يحمل ماني إجازة في ادارة الاعمال ويعمل منتجا تلفزيونيا في حياته اليومية، الا انه يتحول في "حياة اخرى" الى مغني راب يندد في نصوص اغانيه بحالة الخراب في بلده مولدافيا الذي ينهشه الفقر والفساد وعدم الاستقرار السياسي.
ففي مولدافيا افقر دول اوروبا التي شهدت في الاشهر الاخيرة سلسلة من التظاهرات ضد السلطات، يعبر موسيقيون من امثال ماني عن تمردهم في اغانيهم على طبقة سياسية متهمة بمراعاة مصالحها فقط.
ويقول ماني البالغ 27 عاما الذي ينشط في مجال الراب في مولدافيا منذ 10 سنوات "كنت افضل الا اؤلف هذا الكم من الاغاني التي تتناول قضايا اجتماعية الا ان الفنان ينبغي ان يتفاعل ما مع يجري في بلده".
وتدهور الوضع في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة قبل اكثر من سنة بعدما تم الكشف ان مليار دولار اي 15 % من اجمالي الناتج المحلي "اختفى" من النظام المصرفي.
وشكل ذلك الشعرة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لكثير من سكان هذا البلد الذين نزلوا بالالاف الى الشوارع تعبيرا عن غضبهم. وتعود اخر هذه التظاهرات الى منتصف شباط/فبراير.
وقد تغيرت الحكومة ثلاث مرات في غضون سنة من دون ان تلبي طلبهم بتنظيم انتخابات مبكرة.
- "أملك مليارا" -
وتحتل فضيحة "اختفاء" مليار دولار حيزا كبيرا في اغاني فناني الراب.
وقد تناولها ماني في اغنية شهيرة صدرت اخيرا بعنوان "املك مليارا".
ويساءل كابوشون وهو مغني راب اخر ناجح التقته وكالة فرانس رس "لقد اكتشفنا سرقة هذا المليار. لكن هل نعرف كم من المليارات سرقت منذ العام 1991؟"
ويضيف هذا الشاب الحائز شهادة في المعلوماتية "هل نحن متأكدون انه المليار الاخير الذي سيسرق او ما قبل الاخير؟"
وتقع مولدافيا بين رومانيا غربا واوكرانيا شرقا ويشكل اصحاب الاصول الرومانية 78 % من سكانها وهي غالبا ما تكون ارض مواجهة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. وكان اقرار اتفاقية ارتباط بين مولدافيا والاتحاد الاوروبي العام 2014 اثار غضب روسيا التي فرضت حظرا على بيع المنتجات الزراعية المولدافية.
- "تحريك الوضع في مولدافيا" -
وقد انتقل اكثر من 600 الف شخص من اصل 3,5 ملايين نسمة عدد سكان هذا البلد للاقامة في الخارج يدفعهم الى ذلك الفقر، في ظاهرة لم يسلم منها الموسيقيون.
ويختصر ماني الوضع قائلا "غادر والدي البلاد قبل 12 عاما ووالدتي قبل تسع سنوات وكانا استاذين ووالدي مدير مدرسة. انها مأساة عائلتنا والبلاد باسرها".
وكانت عائدات الفرد الخام تقدر ب2500 دولار في العام 2014 اي اقل ب17 مرة عما هي عليه في فرنسا على سبيل المثال.
وفي العام 2012 عرف الموسيقي والممثل غوز نجاحا كبيرا مع اغنيته "انا احرك مولدافيا" التي يحث فيها الجميع على بذل الجهود لتغيير المجتمع.
ويوضح لوكالة فراس برس "السياسة لا سلطة لها من دون الناس. المهم ان يبقى الشخص وفيا لمبادئه ويحافظ على كرامته. عندها لا يقوى اي شر علينا".
ويتظاهر عشرات الالاف من المحتجين من اصول وتوجهات سياسية مختلفة بشكل مستقل منذ سنة الا انهم احتجوا للمرة اولى معا في كانون الثاي/يناير. وبين الشعارات المطالبة بتنظيف الطبقة السياسية غالبا ما كانت تعلو انغام اغاني فناني الراب الثلاثة.
وتقول فيكتوريا موروزينشي الطالبة في الاقتصاد "هم يساعدون الشباب على فهم ما يحصل في بلدهم. انهم شجعان فعلا".
أرسل تعليقك