا تال أشكالا جديدة للتواصل. لذلك كان على فريق الممثلين الصم المكفوفين أن يتعلموا استشعار نقر الطبول والتي تستخدم لإعلان تغيير المشاهد خلال عرض المسرحية. "كان أمرا صعبا جدا بالنسبة للجميع" كما تقول أدينا تال. ويتم الاستعانة بمساعدين لتقديم الدعم للممثلين  على المسرح بشكل غير ملحوظ. هؤلاء يتقنون أبجدية Lorm  للصم المكفوفين وحصلوا على دورات تدربوا فيها على مواجهة الظلام والصمت  "حتى يفهمون الأمر على نحو أفضل".العروض المسرحية التي تجرى ثلاث مرات أسبوعيا تكون دائما محجوزة بالكامل. وتقول مديرة المسرح إنها لم تكن تتخيل في البداية أن يتطور المسرح بهذا المستوى من الحرفية. "إنها ثورة"،   ثورة لاقت أيضا اهتماما في الخارج. فعلى سبيل المثال قام فريق الممثلين في العام الماضي بالمشاركة في مهرجان المسرح الدولي LIFTبلندن. وبدورها تفكر مؤسسة "حياة الصم المكفوفين" بإمعان في تكوين فرقة مسرحية، كما تقول رئيسة المؤسسة إرمغارد رايخشتاين. رائحة الخبز الطازج تملأ قاعة المسرح. ومع بداية العرض يكون الممثلون قد شكلوا العجين ووضعوه في الفرن. الخبز كرمز للأمان. ولكن هذا وحده لا يكفي. مدى أهمية التفاعل مع الآخرين هذا هو ما تحاول المسرحية أن تؤكد عليه. تقول جينيا "كان سيصبح أمر رائعا إذا تمكنت من رؤية أحفادي"،. بينما تتوق شوشانا لرؤية زرقة السماء، و يتطلع يوري لمشاهدة التلفزيون. أمنيات بسيطة – ولكنها غير قابلة للتحقق بالنسبة لهم ويدرك الجمهور فجأة قيمتها.الشفقة هي آخر شيء ترغب أدينا تال أن يشعر به الجمهور تجاه فرقتها المسرحية. فحياتها تغيرت من خلال العمل المسرحي. حيث نجحت في تحويل أشخاص يشعرون بالعجز ويفكر بعضهم في الانتحار، إلى "ممثلين واثقين بأنفسهم اعتمادا على كاقة الوسائل الممكنة "، على حد قولها.انتهي إعداد الخبز، وانتهي العرض المسرحي كذلك. وتوجه الدعوة للمشاهدين من أجل تذوقه. "إنها ليست الهدية الوحيدة التي حصلتم عليها في هذه الأمسية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصابون بالعمى والصمم يشكلون في تل أبيب فرقة مسرحية مصابون بالعمى والصمم يشكلون في تل أبيب فرقة مسرحية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab