«البنت القوية»أغنية جديدة تعيد وائل كفوري إلى المزاج الفَرِح
آخر تحديث GMT19:14:21
 العرب اليوم -

«البنت القوية»أغنية جديدة تعيد وائل كفوري إلى المزاج الفَرِح

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - «البنت القوية»أغنية جديدة تعيد وائل كفوري إلى المزاج الفَرِح

بيروت _ العرب اليوم

التجديد خطير، محفوف بانقسام الرأي. نوعٌ يوافق ونوعٌ يعارض، وثالث يتقلّب بين الضدّين محتاراً في أمره. والتجديد يشترط الجرأة، وإلا انتفى من أصله. له قاعدة مهمة: الاستعداد لمواجهة أصوات تقارن الماضي الراسخ بصفته «التاريخ العريق»، بالحاضر المُستجد بصفته نقيضه. ذلك كله مع موجة ترحُّم وتحسُّر يقودها رافضون، مقابل سيل مديح بقيادة معجبين. أغنية وائل كفوري الجديدة، «البنت القوية»، تحيل على التساؤل: هل الفنان نمط واحد؟ هل التغيير جرم؟ لماذا تحظى القوالب الجاهزة بالتأييد ويُلاحق الاختلاف بتهمة تراجع المستوى؟

شاق التقبُّل أحياناً، فالأعماق البشرية تميل نحو المألوف، مفضّلة الاسترخاء على الرمال، لا مقارعة اندفاع الموج نحو الصخر. يقدّم الشاعر والملحن سليم عساف لوائل كفوري أغنية بسيطة، فرِحة، سريعة الحفظ. يكتب كلماتها ويلحّنها (توزيع عمر صباغ)، كأنّها انسكاب الماء المنعش بعد الاستلقاء تحت شمس تموز (يوليو). نوعها لا يُحمّل أكبر من حجمه. ومن المبالغة حشرها في الزاوية عقاباً لها على بساطتها. «فريش» و«كوول»؛ ومهلاً أيها الصيف، لا بأس بأن تكون «Hit» بصوت الملك، فتُفرح الهاربين من الحريق.

لكنّ تقبُّل جديد وائل كفوري، «الإيجابي» تحديداً، لا يفصله كثيرون عن تردّدات «سلوكه» الشخصي، وما يتسرّب منه ويطال سمعته. يمتصّ الغناء الكئيب بعضَ ما يعجز الغناء «السعيد» عن امتصاصه، حين يتعلق الأمر بفنان تطارده أخبار بيته. فالأغنية المرِحة، تُفتّح العيون عليه وتصوّب نحوه أسهماً مغطّسة بالسم. تنال «البنت القوية» لدغات، لا بسبب الغناء نفسه، بل لأنّ المغنّي مسكونٌ بالأقاويل. يصعب للبعض التغاضي عن تسريبات زوجته السابقة، فيستعيدها في كل مفترق. لا تنجو أغنيته الجديدة من أصابع توجّه اللوم إليه كـ«رجل يعيش حياته»، استباقاً لعتب قد يلحق بساطتها و«خفّتها». تبقى الحقائق داخل المنازل، والقصة الواحدة لها مُخبّران، صدف هنا أنّ أحدهما صامت والآخر على عكسه.

يجتمع أصدقاء ومقرّبون في مزرعة كفوري بزحلة (البقاع اللبناني)، فيولد فيديو كليب مليء بروح الصيف. يَبيضُّ بعض الشَعر، و«الشيبة هيبة»، تكثّف وسامة الشخصية، فيُلحِقها باللباس الأبيض والكنبة البيضاء، كشيء من توق النفس إلى الهدوء. يغنّي «البنت القوية» في غياب أنثوي تام. جمعة «رجالية» بصحبة الكلب، رمز الوفاء، وكفوري يعترف: «إذا إنتِ فليتي، يعني انخرب بيتي، شو بعمل بحالي، مش معروف».

تتمنّى المرأة رجلاً يدلي أمامها بـ«اعترافات خطيرة»، ولو وردت على إيقاعات أغنية «سهلة». كأن يقول: «هالبنت القوية شو غيّرت فيي». وثمة من يعلّق: «تجعلنا الأغنية نشتهي الحب!». يُرقّص شابٌ حبّة أناناس ويرفعها عالياً، أمام كفوري المُتأمِّل أصناف الفاكهة، قبل ذوبانها في أكواب، واستعدادها لتخفيف الحرّ. ما هو الصيف؟ للبعض نعيم، ولآخرين هو الجحيم. هنا نداء الحياة، غنِّ وافرح وانتعش. عش أيامك «خارج المألوف». دع الأغنية تحملك إليها، كما تحمل نسمة لحظة برودة حين تلفح وجه مُتعرِّق.

تتجلّى الـ«Summer Vibes» في الأجواء؛ إنّه الصيف يا سادة، فرحِّبوا بطعم البطيخ وخليط النكهات. جزر وخيار وكفوري يحضّرها للشباب، مع مكعّبات ثلج لطيب الطعم. يأتيكم فنان ينقلكم من مزاج إلى مزاج. هذا كل شيء. تشعر برغبة في أن تمضي بدورك أوقاتاً رائعة. وتخرج لبرهة من بين الأنياب، فتغنّي من دون اكتراث للإحباط، كأنك سعيد حقاً، والحياة أيضاً وُجدت من أجلك.

أين المرأة المنشودة في الأغنية؟ أي جدل مقصود من كليب للرجال فقط؟ يغيب اسم المخرج، وكفوري ملك الجوّ، يغنّي لـ«ضيوفه»، يقدّم المشروب البارد لهم، وفي النهاية يلتقطون معه الصور. الحبيبة القوية غائبة. أو متوارية في الخيال والرغبات. يناديها الحبيب المُبتسم، ويستدعي من أجلها الشمس والطبيعة والهواء وحوض السباحة. ثم يرقص رقصة المنتصر في الحب. غنج ودلع و«سِلفي» وكفوري بالأبيض خلفي.

يأتي ذلك بعد أغنية «كلنا مننجر»، المنتشرة بجنون بين الناس. وقد يُقال إنه أثقل على الأمزجة بالكآبة، وأغرق جمهوره بالآهات. منذ مدة وهو أسير الأحزان، يفلش عذاباته في أغنياته ويتجهّم. الآن، يطل بسعادة مَن يتحلّى بجناحين فيستريح على غيمة. في الحالتين، صوته جبار. في الأنين والحنين؛ في الفرح والمرح. يقتحم الـ«ترند» بفعل الصوت القادر على حسم جولات. بالموّال والطبقات العالية؛ بالسلاسة وطعم الفراولة.

يعيد سليم عساف في الكتابة واللحن، وائل كفوري إلى دور الفنان في الترفيه والتخفيف. الحياة ليست دائماً دروساً صعبة تحاول تفسير تعقيداتها. الأمور أحياناً بسيطة، لا تتطلّب أكثر من «خلطة». شيء من هذا وشيء من ذاك، فتكتمل المحاولة. ليس صحيحاً أنّ الفصول لا تُنجب أغنيات. إنّها تفعل. «البنت القوية» ابنة الصيف، من أوّلها إلى آخرها. بفيديو كليب أو من دونه. بطيخها الأحمر شهي، يُبلل الأفواه العطشى؛ وجزرها جاهز للعصر، يمنح الأبدان لون الذهب إن تعرّضت لتوهّج الشمس.

أكثر من مليون مشاهدة على «يوتيوب» بأقل من 24 ساعة على إطلاقها. الناس بحاجة إلى الفرح، هو أيضاً مفقود في لبنان. كالفاكهة في الكليب وقد باتت أضغاث أحلام.

قد يهمك ايضا

أغنية "سُنّة الحياة " للجسمي الأولى عربياً والثانية عالمياً على يوتيوب

تطبيق يوتيوب تنافس "تيك توك" في 100 دولة بخدمة YouTube Shorts

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البنت القوية»أغنية جديدة تعيد وائل كفوري إلى المزاج الفَرِح «البنت القوية»أغنية جديدة تعيد وائل كفوري إلى المزاج الفَرِح



GMT 21:57 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

حياة الفهد تُعلن انتهاء تصوير مسلسلها الرمضاني "أفكار أمي"

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جدل حول عودة عادل إمام الى التمثيل

GMT 09:57 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل مسلسل إيمي سمير غانم وحسن الرداد في رمضان

GMT 12:51 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا بتعليق غريب عن أحدث أعماله

GMT 12:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

حورية فرغلي تحسم الجدل وترد على ناهد السباعي

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 01:55 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

إصلاح فلسطين وإسرائيل والإقليم!

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 02:32 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

ما قال... لا ما يقال

GMT 02:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا فى السياق العربى

GMT 02:27 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab