اثنان أعيا الدهر أن يبليهما / لبنان والأمل الذي لذويه
نشتاقه والصيف فوق هضابه / ونحبه والثلج في واديه
وطني ستبقى الأرض عندي كلها / حتى أعود اليه أرض التيه
سألوا الجمال فقال هذا هيكلي / والشعر قال بنيت عرشي فيه
غيري يراه سياسة وطوائفاً / ويظل يزعم أنه رائيه
قل للألى رفعوا التخوم لأرضه / ضيقتم الدنيا على أهليه
ولمن يقولون الفرنج حماته / الله قبل سيوفهم حاميه
إن حدثوك عن النعيم فأطنبوا / فاشتقته لا تنسَ أنك فيه
وقال أيضاً:
أنا إن أغمض الحمام جفوني / ودوى صوت مصرعي في المدينه
وتمشى في الأرض داراً فداراً / فسمعت دويه ورنينه
لا تصيحي واحسرتاه لألا / يدرك السامعون ما تضمرينه
وإذا خفتِ أن يثور بك الوجد / فتبدو أسرارنا المكنونه
فارجعي واسكبي دموعك سراً / وامسحي باليدين ما تسكبينه
يا ابنة الفجر من أحبك ميت / ولا أنتِ بمثل هذا مهينه
فاهجري المخدع الجميل وزوري / ذلك القبر ثم حيّي قاطنيه
وانثري الورد حوله وعليه / واغرسي عند قلبه ياسمينه
وله أيضاً:
أيار يا شاعر الشهور / وبسمة الحب في الدهور
وخالق الزهر في الروابي / وخالق العطر في الزهور
لقد كسوتَ الثرى لباساً / أجمل عندي من الحرير
فلا ثلوج على الروابي / ولا غمام على البدور
أتيتَ فالكون مهرجان / من اللذاذات والحبور
لقد تولى الشتاء عنا / فصفقي يا منى وطيري
الشاعر ندرة حداد قال:
وجدت الغني فقيراً / وجدت القوي ضعيف
وجدت المليك حقيراً / وجدت البصير كفيف
وجدت الطبيعة أماً / وما نحن غير البنين
وقال أيضاً:
يا أخي الساعي لنيل المجد / خفف عنك حجمك
سر معي في الأرض تنسى / المال والحياة وطمحك
أنا راضٍ بالعصا يا / أيها الحامل رمحك
وسأرضى خبزك الأسود / في الحب ملحك
وإذا أخطأت نحوي / فأنا الطالب صفحك
وأختتم بجبران خليل جبران:
يا بلاد الفكر يا مهد الألى / عبدوا الحق وصلوا للجمال
ما طلبناكِ بركبٍ أو على / متن سفنٍ أو بخيلٍ ورجال
لستِ في الشرق ولا الغرب ولا / في جنوب الأرض أو نحو الشمال
لست في الجو ولا تحت البحار / لست في السهل ولا الوعر الحرِج
أنتِ في الأرواح أنوار ونار / أنت في صدري فؤاد يختلج
أرسل تعليقك