الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم
آخر تحديث GMT18:05:44
 العرب اليوم -

الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم

القرآن الكريم
القاهره - العرب اليوم

 تتباين بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التى تبدو متشابهة في كتاب الله تعالى، لكن هذا التشابه لا يعنى التطابق، فلبلاغة القرآن دور بارز وواضح في التفرقة بين معاني هذه المتشابهات من الألفاظ.

ولنعترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي لنبدأ بالتفرقة بين (الأب) و(الوالد):

جاء في معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم للدكتور محمد محمد داود:

(الأب) على الأجداد والرعاية والتربية.

(الوالد) على الأب المباشر أو الأدنى.

الأب في اللغة: سبب وجود الشيءـ أو إصلاحه، أو ظهوره، وسمي الأب أبا، لأنه يقوم على إصلاحا الأبناء ورعايتهم بالتربية والغذاء.

والوالد في اللغة: الأب المباشر، الذي هو سبب وجود الابن. فالوالد خاص، والأب عام.

والاستعمال القرآني للفظين يراعي ما لكل منهما من ملامح دلالية خاصة، فالأب يطلق على الأب المباشر كما في قوله تعالى: "إذ قال يوسف لأبيه" (يوسف) 4

كما يطلق على الجد إن علا، نحو قوله تعالى: "ملّة أبيكم إبراهيم" (الحج) 78

وورد مجموعا للدلالة على سلسلة الأجداد، كما في قوله تعالى: "قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا" (البقرة) 170

وقوله تعالى: "أنتم وآباؤكم الأقدمون" (الشعراء)

وهذا الاستعمال القرآني مرتبط باتساع الأصل اللغوي لكلمة (أب) وشمولها لكل ما كان سببا في وجود الشيء أو رعايته أو ظهور.

أما (الوالد) في الاستعمال القرآني فقد اقتصر على معنى الأب المباشر الذي هو سبب وجود الابن، وفي أكثر المواضع جاء في صيغة المثنى إيماءً إلى أن الأنثى هي الوالدة على الحقيقة، وألحق بها الأب؛ لأنه السبب المباشر في وجود الابن، ومن ذلك قول الله تعالى: "لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانًا" (البقرة) 83

واستقراء الآيات التي ورد فيها لفظ (الوالد – الوالدين) يدلنا على دقة التعبير القرآني؛ حيث إن الوالد – وهو الأب الأدنى (أي المباشر) دون غيره.

قد استعمل في سياقات تقتضي قوة الرابطة والعاطفة، نحو قول الله تعالى: "وبالوالدين إحساناً"؛ حيث المقام هنا مقام صلة روحية وعاطفية بين الوالد وولده، وقد نبه القرآن الكريم على قوة هذه الرابطة العاطفية في قوله تعالى: "واتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والود عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا" (لقمان) 33.

فقد تضمنت الآية نفي النفع والشفاعة بأبلغ وجه، فكأنه قيل: أن الواحج منهم لو شفع للأب الأدنى الذي ولد منه لم تقبل شفاعته، فضلا عن أن يشفع لمن فوقه. ولم يرد الوالد مجموعا في القرآن الكريم، وفي هذا قرينة على أن هذا اللفظ مقصور على الأب المباشر دون غيره.

وقد ورد لفظ (الوالد) مفردا أو جمعًا في هذه الآيات الكريمة:

- وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) (البقرة)

- كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) (البقرة)

- لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) (النساء)

- وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآَتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (33) (النساء)

- وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36)(النساء)

- رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) (إبراهيم)

وقد ورد لفظ (الأب) مفردا وجمعا في هذه الآيات الكريمة:

- فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ﴿٨٠ يوسف﴾

- اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَٰذَا فَأَلْقُوهُ عَلَىٰ وَجْهِ أَبِي ﴿٩٣ يوسف﴾

- قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴿٢٥ القصص﴾

- قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ﴿١٣٣ البقرة﴾

- قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴿١٧٠ البقرة﴾

- فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴿٢٠٠ البقرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم الفرق بين الأب والوالد في القرآن الكريم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab