الناقد أحمد حسن عوض يكتب محمود درويش من شعر القضية إلى قضية الشعر
آخر تحديث GMT04:53:45
 العرب اليوم -

الناقد أحمد حسن عوض يكتب" محمود درويش "من شعر القضية إلى قضية الشعر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الناقد أحمد حسن عوض يكتب" محمود درويش "من شعر القضية إلى قضية الشعر

الشاعر محمود درويش
محمود درويش - العرب اليوم


 
عبرت الأيام سريعا وها هى تباغتنا الذكرى العاشرة لرحيل شاعرنا العربى الكبير  محمود درويش ذلك المختلف الحقيقى كما وصفه  عنوان احد الكتب النقدية التى صدرت عن تجربته الشعرية فى الأردن  عام 1999، إذ ظل ذلك الشاعر  العملاق يحفر أرض تجربته الشعرية عمقا واتساعا  بدأب عجيب، ولا يركن إلى مكانته فوق أفئدة محبى الشعر من المحيط إلى الخليج ولا يرضى بأن يظل اسمه مرتبطا بالقضية الفلسطينية مهما كانت عدالتها ومهما كان رسوخها فى الضمير والوجدان  العربي، مدركا أن نبل القضية وعدالتها  وحق الشعب الفلسطينى فى استرداد حقه المهدور أمور لا تكفى وحدها لكى تصنع شاعرا عظيما؛ فالنية الطيبة شيء والإبداع العظيم شيء آخر.

لقد كان له الحق أن يتيه ويزهو وهو شاب فى مقتبل عمره الإبداعى  بكتاب الناقد الكبير رجاء النقاش  (محمود درويش شاعر الأرض )  وبتسميته التى تشبع  غرور  من هم فى مثل بواكير تجربته الإبداعية؛  لكنه -وهو المسكون بروح الشعر وهوسه الذى لا ينتهى - رفض أن ينتشى بأن يظل اسمه مرتبطا بالقضية الفلسطينية بالرغم من أنها كانت تحمله على أجنحة الشهرة العالمية  وكانت كفيلة بأن يظل اسمه يتردد فى مسامع العالم آناء الليل وأطراف النهار.

لقد آثر أن يولى وجهه شطر الشعر  وفضل أن تكون إليه قبلته المبتغاة ؛ :فكان تحوله الشهير  من (شعر القضية) إلى (قضية الشعر ) دون أن يققد- بالضرورة -انتماءه الأول وتجذره التاريخى فى  أرض وطنه الفلسطيني، منطلقا من قناعة ترى أن تناول الموضوعات العامة بمنظور فكرى وثقافى  قد يضمر مقاومة للاحتلال الذى يريد أن يسجن الشاعر الفلسطينى فى قفص الحديث عن الاحتلال  وأن يبقيه دائم البكاء على أمه الرمزية " ولذلك فقد رفض محمود درويش كل الضغوط الجماهيرية أو السياسية أو النقدية  التى كانت تود أن تسجنه فى إطار صورة ذهنية نمطية  لا ينبغى له أن يتخطاها أو يحركها أو يسعى إلى تجاوزها فضلا عن الحلم المشروع إلى تغييرها، ومن ثم فقد أعاد التساؤل بجسارة حول مفهوم الأدب الوطنى قائلا : هل الأدب التحريض أدب قادر على الحياة بذاته فى اللحظة القادمة؟ هل يستطيع تراث أدبى كامل أن يقوم على القصيدة التحريضية أو أدب الكفاح المباشر دون أن يمتلك شروطه الأدبية المستقلة عن موضوعه ؟ وفى هذا الإطار لم يرض درويش أن يظل ينشد (سجل انا عربى) وسواها من قصائد الصوت الزاعق والتحريض المباشر ليتحول صوب موضوعات الحياة وثرائها الذى لا ينتهى ويتحدث عن تجارب الروح القلقة وعن اغتراب الرجل فى المرأة واغتراب المرأة فى الرجل وعن الفتيات السائرات فى الصباح  وعن المقهى والجريدة مشتبكا مع سؤال (الوجود والمأزق الإنسانى) متحررا من شرط العدو ومن ثنائية الضحية والمقاوم ومتجها نحو استجلاء ينابيع القوة الداخلية فيه ، رافضا أن يقبع فى حالة الصمت أو يستوطن  فى مسمى القهر، منتظرا القادم دائما ، مؤكدا " أن الأشكال الشعرية والأقاليم المتعددة والمتطورة كثيرة،  وكل الشعراء يصنعون الشعر،  كما أن الأشجار -لا الشجرة الواحدة- هى التى تصنع الغابة.

وبرغم أن درويش لم يكن راضيا عما وصل إليه الحال فى القضية الفلسطينية بسبب هشاشة الأنظمة العربية  النضالية  فقد ظل إلى آخر قطرة دم فى حياته مؤمنا بيقين التحول من  حالة الهزيمة إلى حالة النصر  مدركا انه " ليس هنالك نصر نهائى ولا هزيمة نهائية فهذان المفهومان يتقنان لعبة التناوب والاحترام المتبادل لكى يكمل السيد التاريخ لعبته النهائية المهم هو ماذا يفعل المنتصر بالنصر وماذا يصنع المهزوم بالهزيمة،  ولعل بعض الهزائم صالح لبلوغ البشر مرحلة النضج المعنوى والأخلاقى ولعل بعض الانتصارات أخطر على البعض من الهزيمة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناقد أحمد حسن عوض يكتب محمود درويش من شعر القضية إلى قضية الشعر الناقد أحمد حسن عوض يكتب محمود درويش من شعر القضية إلى قضية الشعر



النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:11 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024
 العرب اليوم - أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024

GMT 16:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم
 العرب اليوم - أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة
 العرب اليوم - آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 20:06 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

حسن الرداد ومي عمر يجتمعان في فيلم جديد
 العرب اليوم - حسن الرداد ومي عمر يجتمعان في فيلم جديد

GMT 01:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عقار من سم العنكبوت لعلاج تلف النوبة القلبية

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 03:23 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يستهدف قوات إسرائيلية في عدة مناطق جنوبي لبنان

GMT 07:09 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رمضان يشوّق جمهوره بعمل مع محمد منير

GMT 16:54 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد اللواء 401 في قطاع غزة

GMT 23:41 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

دار الأوبرا في سيدني تتألق ترحيبا بالملك تشارلز

GMT 10:58 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ملعب إنتر ميامي يستضيف افتتاح في كأس العالم للأندية 2025

GMT 13:39 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يخسر 7% في أسبوع بسبب الصين وتوترات الشرق الأوسط

GMT 09:08 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الروسي يعلن تحرير بلدة في "دونيتسك"

GMT 18:50 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يقصف قاعدة عسكرية شرقي صفد في شمال إسرائيل

GMT 01:53 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

عواصف شمسية قد تعطل الإنترنت في العالم لأسابيع

GMT 05:09 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5,8 درجات في شرق اندونيسيا

GMT 16:49 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل فجرت بلدات بأكملها في جنوب لبنان

GMT 08:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إلهام شاهين توضح وضع فيلمها بعد حريق ديكوراته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab