كابول ـ العرب اليوم
بدأ وفد من حركة طالبان برئاسة القائم بأعمال وزير خارجيتها، أمير متقي، زيارة إلى أنقرة أمس الخميس لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وعدد من المسؤولين الأتراك. ووصل وفد طالبان إلى العاصمة التركية على متن طائرة من الدوحة، حيث كان أجرى هناك، منذ الثلاثاء الماضي، مباحثات غير رسمية مع مسؤولين من دول أوروبية والولايات المتحدة، للمرة الأولى التي تعقد فيها واشنطن اجتماعا وجها لوجه مع قادة طالبان، منذ مغادرة قواتها أفغانستان، في أغسطس (آب) الماضي. وخلال المباحثات، حذر متقي من أن «إضعاف الحكومة الأفغانية لن يحقق الفائدة لأحد، لما لهذا الأمر من تبعات سلبية على الأمن العالمي والاقتصاد والهجرة». وبحسب مصادر دبلوماسية تركية تتناول مباحثات وفد طالبان مع المسؤولين الأتراك العديد من القضايا منها التعاون في مجال النقل والاقتصاد والتجارة.
في السياق ذاته، اقترح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تشكيل مجموعة عمل من أجل أفغانستان ضمن بنية «مجموعة دول العشرين»، على أن تترأسها تركيا. وأعرب إردوغان، خلال مشاركته، الثلاثاء، عبر تقنية فيديو كونفرانس في «قمة قادة مجموعة العشرين الاستثنائية» لمناقشة التطورات في أفغانستان، عن اعتقاده بأن مجموعة العشرين، منصة تعاون أساسية لمواجهة التحديات التي تعصف بالعالم. وشدد على أن التطورات في أفغانستان لها تداعيات اقتصادية ومالية وأبعاد سياسية وإنسانية. ولفت إردوغان إلى مواجهة واقع سياسي وجيوسياسي جديد في أفغانستان، موضحا أن ضمان الأمن والاستقرار في أفغانستان في أقرب وقت ممكن، أمر بالغ الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد إردوغان ضرورة توجيه حركة طالبان نحو تشكيل حكومة شاملة، من خلال إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، مع اتباع نهج تدريجي وصبر استراتيجي، لافتا إلى أن الشعب الأفغاني، إلى جانب عدم اليقين السياسي، يكافح العواقب المدمرة لعدم الاستقرار والصراع والإرهاب لأكثر من 40 عاما، وأن المجتمع الدولي لا يملك خيار أن يدير ظهره للشعب الأفغاني ويترك ذلك البلد لمصيره». وتابع: «بعيدا عن العملية السياسية، علينا أن نظهر تضامناً قوياً مع الشعب الأفغاني بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد».
وكشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن خطط لإجراء زيارة جماعية لوزراء خارجية دول عدة إلى العاصمة الأفغانية كابل. وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مرسودي في أنقرة الثلاثاء، أنهم يتابعون الأوضاع في أفغانستان عن كثب، وأنهم سينتهون من مخطط الزيارة في الأيام المقبلة، وأنه سبق وبحث موضوع الزيارة الجماعية لوزراء الخارجية إلى كابل مع نظيرته الإندونيسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الشهر الماضي.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها أمس الخميس إن وفدا من حركة طالبان سيصل إلى موسكو الأسبوع المقبل لإجراء محادثات بشأن ما تسمى صيغة موسكو بشأن أفغانستان. كما تضم المحادثات الصين وباكستان والهند وإيران. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن وفدا من حركة طالبان سيزور موسكو الأسبوع المقبل. ومن المقرر، وفقاً لما نقله موقع قناة «آر تي عربية»، أن يشارك الوفد في اجتماعات «صيغة موسكو» حول الوضع في أفغانستان. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف صرح أول من أمس الثلاثاء بأن روسيا تنتظر ردا من حركة طالبان على دعوة للمشاركة في لقاء حول أفغانستان يزمع عقده في موسكو. ولم يتضح على الفور مستوى تمثيل الحركة في الاجتماعات.
وفي سياق متصل قال تكتل أمني تقوده روسيا أمس إن أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ من أفغانستان يحاولون الوصول إلى إيران وباكستان كما أن نزوح الأقليات العرقية والطائفية داخل البلاد قد يصعد التوترات إلى مستوى خطير. ونقلت وكالة إنترفاكس عن أناتولي سيدوروف القائد العام للمقر المشترك لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي قوله إن العديد من أعضاء تنظيم القاعدة وتنظيم داعش فروا من سجون في أفغانستان وسط القتال الذي أسقط حكومة كابل الشهر الماضي.
قد يهمك ايضاً:
أرسل تعليقك