إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر
آخر تحديث GMT21:11:55
 العرب اليوم -

إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر

اله الشمس الحمصي
حمص-سانا

سرد أستاذ القانون فيصل الجردي في محاضرته بعنوان “إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر” السيرة التاريخية لإله الشمس الحمصي خلال قرن ونيف من الزمن مبرهنا أن عبادة إله الشمس “روضت” العقل الروماني الذي كان يدين بالولاء لإلهة الجبروت والقوة ليقبل البشارة في المحبة والسلام.

وركز الجردي في محاضرته التي جاءت ضمن البرنامج الثقافي لجمعية العاديات في ثقافي حمص على الاهمية التاريخية لسورية والتي كانت تتربع على الحد الفاصل بين عيني العالم “الامبراطوريتين الرومانية والفارسية” ما أكسبها الى جانب تراثها الحضاري العريق تلاحما حضاريا بين الشرق والغرب انتج للعالم تراثا إنسانيا عظيما تعتبر الديانات السماوية أهم مظاهره.

وأوضح الجردي أنه لم يكن في الإمبراطورية الرومانية كلها منطقة تفوق سورية في صناعاتها ورخائها وكان يعمرها في زمن تراجان 98-117 للميلاد عشرة ملايين من الانفس وكان في الولاية نحو خمسين مدينة تستمتع بالماء النقي والحمامات العامة إضافة إلى ساحات الألعاب والمحاضرات والموسيقا والمدارس والهياكل والأروقة المعمدة والتماثيل العامة ومعارض الفن العمومية وهي المظاهر التي كانت تمتاز بها المدن الهيلينستية في القرن الأول الميلادي وكان من أقدم مدنها دمشق التي أطلق الأقدمون على نهرها “بردى” نهر الذهب اعترافا منهم بفضله وكانت تلتقي عندها كثير من القوافل وتفرع في أسواقها غلات ثلاث قارات.

وأضاف إنه إلى الشمال من دمشق كانت مدينة حمص تنعم بالازدهار والرفاهية وكانت تحتضن معبد إله الشمس المشيد في مكان الجامع النوري الكبير الذي كان يطلق عليه اسم “إيلا جبال” وقد عبدته روما تحت اسم “ايلاجبالوس الحمصي” وكان يمثله كرمز له حجر نيزكي أسود سقط من السماء فأقيم له ذلك المعبد المزخرف الجميل الذي تقام فيه الاحتفالات ومراسم التقديس وتقديم القرابين.

وقدم المحاضر لمحة عن أشهر الأباطرة الرومان الذين حكموا روما وارتبطوا بأصول عربية ومنهم “سيبتيميوس سيفيروس” وهو من أسرة كنعانية كان يؤمن بالتنجيم وقبل أن يرتقي عرش روما بستة أعوام كان قائدا لحامية رومانية في سورية عندما تعرف على أسرة “شمسيغرام” الحاكمة في حمص وهي من أصل عربي وكان منها كاهن معبد الشمس الأكبر “باسيان” تعيش في كنفه ابنته جوليا دومنا وافرة الذكاء ذات الثقافة الواسعة والجمال الأخاذ وعندما علم سيفيروس أن طالعها يدل على أنها ستتزوج إمبراطورا تعرف عليها فأحبها وتزوجها ليصبح أمبراطورا على روما عام 193 للميلاد.

ولفت الجردي إلى أن المؤرخين توصلوا إلى أن أصل إله الشمس العربي ظاهرة انفردت بها مدينة حمص لأن عبادة الشمس كانت عند البدو قليلة الأهمية بالنسبة إلى غيرها من العبادات لما كان للشمس من سطوة على الإنسان في الصحارى الملتهبة بالحرارة الحارقة وهذا ما يفسر تعلقهم بعبادة الآلهة القمرية مثل اللات الأكثر انتشارا قبل الإسلام في أصقاع الجزيرة العربية وبلاد الشام التي كان العرب يعتقدون أنها أم الآلهة جميعا.

تجدر الإشارة إلى أن الجردي هو محام وروائي وفنان تشكيلي له عدة روايات أشهرها “الهارب من الأسر والأميرة” وشارك في عدة معارض عربية ودولية وشغل سابقا منصب رئيس فرع جمعية العاديات التاريخية الأثرية في حمص

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر إله الشمس الحمصي جعل نهر العاصي يصب في نهر التيبر



GMT 02:52 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

مطار دمشق الدولي يستأنف عمله خلال أيام

GMT 01:30 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لوفتهانزا تحذر من تراجع جاذبية ألمانيا كوجهة استثمارية

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم شركة طيران 4 ملايين دولار بسبب معاملتها لمسافرين يهود

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab