خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
آخر تحديث GMT21:57:36
 العرب اليوم -

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

خطبة الجمعة من المسجد الحرام
مكّة المكرَّمة - العرب اليوم

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله عز وجل .

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم:" أيها المسلمون .. اغتنموا حياتكم ، واحفظوا أوقاتكم ، فالأيام محدودة ، والأنفاس معدودة ، وكل دقة قلب ينقص بها العمر ، وكل نَفَس يُدِنْي من الأجل واعلموا أن هذا العمر القصير هو السبيل إلى حياة الخلود ، فإما نعيم مقيم ، وإما عذاب أليم ، - عياذا بوجه الله الكريم - ، وإذا وازن العاقلُ هذه الحياةَ القصيرة بالخلود المنتظر علم أن كل نَفَس من أنفاسه في هذه الدنيا يعدل أحقابا وأحقابا وألافاً مؤلفة من الأعوام والسنين لا تنقضي ولا تتناهى في نعيم لا ينفد ، وقرة عين لا تنقطع .نسأل الله الكريم من فضله .

وأضاف : فالعاقل لا يُضَيِّع نفيس عمره بغير عمل صالح ، وإنه ليحزن على ما يذهب منه بغير عوض وإذا كان ذلك كذلك - ياعباد الله - فاعتبروا بقوارع العبر ، وتدبروا بصوادق الخبر . وتفكروا في حوادث الأيام والغير ، ففيها المعتبر والمزدجر ، واحذروا زخارف الدنيا المضلة ، فمن تكثر منها لم يزدد بها إلا قلة . أهل الدنيا ينظرون إلى الرئاسات ، ويحبون الجمع والثناء والمكاثرات، ويقتلهم التحاسد والتنافس ، والتهارج ، والتهارش .

وتابع فضيلته يقول :" وإن ما توعدون لآت ، وليس بين العبد وبين القيامة إلا الممات وأن من علامات توفيق الله لعبده تيسيرَ الطاعة ، وموافقةَ السنة ، وصحبةَ أهل الصلاح ، وبذلَ المعروف ، وحفظَ الوقت ، والاهتماَم بشؤون المسلمين ، فكن - يا عبدالله - سليم الصدر ، نقي القلب ، حُبَّ لأخيك ما تحب لنفسك ، واعلم أن سعادة غيرك لا تأخذ من سعادتك ، وغناه لا ينقص من رزقك ، وصحته لا تسلب عافيتك ، ومن رفق بعباد الله رفق الله به ، ومن رحمهم رحمه ، ومن نفعهم نفعه ، ومن سترهم ستره ، ومن أحسن إليهم أحسن الله إليه" .

وأوضح الدكتور ابن حميد ،أنه جميل أن يكون إحسانك من جنس إحسان الله إليك ، فإن كان رزقا فتصدق ، وان كان علماً فعلم ، وان كان سعادة فَمَنْ حولَك أسْعِد ، مشيراً إلى أن التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام ، فكل الناس خطاؤون ، ومن تتبع الزلات تعب وأتعب ، والعاقل من ينصرف عن ذلك كله لتصفو له عشرته ، وتحلو له مجالسه ، ويسلم له دينه وعرضه .

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام،أن من دلائل ذوق حلاوة الإيمان ، وتذوق طعم الطاعات : طمأنينةُ القلب ، وانشراح الصدر ، والإقبال على الخير ، وحب الدين ، والغيرة على الحرمات ، ومودة أهل الصلاح ، والسعي في عز المؤمنين وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما خير ما أعطي الإنسان ، فقال " حسن الخلق " .

وأشار فضيلته إلى ما قاله أهل العلم والحكمة عن علامات حسن الخلق " قلةُ الخلاف ، وترك تطلب العثرات ، والتماس الأعذار ، واحتمال الأذى ، وطلاقة الوجه ، ولين الكلام ، فالعلاقات تدوم بالتغاضي ، وتزداد بالتراضي ، وتمرض بالتدقيق ، وتموت بالتحقيق ".

وقال الشيخ صالح بن حميد :" إذا أقبلت الفتن فلا تخوضوا فيما لا يعنيكم ، والزموا الصمت ، وتمسكوا بالسنة ، وما أشكل عليكم فقفوا ، وقولوا : الله اعلم ، وإن احتجتم فاسألوا أهل العلم الثقات الأثبات ، ولا تتجاوزوهم ، فالمتعجل يقول قبل أن يعلم ، ويجيب قبل أن يفهم يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لا يزال الناس بخير ما أخذوا عن أكابرهم وأمنائهم وعلمائهم ، فإذا أخذوا عن صغارهم وشرارهم هلكوا " .

وأفاد فضيلته، أن الزمان لا يثبت على حال فتارة يُفْرِحُ الُموالي ، وتارة يُشْمِتُ الأعادي ، وطوراً في حال فقر ، وطوراً في حال غنى ، ويوماً في عز ، ويوماً في ذل ،وقال :" ومن طاوع شهوته فضحته والسعيد في كل ذلك من لازم أصلاً واحداً في جميع الأحوال ألا وهو تقوى الله، فتقوى الله ، أن استغنى زانته ، وان افتقر فتحت له أبواب الصبر ، وإن ابتلي حملته ، وإن عوفي تمت عليه النعمة ، ولا يضره أن نزل به الزمان أو صَعَد ، لأن التقوى أصل السلامة ، وهي حارس لا ينام .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab