خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
آخر تحديث GMT02:39:44
 العرب اليوم -

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي
الرياض - العرب اليوم

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، المسلمين بتقوى الله في السر والعلن ،وصية للأولين والآخرين قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).

وقال فضيلته في الخطبة التي القاها في المسجد الحرام اليوم :" إن التفكر والتدبر من العبادات العظيمة، والأعمال القلبية الجليلة التي يغفل عنها كثير من الناس، فالنظر في آيات الله المسطورة في كتابه، والمنثورة في كونه، والتفكر في أسمائه وصفاته، وجماله وجلاله، وعلمه وقدرته، وقوته وحكمته، وفي حلمه جلّ جلاله على عباده، كل هذا مما يزيد في إيمان العبد ويقينه؛ فلذا كان تدبر كلام الله، من أعظم مقاصد إنزاله، ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ )، قال ابن القيم رحمه الله: فَلَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لِلْعَبْدِ فِي مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ، وَأَقْرَبَ إِلَى نَجَاتِهِ مِنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَإِطَالَةِ التَّأَمُّلِ فِيهِ، وَجَمْعِ الْفِكْرِ عَلَى مَعَانِي آيَاتِهِ، فَلَا تَزَالُ مَعَانِيهِ تُنْهِضُ الْعَبْدَ إِلَى رَبِّهِ بِالْوَعْدِ الْجَمِيلِ، وَتُحَذِّرُهُ وَتُخَوِّفُهُ بِوَعِيدِهِ مِنَ الْعَذَابِ الْوَبِيلِ، وَتَحُثُّهُ عَلَى التَّضَمُّرِ وَالتَّخَفُّفِ لِلِقَاءِ الْيَوْمِ الثَّقِيلِ، وَتَهْدِيهِ فِي ظُلَمِ الْآرَاءِ وَالْمَذَاهِبِ إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ .

وأضاف فضيلته يقول : إن أعظم الناس هداية، وأسلمهم عاقبة في الدنيا والآخرة، مَن طلب الهدى في كتاب الله، قال تعالى ( قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ )

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام، أن المؤمن إذا تلا كلام الله، تأمله وتدبره، وعرض عليه عمله، فيرى أوامره فيتبعها، ونواهيه فيجتنبها، ويحلّ حلاله، ويحرّم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، وما خوّفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغّب فيه مولاه، رغب فيه ورجاه، فمن كانت هذه صفته، رُجي أن يكون تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهداً وشفيعاً، وأنيساً وحرزاً، ونفع نفسه، وعاد عليها بكل خير في الدنيا والآخرة.

تابع يقول :" إذا كان القرآن هو كتاب الله المسطور، فإن الكون كتابه المنظور، فكل شيء فيه خاضع لأمره، منقاد لتدبيره، شاهد بوحدانيته وعظمته وجلاله، ناطق بآيات علمه وحكمته، دائم التسبيح بحمده، كما قال جل في علاه ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )

وذكر الشيخ المعيقلي، أن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ظل في حياته دائم التفكر في آيات الله وآلائه، حتى لحق بالرفيق الأعلى، فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ذات ليلة: يَا عَائِشَةُ ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَكَ، وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ، قَالَتْ: فَقَامَ فَتَطَهَّرَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ويبكي، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث: لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ، وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ ) ، رواه ابن حبان في صحيحه.

وأوضح أن ذلك كان حال الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم وأرضاهم، فابن عباس رضي الله عنهما يقول: " رَكْعَتَانِ مُقْتَصَدِتَانِ فِي تَفَكُّرٍ، خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ وَالْقَلْبُ سَاهٍ"، ولما سئلت أم الدرداء رضي الله عنها: ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء رضي الله عنه؟ قالت: التفكر والاعتبار، وَقَالَ الحسن البصري رحمه الله: "تَفَكُّرُ سَاعَةٍ، خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ "

واضاف فضيلته،أن الله عز وجل أمرنا في مواضع كثيرة من كتابه، بالنظر في السماوات والأرض، نادباً إلى الاعتبار بها، ومثرّبا على الغافلين عنها، فقال في سورة يونس ( قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ )، وقال تعالى ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى? أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ? فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ).

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab