يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام
آخر تحديث GMT10:53:44
 العرب اليوم -

"يوم الدين" فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "يوم الدين" فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام

فيلم "يوم الدين"
القاهرة - العرب اليوم

 نجح أبو بكر شوقي خلال محاولته الإخراجية الأولى في إنتاج فيلم لفت الأنظار إليه ووضعه في مقدمة المشهد السينمائي المصري الراهن، بعد تحقيق حضور جيد في المهرجانات الدولية ، وهو فيلم "يوم الدين".

وشارك في التنافس في المسابقة الرسمية في مهرجان كان هذا العام، وهو ما لم يتحقق إلا لأفلام مصرية نادرة كان آخرها فيلم "بعد الموقعة" عام 2012 للمخرج يسري نصر الله.

ولعل العنصر الأساسي في هذا النجاح يرجع إلى اختياره موضوعًا من الهامش الاجتماعي، هو مرضى الجذام، الذين ظل التعامل معهم محملا بالكثير من المفاهيم الخاطئة علميا واجتماعيا، ومحاولته انتقاد النظرة الاجتماعية السائدة، فضلا عن توفّقه في اختيار عينة ممثلة لهم عبر شخص أصيب بالجذام وشفي منه، وله حضور محبب على الشاشة رغم التشوه الذي تركه المرض على وجهه.

فكان اختيار أشخاص حقيقيين من الهامش الاجتماعي وليس ممثلين عنصر قوة أساسيا في تميز الفيلم عن الكثير من الأفلام التي تناولت الجذام واستخدمت ممثلين محترفين وحيلا "مكياجية" لأداء شخصيات المصابين به.

وفي المقدمة من هؤلاء الأشخاص : راضي جمال، الذي أدى شخصية المجذوم السابق بشاي، والتي تستمد الكثير من ملامحها من شخصيته الحقيقية في الواقع، والطفل أحمد عبد الرازق الذي أدى دور الصبى النوبي أوباما، وشكلا معا ثنائيا ناجحا له مسحة من الطرافة وحضور محبب على الشاشة.

وقد بذل المخرج جهدا واضحا في تدريب بطليه على الأداء أمام الكاميرا، والعمل معها بألفة ومن دون وجل أو تكلف.

واتسم مدخل شوقي، وهو كاتب السيناريو أيضا، في التعامل مع موضوعته تلك بنزوع إنساني واضح واحتفاء مميز بالحياة مهما كان حجم المأساة فيها.

بيد أن هذا النزوع الاحتفائي بالحياة وقدرة شخصيته على التأقلم معها قاد إلى خطر التحول إلى نوع من المصالحة المطلقة والقدرية مع واقع شخصيته الرئيسية والاكتفاء بانتقاد النظرة الاجتماعية العامة للناس لها بشكل عام وهلامي بعيدًا عن تحليل كثير من مسبباتها وما يقف وراء واقع البؤس الذي تعيشه، لاسيما تلك التي تمس السلطة وعلاقات القوة أو الاقتصاد داخل التركيبة الاجتماعية وصلاتها بنظام عزل الهامش الاجتماعي، ممثلا بمرضى الجذام والمرض العقلي والشحاذين والأيتام والمهمشين الآخرين الذين تجري أحداث الفيلم وسطهم.

لقد كُتب الكثير عن نظام العزل والمراقبة في حقل السياسة الحيوية (البيوبولتيكس) بعد كشوف الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو المميزة في هذا المجال، وعن الشروط السياسية والاقتصادية والتاريخية والاجتماعية التي ولد في داخلها نظام العزل وتلك النظرة إلى مرضى (الجذام والجنون وغيرهم).

معالجة شوقي جاءت بعيدة عن مثل هذه التحليلات وتكاد تسقط في إسار نظرة رومانسية تترافق مع سعي لتحقيق تعامل جمالي مع هذا الموضوع وتقديمه بشكل محبب للجمهور يتوسل المفارقة والكوميديا لتحقيق ذلك، ما يضعنا في مواجهة خطر فصل هذا الهامش الاجتماعي البائس والنظرة الاجتماعية السلبية له عن سياقات مسبباتها في علاقات القوة والسلطة في المجتمع.

ويهدد هذا النزوع للاحتفاء بالإقبال على الحياة وأجواء التضامن لدى الفئات المهمشة التي تديم هذا الحياة بإضفاء صبغة شاعرية عليها في عالم قدري منفصل عن العالم الخارجي الذي يهمشها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام يوم الدين فيلم يحاكي الواقع وأبطاله من مرضى الجزام



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 10:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتقاء شهيدين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 05:49 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab