على قارعة الغبار
آخر تحديث GMT02:27:44
 العرب اليوم -

على قارعة الغبار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - على قارعة الغبار

حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
بقلم : حسن العاصي

لقد سكرتُ
جئت على خمرٍ
غببتُ الراح غبَّاً
ليس من لهوٍ وأُنسٍ
ولا من ضلال وكفر
كنت بالوعد لجدّي
ألاّ أقرب الخمرة
خنت العهد وسكرت
لا تجزع يا جدي
قالوا لي
يجوز إساغة اللقمة بالخمر
فالحزن يبيح الحظر
قد قرأت في الألواح المخمورة
أن الأقصى حزين
والشام تبكي
كيف ابتكر أوديسيوس 
الحصان الخشبي ؟
ماجواز شرب الخمرة
لإزالة الحزن
مالم يوجد مايقوم مقامها
حسناً ارمني بما شئت وسُبَّني 
المعذرة يا جدي لقد سكرت
دعني أهجو الحكام العرب
أعلم أعلم أن ذمَ الناس حرام
لكن شتم الحكام شعيرة
حلالاً مباحاً
بلادنا يزيّنها الموت يا أبي
يجهش الماء فيها
الرحمة فخّار ينكمش
والصباح قسمات تحترق
أنا أعترض إذن أنا مخمور
سكران أنا الآن
هذه خمرة رديئة
صبرك يا أبي
أنا لا أسكر
 إلا  خلف ستار الأسى
أين أنت الآن يا أحمد
قلت لي أن بغداد وعدن
بلا ملامح
لا تغضب أبي
إن شئت أقم الحدّ
اجلدني قدر عزمك
ثمانين أو حتى يبلغ السوط أجله
لكن أبي عليك أن تجلد الحاكم أيضاً
هو سبب غمّي وسُكري
ماذا ؟ نعم نعم أبي
أعلم أنك لاتستطيع
لماذا لا تسكر إذن يا أبي  
أيها الحاكم اللعين
أرأيت ..
قد سببت الآن مشكلة لي
مع جدي وأبي
كيف أبي لا تسكر
وهذا الحزن جاثم
كشواهد القبور في قعر التراب
والعتمة تبرعم ضوءاً قاتلاً
يهوي فوق أعناق الناس
لا نبوءة يا أبي في ألواح الموت
ويحٌ للحكام
قد فرغت الخمرة
المعذرة يا جدي
لذة الخمرة أودت برشدي
ألم تسكر بعد يا أبي
ولديك ألف حاكم
ألف حزن وألف هيكل
واثنان وعشرون مخاضاً
يشهقون حمماً
معذرة أبي 
إني أبحث عن الراح
لا لن أقع
لكن رائحة قلبي تتمدد
تحصدني كزهرة التعب
لا تضرخ
سأظل أسكر يا أبي
حتى يقضي البوق
عنقاً نصبت على قارعة الغبار

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على قارعة الغبار على قارعة الغبار



GMT 09:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 09:10 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 14:20 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

وهم التفوق

GMT 12:47 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 07:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 09:57 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 06:48 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:14 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب
 العرب اليوم - نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab