بيروت ـ ننا
أعلن "الصندوق العربي للثقافة والفنون - آفاق"، بالتعاون مع "صندوق الأمير كلاوس" و"مؤسسة ماغنوم"، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم السبت في "سان شارل سيتي سنتر"، خلف فندق فينيسيا، أسماء المستفيدين من منح برنامج "التصوير الفوتوغرافي الوثائقي العربي" الذي اطلق في كانون الثاني 2014، وهم: أميرة الشريف (اليمن)، ايمان بدير (مصر)، فيصل الفوزان (الكويت)، حمادة الرسام (مصر)، محمود النجمي (مصر)، نتالي نقاش (لبنان)، عمر امام (سوريا)، ريم فلكاناز (الامارات العربية المتحدة)، سمر حازبون (فلسطين) وزارا ساميري (المغرب).
وتتيح المنح التي تشمل الدعم المادي والتوجيهي للمصورين العشرة، تنفيذ مشاريع تصوير توثيقية تروي سرديات مهمة من العالم العربي، كما تهدف إلى تنمية هذا النمط التصويري الذي يعاني محدودية التطوير في المنطقة.
وقال المدير التنفيذي لـ "آفاق" أسامة الرفاعي ان "الصورة مهمة جدا. نعيش في عصر من الصور سريعة التبدل والمعلومات المتدفقة"، مشيرا الى ان البرنامج يهدف الى "التركيز على نمط من العمل يتروى امام الصورة، يمعن النظر فيها، ويدعو الى التأمل والفهم".
وأضاف ان "التصوير الفوتوغرافي الوثائقي يسلط الضوء على سرديات مهمة غالبا ما تكون مهملة او منسية. هو نمط يعاني نقصا في النمو في العالم العربي، حيث غالبية الانتاج المصور مخصص بوسائل الاعلام. ويسعى المشروع الى دعم مشاريع توثيق بصري غير نمطية، تصور مواضيع اجتماعية مهمة من المنطقة العربية. كما سيعمل على استكشاف السبل التي يمكن من خلالها وصول هذه الاعمال الى جمهور أوسع، وتأمين انخراطه بطرق اكثر التزاما وتأثيرا".
واعربت مديرة صندوق الامير كلاوس كريستا مايندرسما عن "سعادة الصندوق بالشراكة مع "آفاق" و" ماغنوم"، معتبرة ان هذا التعاون "يوحد جهود خبرات مشتركة ومعرفة وشبكات، في دعم التصوير الفوتوغرافي الوثائقي".
ورأت ان البرنامج "يتيح للمصورين الفوتوغرافيين الوثائقيين الشباب في العالم العربي، استكشاف مواضيع اجتماعية مهمة من خلال مقاربات مبدعة وشخصية"، معتبرة ان "الاصوات المحلية المبدعة قادرة على التعبير عن الوقائع الراهنة التي لا يمكن ايصالها بطرق أخرى".
وقالت رئيسة "مؤسسة ماغنوم" سوزان مايسلاس ان المؤسسة تهدف الى "تطوير وتنمية التصوير الفوتوغرافي المستقل كوسيلة للتعاطف مع الآخرين والانخراط والتغيير الاجتماعي الايجابي"، مشيرة الى ان المؤسسة ستعمل مع "آفاق" و"صندوق الامير كلاوس" من اجل "تطوير استراتيجيات جديدة تتيح زيادة انتشار وتأثير مشاريع حائزي المنح في وسط اعلامي سريع التبدل".
وأضافت "نحن فخورون بهذه الشراكة المميزة لدعم التصوير الفوتوغرافي الوثائقي في العالم العربي. من خلال التركيز على انتاج وتوزيع مشاريع وثائقية معمقة اعدها مصورون محليون، نؤمن انه في امكاننا تقوية قدرات المجتمعات الاقليمية. نتطلع قدما لنرى المفاهيم الجديدة التي تنبثق من التفكير النقدي لحائزي المنح، وهم يقومون بتطوير مشاريعهم ضمن منطقة معقدة ومتعددة الاوجه".
يذكر ان لجنة التحكيم اجتمعت في السادس من حزيران الحالي، واختارت عشرة مشاريع، ثلاثة من مصر، وواحد من كل من المغرب وسوريا وفلسطين والامارات العربية المتحدة ولبنان واليمن والكويت. وأصدرت اللجنة بيانا جاء فيه: "كأعضاء في لجنة التحكيم، واجهنا تحديا ليس فقط في المدى الجغرافي وأساليب المشاريع المقترحة، بل ايضا في المقاربات المتنوعة لماهية التصوير الفوتوغرافي الوثائقي وما يمكن ان يكون. وفي خضم افكار قوية أتت في وقتها المناسب، مع تركيز لافت على قضايا النساء - وهو ما شكل مفاجأة بالنسبة إلينا -، تفاعلنا خصوصا مع المشاريع التي كانت مميزة في طرحها، مقنعة في سردها، جدية في بحثها، ومشجعة في قدرتها الواعدة على النمو والتطور في سياق برنامج توجيهي".
أضافت: "لقد اثار اعجابنا المرشحون الذين اظهروا امكانية الالتزام، والذين راوحوا في افكارهم بين التقارير المصورة التقليدية والفن المفاهيمي. المشاريع العشرة المختارة تتطرق الى موضوعات ذات اهتمام اجتماعي كبير، من الحرب، الى الجريمة، والتحرش الجنسي، وظروف العمل المرهقة، واوضاع اللاجئين، والطبقية، والتراث المعماري، والمساحات الطبيعية المتناقصة، وجيل الشباب الضائع، والثقافات غير الظاهرة. وفي المشاريع المقدمة، قارب المرشحون هذه الموضوعات بطرق غير متوقعة، ومن زوايا غير معتادة.
يمكن القول ان كل المشاريع المختارة هي متعددة البعد بطريقة او بأخرى، تتكامل مع التصوير التقليدي المخصص لوسائل الاعلام، كوسيلة لاظهار الاعمال لجمهور اوسع".
وفي النبذة الموزعة عن المستفيدين، أن اللبنانية نتالي نقاش اختارت لمشروعها موضوع "المجتمع السوري اللاجىء من الطبقة الوسطى والغنية"، حيث "ادى النزاع السوري الى نزوح الملايين من مختلف الاطياف الاجتماعية والاقتصادية. تركز التغطية الاعلامية على المشقات التي يواجهها اللاجئون الفقراء والمحرومون. يسعى المشروع الى توسيع النطاق، وشمل العائلات السورية التي انتقلت، وتقيم حاليا في الاحياء المتوسطة والراقية في بيروت".
أرسل تعليقك