القاهرة - العرب اليوم
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن السماء تبكي علي النافع لغيره وعلى رأسهم الأتقياء والأنبياء والعلماء؛ لأنهم تركوا خلفهم علماً نافعاً للناس.
وذكر " جمعة" في إجابته عن سؤال: " هل يوجد أناس تبكي عليهم السماء؟"، أن الشيخ صالح الجعفري - رحمه الله- قال حين مات الشيخ محمد أبو زهرة- رحمه الله- وتمت الصلاة عليه في الجامع الأزهر " اعلموا أن عالم الأزهرِ إذا مات بكت عليه السماء" .
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن الشيخ الجعفري قال ذلك من منطلق العلم النافع والكثير لدى الشيخ أبو زهرة - رحمهما الله- فقد كان أحد الرموز الدينية الكبيرة التي علمت القُضاءَ في بر مصر كيف يتفكرون ويتدبرون في أصول الفقه وأحكام الشريعة.
وتابع كما يوجد الكثير من العلماء وليس فرداً واحداً كالشيخ محمد فرج السنهوري والشيخ علي الخفيف وغيرهم الكثير؛ لكونهم تركوا الخير في الأرض وأحسنوا تربية أبنائهم؛ فكانوا عمداً لمن بعدهم.
ونوه أن السماء تبكي علي من غادر الأرض وهي ما زالت تدعوه لمزيد من النفع، مؤكداً أن الأرض مما يشعر، مستنداً في ذلك إلى قوله- تعالى-: ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)، ( سورة فصلت: الآية٢٠).
واختتم أن من يعمر الأرض ليس كمن يفسدها، ويصر علي دمارها، كالخوارج الذين يضعون أنفسهم دائماً في قوالب الشيطان، ويعتقدون أنه من عند الله، مشيراً إلى قوله - تعالى-: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)، ( سورة الكهف: الآيتين١٠٤،١٠٣).
-علامات حسن الخاتمة:
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن من علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، لافتًا إلى أنك إذا كنت في بداية طريقك قد أرجعت نفسك إلى الله ورجعت إليه فإن هذا يبشر بأن الله سوف يفيض عليك من أنواره ويكشف لك من أسراره ما تستطيع أن تختم به حياتك ختامًا حسنًا.
وأضاف الشيخ علي جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن الذي يختم في الحقيقة هو الله ولكن هذه بشرى إذا كنت قد حفظت نفسك في الصغر حفظ الله عليك جوارحك في الكبر، مضيفًا: «إن كنت قد حفظت خاطرك وقلبك في الصغر فإن الله يملئه نورًا في الكبر، وإذا كنت قد عمرت أوقاتك وأنت صغير وفي البداية في طاعة الله؛ فإنه يعمر أوقاتك وأفعالك بطاعته في النهاية».
وتساءل مفتي الجمهورية السابق: كيف تعرف أنك تنجح في النهاية ؟ أرى عليك ذلك في البداية، فالإنسان إذا ما رأى الهلال أيقن أنه سيكون بدرًا كاملًا ، فالهلال من شأنه النمو إلى أن يصير بدرًا، مؤكدًا أن من علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، وأنه عندما تكون في بدايتك راجع إلى الله أوقن أن الله إنما قد حكم عليك بالتوفيق وأنه سيتم لك بالخير.
وعن مقولة ربنا يتمم بخير، التي تتردد على السنة العوام ، تسائل جمعة قائلا:" من أين أتت هذه الجملة ؟ مجيبًا أن علامات النجاح في النهايات إنما هي الرجوع إلى الله في البدايات، فعندما يرى شيئًا قد بدأ من الخير فيدعو الله أن يتمه بسلام ، وأن هذا معناه ألا تأمن مكر الله فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يضل من هدى ، " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا".
واختتم حديثه بقوله: «هي قضية علامات وليست قضية أسباب؛ فالعلامة لا تربط بين الشيء وبين ما يترتب عليه إنما هو ظاهرة علامة يعني مرسل وليس دليلا قاطعا وبرهانا لا تتخلف أبدًا، ولذلك هذه وإن كنا نستبشر بها إلا أن هذا الاستبشار لا يصل بك إلى أن تأمن مكر الله على حد كلام سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه : " لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها، ما أمنت مكر الله "، فيجب على الإنسان أن يكون عاقلًا والعاقل خصيم نفسه» .
-علامات رضا الله عن العبد:
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن علامات رضا الله تعالى عن العبد تظهر في أن يصرف عن المعاصي، والفحشاء، والمنكر، والسوء، والكذب.
وأضاف «الجندي» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، أن رضا الله تعالى يصرف العبد عن الفحشاء، منوهًا بأن الله -عز وجل- إذا أحب العبد صرفه عن الفحشاء.
وفسر الشيخ خالد الجندي، معنى قول الله تعالى في سورة يوسف: «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ-24 »، موضحًا أن هناك فرقًا بين المُخلَص والمُخلِص، منوهًا بأن المُخلِص هو من يسعى لتخليص نفسه، إنما المُخلَص هو الذي خُلِّص من قوة أعلى منه. أي أن سيدنا يوسف -عليه السلام- بريء، مشيرًا إلى أن سيدنا يوسف من عباد الله المُخلَصين المُحصنين بقوة الله تعالى.
وذكر أن الفرق بين المُخلَص بفتح اللام والمُخلِص بكسر اللام، يُشبه الفرق بين المُتعَب والمُتعِب، مضيفًا: «عن عبادنا المُخلَصين أي الذي خُلّص من قوة أعلى منه».
وأكمل: «الآية القرآنية في سورة ص: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83).
قد يهمك أيضاً:
أرسل تعليقك