فضّل الله شهر رمضان المبارك على باقي شهور العام بالكثير من العبادات، كالصوم وصلاة التراويح والتهجد وقراءة القرآن.
وكما قال الله تعالى في سورة البقرة: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى? وَالْفُرْقَان"، فقراءة القرآن في هذا الشهر الكريم لها مثوبة خاصة عند الله - على الرغم من وجوب قراءته طوال العام - لكن هناك خطوات مهمة لتدبر القرآن وفهم آياته بشكل صحيح.
"سلام" حاور الدكتور محمد الشحات الجندي، أستاذ علوم الشريعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية بمصر، ليقدم نصائح فعالة عن كيفية تدبر القرآن الكريم لفهم معانيه.
أولاً: الاستعداد والتهيئة
يقول الجندي: "لابد من اختيار الوقت المناسب لقراءة القرآن، بمعنى أن نبتعد عن أوقات الانشغال وإنجاز الأعمال المجهدة واليومية".
ويضيف: "من المستحب أن يتطهر المسلم بالوضوء قبل قراءة القرآن، وأن يرتدي أحسن الثياب وأن يستقبل القبلة، ويخصص مصحفًا له ويهيئ نفسه في جلسة مريحة".
ثانيًا: حدد مقدار معين
يتابع الجندي: "على المسلم أن يحدد لنفسه جزءًا معينا من الآيات القرآنية يوميًا، ولا ينهي جلسته إلا إذا انتهى منه، وليكن جزءًا كل يوم حتى يستطيع ختم القرآن بشكل كامل خلال هذا الشهر الكريم".
ثالثًا: اتبع سنة الرسول في القراءة
يوضح الجندي، أنه على المسلم أن يرتل القرآن أثناء القراءة ولا يتعجل فيها، لإنجاز مهمته، فكما قال سبحانه وتعالى في سورة المزمل "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"، استشعر أن الله تعالى يستمع لقراءتك.
ويضيف: "يمكنك تكرار الآيات أكثر من مرة لتدبر معناها، لأن الهدف من القراءة ليس إنجاز أكبر قدر ممكن، إنما هو فهم العِبر والحِكم من حوادث القرآن.
ويشير إلى أن التدبر أحد أهم العبادات التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، قائلا في سورة محمد "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى? قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا".
رابعًا: تفاعل مع الآيات
يشرح الجندي هذه الخطوة، قائلاً: "إذا قرأ المسلم آية بها تسبيح، فليسبح الله، وإذا قرأ آية بها حمد فليحمد الله، وإذا قرأ آخرى تتحدث عن النار فليستعذ منها، وإذا قرأ آية تتحدث عن الجنة فليدعو الله أن يجعله من أهلها.. وهكذا".
خامسًا: اعلم معنى الآيات
يقول أستاذ علوم الشريعة إن التأني في القراءة يجعل فهمها أسرع، لكن إذا وقفت أمام آية ولم تفهم معناها فاستعن بمصحف التفسير، حتى تعلم معاني كلمات الآيات غير المعلومة بالنسبة لك.
سادسًا: نتمعن في مراد الله من الآيات
يضيف الجندي: "علينا تحويل الآيات إلى عمل فعلي، بمعنى أن نتمعن في المراد من معاني الآيات، فإذا كان بها نهي من الله ننتهي عن فعل الشيء، وإذا كان فيها أمر فعلينا فعله".
سابعًا: الاستماع إلى القرآن
يوضح الجندي أن أحيانًا الاستماع والإنصات إلى القرآن يكون طريقة أيسر لتدبره، لأن القارئ غالبًا ما ينشغل بالاجتهاد في تحقيق قواعد التلاوة النحوية وأحكام القراءة، فينشغل عن فهم المعاني، فيكون الاستماع إلى القرآن طريق آخر لتدبر معانيه.
ثامنًا: مفكرة التدبر
ينصح الجندي بالاستعانة بمفكرة، قائلا: "يمكنك أن تستعين بمفكرة صغيرة تدون بها المعاني القرآنية التي استفدتها من الآية، وتحويلها إلى واقع لتعمل بها في حياتك".
تاسعًا: نقارن عملنا بأحوال أهل الجنة والنار
يقول الجندي: "يمكننا المقارنة بين حالنا وحال وصفات أهل الجنة، التي وصفهم الله بها في آياته، كما نتفكر في صفات أهل النار ونبتعد عنها وندعو الله أن يقينا عذابها".
أرسل تعليقك