التقى وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة في واشنطن اليوم الجمعة وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وعرضا لنتائج ومخرجات مؤتمر قمة "مكافحة التطرف العنيف" الذي اختتم اعماله في واشنطن امس بمشاركة 79 دولة ومنظمة مجتمع مدني.
واكد جودة وكيري اهمية تضافر جهود جميع مكونات المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة الارهاب والتطرف التي تعصف بالعالم والمنطقة.
كما اكد جودة ان الحرب على الارهاب كما وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني "هي اشبه بحرب عالمية ثالثة بشكل أو بآخر، وهي حرب الجميع ضد الارهاب لأن الإرهاب يهدد كل الدول وكل الافراد وهي حربنا كمسلمين بدرجة اولى".
وبحث جوده مع كيري الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين الصديقين، والعلاقة التاريخية التي تربط الاردن بالولايات المتحدة الاميركية، والحرص على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال مختلف القضايا، والبناء على زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني الاخيرة الى واشنطن، ولقائه مع الرئيس الاميركي وقيادات الادارة الاميركية والكونغرس.
وعرض الجانبان لتطورات الوضع على الساحة الفلسطينية، إذ اكد جودة اهمية تكثيف الجهود الدولية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وصولا الى تحقيق الهدف المنشود المتمثل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في اطار حل الدولتين وتحقيق الأمن لشعوب ودول المنطقة كافة.
كما بحث الجانبان ايضا تطورات الوضع على الساحة السورية واهمية التوصل الى حل سياسي بهذا الاطار.
من جانبه عبر وزير الخارجية الاميركي عن تقدير بلاده ودعمها للجهود الاردنية المكثفة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ودوره المحوري في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة، ودورها في محاربة الارهاب والتطرف.
واشار الى التزام الولايات المتحدة الاميركية بمساعدة الاردن، مشيرا الى توقيع مذكرة تفاهم مؤخرا بين الطرفين لتقديم مساعدات اميركية للأردن خلال السنوات الثلاث القادمة بقيمة مليار دولار، وذلك تقديرا ودعما للدور الاردني الهام والمحوري الذي يقوم به الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في محاربة الإرهاب وتحقيق السلام، ولمواجهة العبء الكبير الذي يتحمله الاردن نتيجة استقباله اعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم على اراضيه.
وفي تصريحات صحفية مشتركة عقب اللقاء، اعاد جوده التأكيد على الموقف الأردني الثابت بضرورة مواجهة الأفكار الهدامة التي تستهدف الإسلام ورسالته السمحة ومكافحة آفتي الإرهاب والتطرف والتصدي لهما، والاستمرار في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تستخدم الإسلام كغطاء والإسلام منها براء، والتصدي لقوى الظلام التي تعمل على بث الكراهية والطائفية، مشددا على أن الحرب ضد الإرهاب هي حربنا جميعاً.
وعبر جوده عن تقديره لموقف وزير الخارجية الاميركي والشعب الاميركي الرافض للطريقة الهمجية التي تم من خلالها قتل الشهيد الطيار الاردني معاذ الكساسبة، مشيرا الى ان هذه الطريقة البشعة لا تمت للدين الاسلامي ولا لأي دين او ثقافة بصلة، وتهدف الى تشويه الصورة الحقيقية للإسلام، مؤكدا ان ذلك زادنا اصرارا للقضاء على هذا الشر واستئصاله ونعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة ومع الاصدقاء في العالم لهذه الغاية.
واشار جوده الى العبء الكبير الذي يتحمله الاردن بسبب اللجوء السوري والضغط الكبير على موارده واقتصاده في ظل محدودية الامكانات، مؤكدا اهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في دعم ومساندة الاردن لتمكينه من الاستمرار بأداء هذا الدور الانساني المهم الذي يقوم به نيابة عن العالم خاصة، وان الدعم الذي يتلقاه الاردن لا يكفي، معبرا عن تقديره للدعم الاميركي في هذا الاطار.
وعبر كيري نيابة عن الشعب الاميركي "عن شديد الغضب والاستنكار لمقتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة بهذه الطريقة اللاانسانية"، مجددا التزام الولايات المتحدة بدعم الاردن ومحاربة الارهاب والعنف .
كما بحث جوده مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني في واشنطن اليوم، العلاقات الثنائية القائمة بين الاردن والاتحاد الاوروبي وتطورات الاوضاع في المنطقة .
وتم خلال اللقاء التأكيد على عمق ومتانة العلاقات التي تربط الاردن بالاتحاد الاوروبي في مختلف المجالات لا سيما وأن الاردن حاصل على الوضع المتقدم في علاقاته مع الاتحاد الاوروبي، وتربطهما العديد من اتفاقيات التعاون آخرها اتفاقية تسهيل الحركة والهجرة بين الجانبين، وهناك تواصل وتشاور وتنسيق وتعاون مستمر.
وعرض جودة مع موغوريني للجهود المبذولة على كافة الصعد لمواجهة آفة الارهاب والتطرف التي تعصف بالمنطقة، واهمية التعاون بين كافة مكونات المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة.
من جهتها اكدت الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي اهمية الدور المحوري الاردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم السلام والاستقرار في المنطقة ودعم الاتحاد الاوروبي له، والحرص على استمرار التعاون خاصة في ظل التحديات المشتركة التي يواجهها الجانبان معا.
وقالت "اننا ندرك حجم العبء الذي يتحمله الاردن نتيجة استقباله اللاجئين السوريين"، مؤكدة استمرار دعمها في هذا الاطار.
كما التقى جوده في واشنطن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اياد مدني وبحث معه التعاون القائم بين الاردن والمنظمة والحرص المشترك على التنسيق والتواصل المستمر.
واكد جوده أن الأردن بقيادة جلالة الملك لن يألو جهداً في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية انطلاقاً من الوصاية والرعاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالته، مستعرضا مع مدني الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على هذه المقدسات واهمية وقف هذه الاعتداءات.
ومن جانبه، أشاد مدني بالجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، في إطار الوصاية والرعاية الهاشمية التاريخية، مشيرا إلى الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في هذا الإطار، ضمن منظمة التعاون الإسلامي
أرسل تعليقك