طرابلس ـ ننا
نظم مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية، ندوة بعنوان "ماذا يحدث في العراق؟" شارك فيها الباحث في مركز كارنيغي - الشرق الاوسط الدكتور كاوا حسن والصحافيان في الدايلي تلغراف والوول ستريت جورنال كارول معلوف ووسام داغر وحضرها عدد من المهتمين والإعلاميين.
قدم للندوة مدير المركز السفير عبدالله بو حبيب الذي رأى "أن ما يجري في العراق يشي بالانهيار والتفتت في ظل سعي إقليم كردستان - العراق إلى الاستفتاء على الاستقلال، وحرب "داعش" على حكومة تصريف الأعمال المركزية، وعدم توافق النواب المنتخبين على هوية رؤساء الجهورية والحكومة وجلس النواب وشكل الحكومة المقبلة".
من جهته، اعتبر الدكتور حسن "أن اجتياح "داعش" لمناطق عراقية كان له تأثيرات شبيهة بتداعيات نكسة 1967، وأن المشهد العراقي يعود اليوم إلى واقع شبيه بالمواجهات والتفجيرات التي حصلت في العام 2006 ولكن بديناميكيات جديدة".
وقال إن "داعش" هي الوجه الذي نراه ولكن هناك خلفيات وأسباب ادت إلى الوصول للواقع الحالي أبرزها الإجتياح الاميركي، ثم استعجال الأميركيين الإنسحاب وتسليم السلطة لأي كان في بغداد دون السعي إلى بناء توافق سياسي متين يشمل السنة والشيعة والأكراد، والتدخل الإيراني في الشؤون العراقية والسياسات الخاطئة التي انتهجتها حكومة المالكي".
وأشار إلى أن "داعش" تتمتع بنقاط قوة رئيسية في طليعتها القوة العسكرية والمال والقدرة على التجنيد، داعيا إلى عدم التقليل من تأثيرها على الشباب، ولافتا إلى أن "الصحوات" التي دعمها الأميركيون في المناطق السنية في العام 2006 لمحاربة المتطرفين هي مثال جيد يمكن تكراره.
وأشارت الصحافية كارول معلوف إلى "أن الحكومة العراقية فشلت في بناء توافقات سياسية مع السنة واستدراك تعاظم قوة "داعش" في المنطقة التي سيطرت عليها رغم الإشارات التي تلقتها عن تطور هذا الوضع"، معتبرة ان "تأجج الأمور بين السنة والحكومة تصاعد منذ قيامها عام 2010".
ورأت معلوف أن أحداث الأنبار دفعت السنة إلى التعاطف مع "داعش"، وأدت إلى قيام تحالف مصلحة بين البعثيين وجزء كبير من العشائر و"داعش" لإسقاط الموصل"، مشيرة الى وجود تحالف جغرافي بين الأكراد والسنة. وأوضحت أن تصدير نفط إقليم كردستان عبر تركيا وحصول الإقليم من جراء ذلك على إيرادات مالية تفوق حصة الـ17 في المئة التي تعطيه إياه بغداد من مجمل مبيعات النفط العراقية وإصدار المحكمة الإتحادية بشرعية هكذا إجراء، شجع السنة على إنشاء إقليم خاص بهم والتنقيب على النفط فيه واستخراجه وتصديره.
من جهته، رأى الصحافي داغر، انه لا يمكن فهم ما يجري في العراق اليوم من دون مراجعة ما جرى خلال عقد كامل منذ "غزو العراق (2003)، ذلك أنه في حين توافر "نوع من الاجماع" بين مختلف الجماعات والاحزاب على "بناء دولة جديدة"، فإن "الشيعة والاكراد ارادوا التمتع بحقوق ونفوذ اكثر من السنة".
وقال: "رغم سيطرة داعش على منطقة الحدود السورية - العراقية، فإن ما يحصل في العراق ليس جديدا حيث شهدت بغداد العديد من التفجيرات سابقا".
واشار الى الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير بالشباب المسلم في اميركا واوروبا ودفعهم الى الجهاد، مشددا على ان "داعش" لا تملك بيئة حاضنة في الموصل او سوريا لان ممارساتها "في الاعدامات تناقض الاسلام، بل هي على تحالف قوامه المصلحة مع السنة في تلك المناطق.
أرسل تعليقك