في ذكراه حليم موال النهار
آخر تحديث GMT18:53:35
 العرب اليوم -

في ذكراه "حليم موال النهار"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - في ذكراه "حليم موال النهار"

عبدالحليم حافظ
القاهرة -سالي رياض

بعد انقطاع طويل مع الشعر، أعقبتها استراحة لم أكتب خلالها مقالا أو قصيدة، لكن أعادني حليم إلى الكتابة، وهو الذي صاحبني عندما كان القارئ لديواني الأخير يجد حليم يطل عليه في أكثر من قصيدة، فهو بالنسبة لي أبجديات الحب، وسلم الموسيقي الذي كلما صعدت، أغراك بالوصول إلي منتهاه، لازلت من حوارية صوته، الذي يجسد أمة بكل انتصاراتها وانكساراتها، وعشقها وغرامها في ترنيمة، غنوة "مسيح "ترحل معه الي القدس، وفي "موال النهار" تعبر الهزيمة قبل العبور، وفي "أنا من تراب" تنزل العتبات كمريد في حضرة الإمام الحسين.

كم كان إبداعه يشبه قسمات وجهه، كالنيل مصدر معطاء/ سلسال رقراق، كم جسد عبر ميكرفون الإذاعة بأغانيه الوطنية، صوت الجماهير، فكان ذاكرة شعب، كان نهرا من الجمال، يفيض نغما وموسيقي.

وفي رائعة نزار قباني وموسيقي الموجي، تموج كالبحر في عواطف، لا تملك إلا الإنصات خشوعا، وكأن العرافة كانت تقرأ فنجان حليم.

بصّرت ونجّمت كثيراً

لكني لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبه فنجانك

بصّرت ونجّمت كثيراً

لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك

مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع

وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع

مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار

فبرغم جميع حرائقه، وبرغم جميع سوابقه

وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار

وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر و الإعصار

الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار.

اليوم تمر الذكري الـ 89 لميلاد العندليب عبدالحليم حافظ (21 يونيو/حزيران 1929 - 30 مارس/آذار 1977) الذي رغم مرور الزمن لايزال كزنابق النيل المقدسة يانعا مزدهرا .

والذكري الـ 17 لرحيل أيقونة السينما المصرية سعاد حسني (26 يناير/كانون الثاني 1942 -21يونيو/حزيران 2001)، صدفة الميلاد والرحيل بينه وبين سعاد، تجسد مضمون ماكتب نزار، وتجعل بين كل كوبليه، خيال يتسع كقبة سماء معلقة بخيوط دخان، هو ميثولوجيا مصرية شديدة التمايز والخصوصية.

عبد الحليم علي شبانة الذي ولد بدلتا مصر في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، والتحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل حيث كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأوبوا عام 1950م.

تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر. اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، ومنذ إجازته في الإذاعة عام 1951 بعد تقديمه قصيدة "لقاء" من كلمات صلاح عبد الصبور وألحان كمال الطويل، حتى بدء تصويره أول أفلامه "لحن الوفاء" عام 1955.

نرصد في هذه الفترة أن عددًا كبيرًا من الأغاني تحوي قدرا من البهجة الذي تلاشي بعض الشيء بعد معاناته مع المرض الطويل، ومن تلك الأغنيات "ذلك عيد الندى"، "أقبل الصباح"، "مركب الأحلام"، "في سكون الليل"، "فرحتنا يا هنانا"، "العيون بتناجيك"، "غني..غني"، "الليل أنوار وسمر"، "نسيم الفجرية"، "ريح دمعك"،"اصحى وقوم"، "الدنيا كلها".

ومع حلول عام 1956، نرصد التحول في أغانية فكانت معاناته يجسدها إبداعه/ حيث قدم للسينما ما يقرب من 16 فيلما، وكان أول أفلامه "لحن الوفاء " في العام 1955م، وشاركه البطولة، شادية، حسين رياض.

ومن أهم محطات تجربته السينمائية: يوم من عمري" وشاركه البطولة: زبيدة ثروت، عبد السلام النابلسي، محمود المليجي، سهيرالبابلي في العام 1961، و في العام 1962قدم "الخطايا "وشاركه البطولة: عماد حمدي، حسن يوسف، نادية لطفي، مديحة يسري، و في العام1969 قدم آخر أعماله للسينما، أبي فوق الشجرة، وشاركه البطولة: عماد حمدي، ميرفت أمين، نادية لطفي.

وقدم حليم مايقارب 112 أغنية منذ خمسينيات القرن الي أن رحل، ونذكر منها : "صافيني مرة": كلمات سمير محجوب، ألحان محمد الموجي، "على قد الشوق": كلمات محمد علي أحمد، ألحان كمال الطويل، "توبة": في عام 1955 كلمات حسين السيد، لحن الموسيقار محمد عبد الوهاب أول أغاني عبد الوهاب لعبد الحليم ، يا خليّ القلب: في عام 1969 كلمات مرسي جميل عزيز وألحان موسقار الأجيال، "في يوم في شهر في سنة": كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان كمال الطويل، موعود: كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، "لقاء": كلمات صلاح عبد الصبور وألحان كمال الطويل وهي أول أغنية خاصة يسجلها عبد الحليم حافظ للإذاعة، "رسالة من تحت الماء": كلمات نزار قباني، وألحان محمد الموج، "حبيبها" كلمات كامل الشناوي، وألحان محمد الموجي، وكانت قارئة الفنجان هي آخر ما غنى في حفلة شم النسيم في عام 1977م، من كلمات نزار قباني وألحان محمد الموجي.

ستفتِّش عنها يا ولدي في كل مكان

وستَسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن

وتجوب بحاراً وبحاراً، وتفيض دموعك أنهاراً

وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً أشجارا

وسترجع يوماً يا ولدي مهزوماً مكسور الوجدان

وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان

فحبيبةُ قلبك ليس لها أرض أو وطن أو عنوان

ما أصعب أن تهوى امرأةً يا ولدي ليس لها عنوان.

ستظل ذكراك ندية كالورود البلدية، و شجية كالموال نهار، حين نحن الي ذاوتنا نغنيك، وحين نمل من موجات الصخب نلوذ بك.

فأنت أيامنا الحلوة مهما مشانا زمانا فوق الشوك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكراه حليم موال النهار في ذكراه حليم موال النهار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab