نيبال تجتهد لترميم أرثها الثقافي في ظل نقص متزايد في الحرفيين
آخر تحديث GMT07:13:16
 العرب اليوم -

نيبال تجتهد لترميم أرثها الثقافي في ظل نقص متزايد في الحرفيين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نيبال تجتهد لترميم أرثها الثقافي في ظل نقص متزايد في الحرفيين

ايندرا كاجي شيلباكار (يمين) يدرب ابنه داخل محترفه على النحت
بهاكتابور - أ.ف.ب

يجهد ايندرا كاجي شيلباكار داخل محترفه المغبر في نحت اشكال معقدة في الواح خشبية، وهو واحد من حرفيين مهرة قلائل تعتمد عليهم نيبال لإعادة ترميم تراثها الثقافي بعد الزلزال الضخم الذي ضرب البلاد في نيسان/ابريل الماضي.

الا ان العاملين في هذه الاعمال الحرفية امثال شيلباكار وهو حرفي متمرس تتلمذ على يد والده وعمه عندما كان صغيرا، باتوا في طور الزوال.

فالمتخصصون في النحت على الخشب والصخر وصقل المعادن ممن اوجدوا المعابد والقصور الرائعة في وادي كاتماندو، كان يحتفى بهم  في اماكن بعيدة مثل الصين، كما كانوا يتقاضون مبالغ سخية من العائلة المالكة.

لكن على مر العقود تراجع وضعهم الاجتماعي بموازاة انخفاض ايراداتهم المتأتية من حرفتهم، وبات الكثير من الشباب النيباليين يرفضون الاستمرار في مهنة اهاليهم، ويفضلون البحث عن عمل أفضل أجرا.

وقد ادى هذا الوضع الى افراغ البلاد من اصحاب المهارات ممن يعتبر عملهم اساسيا في إعادة بناء المعالم الضاربة في القدم في وادي كاتماندو بعدما أتى عليها زلزال 25 نيسان/ابريل.

وتفاقمت هذه المشكلة خصوصا لكون هذه الحرف كانت تعتبر تاريخيا بمثابة ارث حصري لبعض العائلات التي تنتمي إلى اتنية نيوار، وهي من السكان الاصليين في وادي كاتماندو.

ويستذكر شيلباكار البالغ 52 عاما بصوته الهادئ تاريخ عائلته في هذه الحرفة. ويقول إن جميع أقاربه الذكور في الاجيال الماضية كانوا يحترفون النحت بالخشب وإنجاز لوحات منحوتة باتقان تزين المعابد والمنازل التقليدية في نيبال.

ويضيف في تصريحات لوكالة فرانس برس من محترفه في مدينة بهاكتابور التاريخية حيث يعمل على ترميم منحوتات خشبية من معبد بوذي يعود الى القرن السابع عشر "لكن كثيرين في الجيل الجديد يريدون وظائف مختلفة، وظائف مكتبية. حتى في أسرتي، هناك أناس تخلوا عن هذا العمل الذي يتطلب مستوى عاليا من المهارة، لأنه لا يدر المال الكثير".

ويتابع شيلباكار الذي انتقلت عائلة عمه للعمل في مجال صنع الأثاث لكونه أكثر ربحا "ليس هناك الكثير من الاحترام في نيبال - ينظر الينا كعمال وليس كفنانين".

- ممالك قديمة -

لكن هذا الرأي لا تشاطره منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) التي تصنف الحرف اليدوية بالحجر والخشب والبرونز لعائلات نيوار ضمن الأكثر اتقانا في العالم.

ويعود تاريخ الكثير من القصور والمعابد التي اقيمت في وادي كاتماندو إلى الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والثامن عشر حين كان الوادي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث البشري ينقسم إلى ممالك ثلاث هي كاتماندو، وبهاكتابور وباتان.

وحرصا من السلطات على اعادة تحريك عجلة السياحة، اعيد فتح الساحات الملكية في كل من هذه المدن الثلاث في حزيران/يونيو الماضي، رغم تحذيرات من منظمة يونسكو بامكانية ان يؤدي ذلك الى الاضرار بهذه المعالم.

وتضم هذه المواقع الافا من الاثار التي تضررت بفعل الزلزال الذي ضرب النيبال بقوة 7,8 درجات واسفر عن مقتل تسعة الاف شخص وتدمير نصف مليون منزل.

وارجئت عملية الترميم الضخمة بسبب موسم الامطار الموسمية وايضا بفعل ازمة سياسية ادت الى تجميد مبالغ بقيمة 4,1 مليارات دولار كانت مرصودة لاعادة الاعمار.

يرى كاي ويز الخبير في يونسكو ان نقص الكفاءات الحرفية سيكون من العوائق الاساسية في اعادة ترميم هذا الارث.

ويقول "نحاول حمل الحكومة على الاقرار باهمية العمل الحرفي، وارساء نظام" لتشجيع هذا القطاع.

- توارث المهن الحرفية "لم يعد مجديا" -

الى جانب يونسكو، تطالب مجموعة "كاتماندو فالي بريزرفايشن تراست" التي تأسست في العام 1991، السلطات بوضع خطة للحفاظ على المهارات الحرفية.

ويقول مديرها روهيت رانجيتكار لوكالة فرانس برس "لم يعد انتقال المهنة من جيل الى آخر مجديا".

ويضيف "يجب منح الفرصة للاشخاص الراغبين بتعلم هذه الحرف، يجب انشاء مدارس لهذا النوع من الاعمال".

ويعقد الخبراء آمالهم على انقاذ بعض الاعمال وترميمها، كما جرى بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في العام 1934.

لكن عدد الحرفيين الموجود اليوم اقل بكثير مما كان عليه آنذاك، مما يصعب مهمة ترميم هذه الاثار التي لا تقتصر اهميتها على السياحة فحسب، بل تحتل اهمية في الثقافة المحلية والمعتقدات الروحية.

الا ان انكفاء الشباب عن العمل في هذه الحرف ومواصلة مهنة الآباء والاجداد ليس مستغربا.

فالحرفيون يعانون من نقص التقدير بحقهم ونقص العائدات من هذه المهنة.

ويقول اندرا كاجي شيلباكار "اشعر بالاعتزاز حين انظر الى معبد عملت فيه، هناك شعور بالرضى من كوني عملت في شيء ينفع بلدي".

لكنه يقر انه يمكن ان يجني ضعف الايراد لو عمل في اي مجال سياحي آخر. ولذا فهو يرغب ان يستقل ابنه عن هذه المهنة وان يشق طريقه في مجال آخر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيبال تجتهد لترميم أرثها الثقافي في ظل نقص متزايد في الحرفيين نيبال تجتهد لترميم أرثها الثقافي في ظل نقص متزايد في الحرفيين



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:08 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن
 العرب اليوم - إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن

GMT 20:41 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024
 العرب اليوم - الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024

GMT 04:26 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحالة الطاووسية

GMT 04:17 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

لو فعلَتْ لكان أكرم لها

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل حسن جعفر قصير صهر نصر الله في غارة المزة في دمشق

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إقالة أليو سيسيه من تدريب منتخب السنغال

GMT 07:46 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

GMT 05:19 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

صفارات الانذار تدوي في موقع ناحل عوز شرق مدينة غزة

GMT 22:58 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ليل يحقق فوزاً تاريخياً على ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا

GMT 05:27 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تايوان تستعد لإعصار كراثون مدمر

GMT 04:31 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

أبو عبيدة يُشيد بالقصف الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab