في الطريق إليّ
آخر تحديث GMT00:08:21
 العرب اليوم -
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

في الطريق... إليّ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - في الطريق... إليّ

نداء عادل

قدرنا الكبير هو أن نتدرب باستمرار على الفقد، و هو ما يجعل الحزن أقل وطأة وأسهل تقبلاً مع مرور الوقت... كان الواقع أطلال ماض قريب وبعيد، اجتمعا في محيط واحد، جعل المشهد منعدم الإتزان، ولم تكن هي ترغب في إضافة الألوان على تلك الأحجار الرمادية من ذاكرتها، لكنها حاولت أن تفعل شيئًا مغايرًا، حاولت أن تضع سورًا حول أطلالها القديمة، بغية أن تفصلها عن البناء الجديد، علّها تنجح هذه المرة بإستكمال البناء وإبعاده عن سور الأشلاء.. مراراً حاولت استنكار حزنها على نفسها، لكن فقد جنينها الأول، الذي رغبت به بطريقة لا تشبه الرغبات الأخرى في حياتها، جعلها تستنكر على نفسها الفرح بخبر إنتظارها الفرحة المقبلة، جعلت منها الكآبة إنسانة غير قادرة على الأمل رغم ما تحاول التشبث به من بواقي حياة. لم يكن ذلك محض صدفة، بل كل ما في محيطها ساهم في صنع تلك الكآبة، تخبطت كثيرًا، وتألمت أكثر، شعرت وكأنها نذرت يوم مولدها للحزن لا للحياة، ألم تكن هي قاتلة والديها؟ تساءلت ولكنها من باب إيمانها بالقدر برّرت لنفسها رغم الصراع واليقين المتعاظمان في روحها أنها لم تكن لتختار دربًا غير دربها الملعون هذا... صدمة تلو الأخرى جعلت من الفرحِ أمراً مستحيلاً عادت بالذاكرة بضع سنين.. في ورشة النجار تعلّمت كيف تطعم الخشب بالصدف، هناك تعلّمت كيف تتحوّل الأشياء الصمّاء إلى جماليات، تغيّر شكل الحياة ومضمونها، أعجبتها الفكرة، لم لا تتحول إلى شيء أصم، وربما أبكم، قد يفقد المرء الحياة بهذا الشكل، ولكنه سيستمتع بطريقته الخاصة بما لديه، فلا يجرحه أحد، ولا يؤذي هو أحد بكلمته، ولا يبقى منه إلا ما يقدّمه من فعل ملموس... كان بين يديها لوح خشبي، بدا لها وكأنه لوح سحري، وهي الجنيّة التي تغيّر معالمه، بدأت برسم الصورة الأولى في ذهنها، وأمسكت بالإزميل وبدأت العمل، نقلت حلمها على الخشب، وتنقلت بين أجزائه وزواياه، حفرته هناك وبدأت تتخيل ألوانه، ترى كل زاوية منه، وكل قطعة من تاريخها تتلاشى في رسمها، نثرت الأصداف، صقلت أطرافها بمبرد ناعم، وكأنها تصقل ذاكرتها، وتختار ما ستبقي عليه من ملامحها. الألوان كثيرة، و هذا اللوح لن يكون باللون الخشبي والصدفي، هذا اللوح سيكون بكل ألوانها، وبدأت تفكر بالألوان، كان وحيها أسود اللون عقيم، دب بها الخوف فتوقفت عن الحلم والكتابة الخيالية، أمسكت بمقود عجلتها الهوائية وانطلقت نحو الغابة على أطراف البلدة،  والوقت على مشارف الخريف، بحثت هناك عن الألوان، ركضت بين الأوراق المتساقطة، وقفزت في أكوامها، رأت الفراشات الملونة، وتذكرت طفولتها، وألبومات الفراش المجفف التي كانت تقتنيها، طمعت في طفولتها، أحبت ذلك الهاجس، تتبعته، حتى تشبعت روحها بالطفولة وألوانها الأمينة، قرّرت أن تمنح لوحتها، أو ذاكرتها، ذاك الطيف، عادت مسرعة نحو الورشة، وبدأت تلوّن القطع الصدفية، لوّنتها بما بقي من ذكريات العمر، لوّنتها بألوان الطفولة، والسعادة، والأمان، لوّنتها بالدفئ الذي كانت تمتلك، وبدأت بتوزيعها على أجزاء لوحها الخشبي. مارست صمتها بابتسام، مارست صممها بتصميم، تخلّت عن نظراتها إلى اللوح بينما تنظر في ذاكرتها للحياة والرسم، ساعات أخرى مرّت، وانتهت من ممارسة السحر على لوحها الأصم، ولحظات مرت حتى أدركت أنَّ الأصم ينطق ببريق الحياة وألوان الفراشات، ونسائم الخريف. أدركت أنها في روحها تمتلك نبضًا قديمًا لم يتوقف بعد. أدركت أنَّ لها في مكان ما طيف من حياة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الطريق إليّ في الطريق إليّ



GMT 14:20 2024 الخميس ,27 حزيران / يونيو

وهم التفوق

GMT 12:47 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 07:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

GMT 09:57 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 06:48 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 06:44 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 11:33 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

السقيفة الملعونة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا
 العرب اليوم - محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab