مواطنون من ساراييفو يحرسون متحف البوسنة الوطني
آخر تحديث GMT03:41:05
 العرب اليوم -

مواطنون من ساراييفو "يحرسون" متحف البوسنة الوطني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مواطنون من ساراييفو "يحرسون" متحف البوسنة الوطني

لقطة من داخل متحف البوسنة الوطني
ساراييفو - أ.ف.ب

 توقف متحف البوسنة الوطني الذي تأسس في القرن التاسع عشر عن استقبال الزوار قبل ثلاث سنوات بسبب الخلافات السياسية التي اتت على تمويله لكن ثمة مواطنين يحتلونه الان للتنديد بهذا "الخزي".
وتؤكد اينيس تانوفيتش المسؤولة عن هذه المبادرة التي اطلق عليها اسم "انا المتحف"، لوكالة فرانس برس "لن نرحل من هنا ما لم يتم ايجاد حل لتمويل المتحف".

اطلق هذا التحرك في نهاية تموز/يوليو مع معرض بورتريهات للمصور البوسني زياد غافيتش تضمن صور موظفين في المتحف يستمرون في المجيء الى مركز عملهم مع انهم لم يتقاضوا اي اجر منذ ثلاث سنوات.
ومن اجل التضامن معهم و"حراسة" المتحف رمزيا يأتي مثقفون ومواطنون رافضون لهذا "الموت البطيء" الذي يعانيه الكنز الوطني هذا، يوميا اليه لتأمين وجود الى جانبهم.

ويقول غورسين ديجدار وهو عالم شاب اتى لتأمين حضور في المتحف "نحن غير معتادين على رؤية المتحف الوطني مقفلا انها فعلا مأساة".
وهو يعتبر ان "خطأ" المتحف الوحيد انه يشكل "احد رموز الدولة الرئيسية" في بلد منقسم اتنيا.

ويوضح "نظامنا السياسي وضع فقط (بعد الحرب البوسنية 1992-1995) من اجل ترسيخ الانقسامات (الاتنية بين الصرب والمسلمين والكروات في البوسنة). في نظام كهذا لا احد يشعر بانه مسؤول تجاه الدولة ورموزها".
ويبلغ عدد سكان البوسنة والهرسك 3,8 ملايين نسمة وهي مقسمة منذ انتهاء النزاع الى كيانين احدهما صربي والثاني كرواتي-مسلم  تربطهما حكومة مركزية ضعيفة. وتعتبر الثقافة من اختصاص الكيانين الامر الذي اوقع المتحف الوطن في فراغ مؤسساتي من دون تمويل آلي له.

وفي ظل هذه الانقسامات التي تغذيها الاحزاب السياسية القومية، غالبا ما يكتب الفشل للمشاريع التي توحد . وبشكل عام يشكل التاريخ موضوع خلاف بين الجماعات البوسنية المختلفة.

ويقول سرديان فوليتيتش وهو سينمائي بوسني "يشكل المتحف مثالا جيدا جدا حول عجز السياسات القائمة على الانقسام عن ايجاد حلول لهذا النوع من المشاكل".
في العام 2012 خفضت الحكومة المركزية الميزانية السنوية المخصصة لتشغيل المتحف من 450 الف يورو الى 180 الفا الامر الذي ادى الى اغلاقه في تشرين الاول/اكتوبر 2012 للمرة الاولى منذ تأسيسه العام 1888.

وقد سد الموظفون البالغ عددهم نحو الخمسين في مقابل 120 قبل الحرب، باب المدخل بلوحين خشبين حملا العبارة التالية "المتحف مغلق".
وقال وزير الشؤون المدنية عادل عثمانوفيتش المكلف ايضا المسائل الثقافية قبل فترة قصير انه يسعى الى حل لتمويل المتحف لفترة 2016-2018.

 وفي البلاد ست مؤسسات ثقافية اخرى ومكتبات وقاعات عرض فنية ومتاحف تعاني من المشكلة نفسها.
وتؤكد بيرينا بيسيتش (50 عاما) مفوضة جناح العلوم الانسانية في المتحف "بعد عقدين هنا يتعذر علي ان ادير ظهري وارحل. المجموعات التي اهتم بها حية انها حديقة النبات التي تضم اكثر من ثلاثة الاف نوع من النبات. من المستحيل ان ادعها تموت".

وتضم مجموعات اكبر متحف في البوسنة اكثر من اربعة ملايين قطعة من بينها اقسام الاثار والاتنوغرافيا والعلوم الانسانية. وللمتحف الوطني مكتبة ايضا فيها اكثر من 250 الف عمل.
وقد اسس المتحف عندما كانت البوسنة جزءا من الامبراطورية النمسوية-المجرية (1878-1914) وهو يضم مخطوطة هاغادا ساراييفو العبرية العائدة للقرن الرابع عشر التي تعتبر الاقدم في العالم. هذا الكتاب الديني لليهود السفرديم اجتاز قرونا حافلة بالتطورات من محاكم التفتيش الاسبانية الى محرقة الحرب العالمية الثانية وصولا الى الحرب البوسنية في التسعينات.
وتوضح تانوفيتش "انه متحف متنوع جدا وهو اول مبنى صمم في جنوب شرق اوروبا ليكون متحفا".

ويعتبر المبنى رمزا في العاصمة البوسنية وهو مشيد على طراز النهضة الجديدة ويمتد على 24 الف متر مربع وقد صممه المهندس لمعماري التشيكي كاريل باريك.
ويقول درافكو غرابو استاذ القانون في سارييفو واحد "حماة" المتحف "انه كنز في ذاكرتنا وتاريخنا المشتركين. كل ما يحويه المتحف ملك لكل سكان البوسنة".
ويضيف قائلا "حان الوقت لوضع حد لهذه القضية المخزية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطنون من ساراييفو يحرسون متحف البوسنة الوطني مواطنون من ساراييفو يحرسون متحف البوسنة الوطني



ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:23 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة
 العرب اليوم - أفكار عملية ومختلفة لتزيين الشرفة المنزلية الصغيرة

GMT 02:21 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل 4 جنود في مخيم جباليا
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل 4 جنود في مخيم جباليا

GMT 17:07 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية
 العرب اليوم - حلا شيحة تكشف عن سبب ابتعادها عن الأعمال الرمضانية

GMT 15:27 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

كيف ستتمخض الأحداث في إيران؟

GMT 12:30 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

فولكسفاغن تعتزم إغلاق ثلاثة مصانع على الأقل في ألمانيا

GMT 16:30 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية

GMT 06:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري تتحدث عن مشوارها الفني وأبرز الموقف التي واجهتها

GMT 12:11 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"حزب الله" يعلن استهداف شركة صناعات عسكرية إسرائيلية في عكا

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:30 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي المصري يعلن موعد رحيل علي معلول

GMT 15:52 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نيللي كريم تتحدث عن تأثير أعمالها الدرامية على المجتمع

GMT 06:33 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab