تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
آخر تحديث GMT11:38:38
 العرب اليوم -

تفسير الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تفسير الآية الكريمة "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"

"ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"
القاهرة - العرب اليوم

يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف، معني الإسراف، من خلال تفسير قول الحق سبحانه "وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين"{الأعراف: آية 31}.

الإسراف هو مطلق المجاوزة للحدّ، والنهي القرآني عن السرف، يصحبهُ هذا التّحذير للمسلم من أن ينطبق عليه وصف فئام من الخلق لا يحبّهم الله، لهو من أوسع المعاني، وأعمها خيرًا، وأعودها فائدةً على الفرد والجماعة، وفيه صونٌ لحقوق الرّوح والجسد، إنّ كلا طرفي الأمور ذميم، والوسط هو المحببُ والمرضيّ عند الله؛ لأجل ذلك مدحَ هذه الأمة بقوله: "وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطا" {البقرة: 143}، وفي الحديث الشّريف :"كلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ".

وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ –رضي الله عنه -: "كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ"، إن الوسط مفهوم يتّسع كما أوردنا آنفًا ليشمل حقوق الروح والجسد، والفرد والجماعة، وهو فضيلةٌ بين رذيلتين، فقد حاد عن الوسط ومال إلى الشطط من تجاوز الحدود التي حدّها الشارع بالعصيان والبغي، كذا من خالف سنن الفطرة، وحمل نفسه على مشقةٍ وعنتٍ ما أنزل الله بهما من سلطان، حاد عن الوسط من تجبّر على خلق الله وتكبر عليهم، سواءً بسواءٍ من أذلّ أنفه وأرغمها ضعةً، ولم يحفظ وسط النّفس هنا من الكرامة، حاد عن الوسط من أسرف في مشربه ومأكله، وبالغ في الشبع، وعرض نفسه للتخمة، وكذا من واصل الصيام، وحرّم على نفسه الطيبات التي أحلها الله، ومثل ما نهى الشارع عن مجاوزة الحدّ إسرافًا أو تقتيرًا في حقّ النفس، فقال سبحانه: "وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا"{ الإسراء: آية 29}.

نهى كذلك عن الأمر ذاته في أبواب النفقة والبذل على الآخر، فقال سبحانه: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" {الفرقان: آية 67} وعلى الجملة؛ فإنّ عاقبة السرف وخيمة المآل، تُذلّ بعد عزّ، وتفقر بعد غنى، وتهوي بصاحبها في المهلكة والعياذ بالله، إنْ هوَ أسرفَ في العصيان، وكم أفضى التّوسع في المباحات إلى طرق باب المحرمات، ثم إلفها، وصعوبة الانفكاكِ عنها، ومن أوتي القصد في أمره كلّه فقد أوتي من فقه النّفس أوفر النّصيب.

نقلًا عن  "بوابة الأهرام"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين تفسير الآية الكريمة ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab