القاهرة - العرب اليوم
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ان رسول الله ﷺ ولد في شهر ربيعٍ الأنور، وأهل التوفيقات يختلفون في ميلاده؛ فمنهم -وهو الراجح- أنه ولد في الثاني عشر من ذلك الشهر، ومنهم من رجح الثامن، ومنهم من رجح الواحد والعشرين، وقالوا إنه ولد بذلك في العشرين من إبريل، وقيل بل في العشرين من أغسطس.
فكأن ربنا - سبحانه وتعالى - أخفى يوم مولده في ربيع، كما أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؛ لأن المسألة ليست أن نحتفل بيومٍ واحد من أيام ميلاده الشريف، بل هو أن نحتفل بكل يومٍ في ربيعٍ الأنور، وأن نجعل هذا الشهر فهمًا عن رسول الله، وتصديقًا به ﷺ ، ومعيشةً في حاله عليه السلام.
وأضاف جمعة في بيان له اليوم عبر صفحته الرسمية قائلا: رسول الله ﷺ ولد في ذلك الشهر الأنور، في يومٍ اختلف العلماء فيه، والاختلاف يثير الهمة، ويبين مدى التقصّي الذي ناله هذا العظيم ﷺ ، ولم ينله عظيم قط في التاريخ لِلَّهِ من تتبع سيرته وأحواله، وما تعامل معه من خلق الله، من بشرٍ، أو أدوات، أو غزواتٍ، أو أماكن، أو أزمنة- لم يحظ أحد في التاريخ إلا دُرَّة الأكوان ﷺ بهذا الاهتمام البليغ.
وأوضح جمعة عندما ولد ﷺ كأن الشمس ظهرت فخبت نجوم الأنبياء في ضياء شمس رسول الله ﷺ ، وأصبح المسلمون أمة دعوة يدعون إلى الله ورسوله، ويحاربهم الناس من أجل رسول الله ﷺ.
وتابع: مولد النبي المصطفى ﷺ لم يكن يومًا عابرا، بل ينبغي علينا أن نعيشه في كل يوم، فاليوم المُعيّن الذي ولد فيه المصطفى ﷺ هو خير أيام الله كلها، منذ خلق الله الأرض ومن عليها، بل والكون وما فيه، إلى أن يرجع ذلك إلى ربه.
واستطرد المفتي السابق: رسول الله ﷺ رحمة للعالمين للمؤمن والكافر، لما ولد فرح به أبو لهب عمه الكافر، الذي لم يورد ربنا - سبحانه وتعالى - في كتابه اسمًا من أسماء قرابة النبي إلا هذا، وأنزل فيه سورةً بحالها تُتلى إلى يوم الدين { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } .
أبو لهب حكم الله عليه بالنار، خالدًا فيها أبدا؛ من شدة طغيانه على رسول الله ﷺ بعد أن أوحى إليه ربه، لكنه في يوم مولده ﷺ فرح أبو لهب فرحًا شديدا، وأعتق ثويبة فرحًا بمولد النبي ﷺ ، فأثابه الله جل جلاله على ذلك.. أفلا نفرح نحن..!
يقول عروة بن الزبير: وثويبة مَولاةٌ لأبي لهبٍ وكان أبو لهبٍ أعتَقَها فأرضَعَتِ النبيِّ ﷺ ، فلما مات أبو لهب أُريَهُ بعضُ أهلِه بشرِّ حِيبةٍ ، قال له: ماذا لَقِيتَ؟ قال أبو لهب: لم ألقَ بعدَكم. غيرَ أني سُقِيت في هذه بعتاقتي ثُوَيبَةَ ـ سيدنا النبي ﷺ ولد ولادةً إنسانية فيها بركة تشير إلى حاله العالي، وليست فيها خوارق؛ ولادة تشير إلى أنه قد أرسل إلى كل إنسانٍ في العالم إلى يوم الدين.
لم يولد من غير أب كما ولد عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ لأن المثال المحتذى والأسوة الحسنة ينبغي أن يكون إنسانًا كسائر الإنسان. حاول كثير من الجهلة أن يحيطوا مولد النبي المصطفى، والحبيب المجتبى ﷺ بخوارق كثيرة، ونسوا وتجاهلوا وغاب عنهم أن ميلاده البشري يتوافق مع الوظيفة التي أرادها الله له، من كونه خاتمًا للنبيين والمرسلين، وإمامًا للمتقين وأسوةً للمؤمنين، فالنبي ﷺ أسوة حسنة { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } هذا هو جانبه الأول، لكنه معصوم بعصمة الله له { يُوحَى إِلَيَّ } والوحي هو الذي بيننا وبينهم في رسول الله ﷺ.
واختتم جمعة بيانه قائلا: ذلك شهر كريم اقرأوا فيه سيرة المصطفى ﷺ، تدبروا أخلاقه وأحواله، افهموا عنه مراده ، صدّقوا ، عيشوا حال النبي ﷺ، غَيِّرْ حياتَك وجددها، واجعل ذلك كله لله رب العالمين؛ فإن الله ينظر إلينا، فلتكن في دائرة رحمته ورضاه، وتوجهك إلى النبي المصطفى ﷺ ينطبع عليك، ولا تكن مدبرًا عنه ﷺ فتبوء بسخط الله.
افرحوا بسيدنا رسول الله ﷺ.
قد يهمك أيضا:
تعرف على 41 كلمة دعا بها رسول الله عند ذبح الأضحية
قصة إسلام أم أبي هريرة بفضل دعاء رسول الله
أرسل تعليقك