خطبة الجمعة من المسجد النبوي في المدنية المنورة
آخر تحديث GMT08:34:02
 العرب اليوم -

خطبة الجمعة من المسجد النبوي في المدنية المنورة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خطبة الجمعة من المسجد النبوي في المدنية المنورة

المسجد النبوي في المدنية المنورة
المدنية المنورة - العرب اليوم

وفي المدنية المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم عن وعد الله الحق ,موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل والمسارعة الى الخيرات ومجانبة المحرمات.

وقال: إن الله وعدكم وعد الحق, ولا خلف لوعده ولا معقب لحكمة ,وعد عبادة الطائعين بالحياة الطيبة في دنياهم, ووعدهم بأحسن العاقبة في اخراهم, يحل عليهم رضوانه ويمتعهم بالنعيم المقيم في جنات الخلد مع النبيين والصالحين الذين اتبعوا السراط المستقيم, مستشهداً بقول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ), وقال عزوجل (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم), أي لو انهم آمنوا بالقرآن وعملوا به مع إيمانهم بكتابهم من غير تحريف له، لأحياهم الله حياة طيبة في الدينا وأدخلهم الله جنات النعيم, فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ) رواه البخاري, ويدل ذلك على أن الله تعالى بلطفه وكرمه ورحمته وقدرته يتولى أمور عباده الطائعين ويدبرهم بأحسن تدبير في حياتهم وبعد مماتهم.

وأضاف فضيلته قائلاً: إن المؤمنون يشاهدون ما وعدهم ربهم في حياتهم الدنيا ويتتابع عليهم ثواب الله وتتصل بهم وتترادف عليهم آلاء الله كما قال عز وجل (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ), وسيجدون في الآخرة الأجر الموعود والنعيم الممدود، لقوله تعالى(أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) ,مشيراً إلى وعد الله للمؤمنين الطائعين، وتوعده سبحانه للكفار الجاحدين والعصاة المتمردين، وما أنذرهم به من العذاب الواقع بهم، لقوله تعالى ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ).

وأكد أن الإنسان قد ابتلي بما يصرفه عما ينفعه ويوقعه فيما يضره ابتلاء وفتنه, تثبط عن الطاعات وتزيد المعاصي ليعلم الله من يجاهد نفسه ويخالف هواه ممن يعطي نفسه هواها ويتبع شيطانه ,فيفاضل بين المهتدين بالدرجات ويعاقب أهل الأهواء الغاوية بالدركات, لقوله تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) .

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن النفس لا تسلم من الجهل إلا بالعلم النافع الذي جاءت به الشريعة ولا تسلم من الظلم إلا بالعمل الصالح , ولابد للمسلم أن يرغب إلى الله دائماً ويدعوه لصلاح نفسه, فعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها) رواه مسلم.

وأوضح فضيلته أن النفس إذا زكيت وطهرت بالعلم النافع والعمل الصالح تحولت إلى نفس مصدقة بوعد الله مطمئنة منيبة إلى ربها, تبشر بالكرامة عند الموت قال تعالى(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) ,مشيراً إلى أن قاطع سبل الخير والداعي إلى كل معصية وشر, عدّوا الإنسان الشيطان الرجيم الرجس النجس تعوذ بالله منه جعله الله فتنة للمكلفين من أطاعه كن بأخبث المنازل ومن عصاه كان بأفضل المنازل .

ونبه الشيخ الحذيفي من الشيطان لأنه له مع ابن آدم سبعة أحوال فهو يدعوه إلى الكفر والعياذ بالله، فإن استجاب الإنسان فقد بلغ منه الشيطان الغاية وضمه لحزبه, وإن لم يستجب للكفر دعاه للبدعة، فإن نجا من البدعة بالاعتصام بالسنة والمتابعة للكتاب والسنة دعاه للكبائر وزينها له، وسوّف له التوبة، فتمادى في الكبائر حتى تتغلب عليه فيهلك، فإن لم يستجيب له في الكبائر دعاه إلى صغائر الذنوب ويهونها عليه، حتى يصرّ عليها فتكون بالإصرار كبائر فيهلك لمجانبة التوبة، فإن لم يستجب له دعاه إلى الاشتغال بالمباحات، عن الاستكثار من الطاعات، وشغله بها عن التزود والاجتهاد لأخرته، فان نجا من هذه دعاه بالاشتغال بالأعمال المفضولة عن الاعمال الفاضلة لينقص ثوابه، فإن الأعمال الصالحة تتفاضل في ثوابها، فإن لم يقدر الشيطان على هذا كله سلط عليه جندة واتباعه بأنواع الأذى والشر, مبيناً أنه لا نجاة من شر الشيطان إلا بمداومة الاستعاذة منه بالله، ومداومة ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات جماعة فهي حصن وملاذ.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطبة الجمعة من المسجد النبوي في المدنية المنورة خطبة الجمعة من المسجد النبوي في المدنية المنورة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab