توجد بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التى تبدو متشابهة، ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي ونبدأ بالتفرقة بين: (الريح) و(الرياح) فيما ورد ذكرهما في كتاب الله العزيز.
في اللغة: (الريح) مفرد، و(الرياح) جمع.
- قال الدكتور محمد محمد داود في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم):
والتفرقة بين الصيغتين ليست على إطلاقها، فلا يقال إن (الريح) للعذاب و(الرياح) للرحمة، والأولى أن يقال: إن العذاب قد خص بلفظ المفرد (ريح)، ولا يقال في العذاب (رياح) قط، أما الرحمة فقد تكون بلفظ المفرد، والأكثر أن تكون بلفظ الجمع.
- وفي ملتقى أهل السنة قال أحمد عبدالعزيز السكندري: استعملت كلمة ريح مع سليمان لكنها لم تُخصص لشيء فجاءت عامة قد تكون للخير أو للشر لأن الله سخّرها لسليمان يتصرف بها كيف يشاء، ونجد أن الرياح تلقّح النباتات.
قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ}.. [الحجر : 22].
لواقح للشجر والسحاب. وهو قول الحسن وقتادة والضحاك من التابعين، وذكر هذا القول أيضاً الطبري والقرطبي.
وقال طائفة من المفسرين: لواقح جمع لاقح، أي: حاملة للسحاب والخير، وضدها الريح العقيم.
قال الطبري: الرياح تُلقَّحُ بمرورها على التراب والماء والشجر فيكون فيها اللقاح، وهي بذلك لاقحة نفسها. كما أنها ملقحة لغيرها، وإلقاحها السحاب والشجر هو عملها فيهما.
- ومن الآيات التي وردت في القرآن الكريم بها لفظ (رياح):
• ﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾.. [البقرة : ١٦٤].
• ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾.. [الأعراف : ٥٧].
• ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ﴾.. [الحجر : ٢٢].
• ﴿فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ﴾.. [الكهف : ٤٥ ].
- ومن الآيات التي وردت في القرآن الكريم بها لفظ (ريح):
• ﴿كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾.. [آل عمران : ١١٧].
• ﴿وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ﴾.. [يونس : ٢٢].
• ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ﴾.. [يوسف : ٩٤].
• ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.. [الأحقاف : ٢٤].
أرسل تعليقك