بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ السوري والمعروف عالمياً
آخر تحديث GMT13:20:30
 العرب اليوم -

بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ السوري والمعروف عالمياً

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ السوري والمعروف عالمياً

بيوت الدخنة
اللاذقية - سانا

بيوت (الدخنة) هي بيوت طينية عادية لكنها مرتفعة الأسقف لها منفذ واحد حتى يبقى الهواء مضغوطاً استخدمها الأجداد ومازالت حتى الآن لصناعة التبغ اللاذقاني المدخن المعروف في كل أنحاء العالم.

ويشرح برهان حيدر الباحث في التراث الشعبي أن سبب ارتفاع الأسقف ليتم تعليق أكبر كمية من الدخان فيها ولإبعاد النار عنه ولها حفرة في أسفل البيت بعمق 130 سم لإشعال الحطب الذي يكون أخضراً كونه يعطي دخاناً كثيفاً وقليل الاشتعال وخاصة نبات الفسفيسي.

وذكر حيدر: “إن الحطب يغطى بألواح حديدية أو توتياء لمنع اشتعال الحطب بسرعة بعد تعليق الدخان فوقها على ارتفاع متر ونصف بواسطة مايسمى سقالات ولاتتم تهوية البيت حتى يتم الاحتراق ببطء حيث تكون الأبواب محكمة الاغلاق ما يؤدي إلى قلة الأوكسجين المتواجد داخل البيت وهذا مايجعل الدخان كثيفاً ورطباً”.

وأضاف: “تشعل النار يومياُ لمدة شهرين حيث يتحول التبغ من أصفر إلى أسود ويصنع منه دخان الغليون المسمى (كلان) بعد جمعه في (بالات) وأكياس خيش مبيناً أن تبغ محافظة اللاذقية مشهور في كل أنحاء العالم”.

وبين أن التبغ السوري المدخون كان مشهوراً وقصته معروفة فقد كان يصدر التبغ العادي إلى الخارج سنوياً وفي إحدى السنوات لم يتم تصديره لسبب ما فبقي التبغ لدى الأهالي فاضطروا الى تعليقه في سقوف المنازل التي يسكنوها وكان في البيوت مواقد حطب (اثفية) في وسط البيت أو في الحائط وكانت تشغل بها النار يومياً ولمدة سنة تتعرض أوراق التبغ إلى الدخان.

وتابع: “وفي العام التالي تم فتح باب التصدير فأرسل الناس هذا التبغ المدخون وغيره ويقال أنه عندما وصل إلى مصر أعجب الناس هناك كثيرا برائحته ونكهته فأرسلوا في طلب هذا النوع أكثر من غيره ومنذ ذلك الحين صارت بيوت الدخنة واشتهر الدخان أو التبغ المدخون”.

وعن مراحل زراعة الدخان في الأرض أوضح الباحث التاريخي أن التبغ أو الدخان كان يزرع في مساكب وتنثر البذور فيها ويضاف إليها السماد العضوي فوقها وتغطى بالنايلون لحمايتها من الصقيع كما تغطى بالبلان لمنع الدجاج من نكشها .

وأضاف: “تسقى المساكب بالماء كل فترة وأخرى وتترك لمدة معينة ويتفقدها الفلاح وتعشب باستمرار لإزالة النباتات الغريبة منها بقلعها وإبعادها وتترك الشتول حتى تكبر وعندها تسقى المسكبة لتسهل عملية قلع الشتل دون تخريب الجذور ثم تنقل إلى الأرض المحروثة والمخططة بخطوطها من أجل شتلها بواسطة قطعة حديدية تسمى (الشاتول) وهو على شكل رقم ستة وتسقى بقليل من الماء من وعاء خاص يسمى (الرشراشة)”.

وأشار إلى أن عملية الشتل كغيرها من الأعمال الزراعية تحتاج إلى تعاون وعمل جماعي فهناك الفلاح الذي يحرث الأرض والآخر الذي يحمل الشتل ويرميه في الخط ومن يقوم بعملية الشتل وشخص آخر يقوم بسقي الشتل وشخص آخر يقوم بنقل الماء من الساقية التي تكون مجاورة لمكان الزراعة والشتل ويتخلل هذا العمل الأحاديث والفكاهات والغناء ومن ثم الدعاء بموسم طيب وجيد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ السوري والمعروف عالمياً بيوت الدخنة مكان صناعة التبغ السوري والمعروف عالمياً



GMT 02:52 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

مطار دمشق الدولي يستأنف عمله خلال أيام

GMT 01:30 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لوفتهانزا تحذر من تراجع جاذبية ألمانيا كوجهة استثمارية

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم شركة طيران 4 ملايين دولار بسبب معاملتها لمسافرين يهود

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:59 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 08:06 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«بنما لمن؟»

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab