عمان - بترا
نظمت دائرة المكتبة الوطنية مساء امس الاحد ندوة ادبية حول كتاب (التحولات الفكرية في العالم الاسلامي من القرن العاشر الى الثاني عشر الهجري) بمشاركة العديد من الكتاب والاكاديميين والمهتمين .
وقال الدكتور فتحي ملكاوي ان عنوان الكتاب يشير الى عنصرين رئيسين: دراسة التحولات الفكرية، وإجراء هذه الدراسة في حقبة زمنية معينة، مبينا ان التحولات الفكرية هي بؤرة الاهتمام وفي ذلك استبعادٌ للأنواع الأخرى من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أما العنصر الثاني فهو الحقبة الزمنية التي تدرس التحولات الفكرية والتاريخية وهي منجرات التفكير البشري التي تنمو وتتطور وتتحول وتتغير.
وأضاف ان موضوع الكتاب يحتوي على أربعة أبواب هي : الأعلام والكتب والحركات والأفكار, ولأن عنوان الكتاب عن التحولات الفكرية، فإننا نفهم أن الأفكار هي بؤرة الاهتمام في الكتاب, وقد نجد كتاباً موضوعه فكرة معينة، لكن الفكرة أكبر من أن تنحصر في كتاب واحد، وقد يتحدث عن الفكرة مفكر واحد، لكن المفكر يتحدث في أفكار متعددة .
وقال : من هنا فإن موضوع الكتاب حاول أن يغطي هذه الأبواب الأربعة التي تسمح برسم صورة تتكامل فيها الأفكار مع الحركات والكتب والأعلام، ويغطي كل عنصر من هذه العناصر الأربعة قدراً من العرض والمعالجة قد لا يتحقق لو اقتصرنا على مفردات الباب الواحد.
واشار الى ان الهدف من الكتاب رصد التحولات الفكرية التي ظهرت في العالم الإسلامي في القرون الثلاثة موضوع الدراسة، والإسهام في رسم خريطة الحركة الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي في تلك القرون، وتتبع تضاريس هذه الخريطة، وتشكلاتها، وتحولاتها، والعوامل التي أثرت فيها، والنتائج التي حققتها، مما يصف واقع الأمة في هذه القرون ,ويعين في فهم امتداداتها في القرنين التاسع عشر والعشرين.
واعتبر الدكتور عليان الجالودي ان هذا المشروع جاء ليؤكد خطأ الفكرة التي تقول ان الفكر العربي وصل الى مرحلة الجمود والانحطاط على النحو الذي اصبح فيه عاجزا عن الاتيان بالجديد المفيد ، وانه اصبح عالة على مراحل سبقته.
وبين الجالودي الهدف من هذا المشروع وهو تتبع الحراك الثقافي الاسلامي في احدى مراحل عمر الحضارة الاسلامية ، الا وهي المرحلة الممتدة - القرن العاشر والحادي عشر والثاني عشر الهجري- .
واشار الى عمل المشروع الذي بحث على نحو مفصل في سيرة اهم علماء المرحلة المدروسة , فعمد الى الوقوف على مفاصل مهمة في سيرهم وترجماتهم بغية الكشف عن مواطن النبوغ والتميز عندهم ، كما يقف الكتاب بالتفصيل على اهم الكتب التي تركها العلماء في مختلف العلوم الانسانية ، وايضا ابرز الافكار التي سادت في تلك المرحلة وبخاصة الافكار التي كان لها اثرها الواضح في تغيير الاتجاهات الفكرية ، مثلما تناول بالتفصيل الحركات الفكرية التي كان لها اثرها الكبير في اعادة صياغة المفاهيم الفكرية والثقافية لدى الشعوب الاسلامية ابان تلك المرحلة .
وقال الدكتور رائد عكاشة ان المشروع مُنجَز يُعبّر عن الوحدة والتنوع, إذ تبرز الوحدة في الأهداف والأطر الناظمة للمشروع، ويبرز التنوع في الخصوصيات المنهجية والأسلوبية والنقدية والتحليلية لكل باحث من الباحثين، ما يجعل المشروع صورة بانورامية تظهر التعدد في الوحدة والتنوع في الجهد والتكامل في العناصر.
أرسل تعليقك