عودة إلى الجذور في اليونان مع منابع المياه الساخنة
آخر تحديث GMT05:48:48
 العرب اليوم -

عودة إلى الجذور في اليونان مع منابع المياه الساخنة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عودة إلى الجذور في اليونان مع منابع المياه الساخنة

ثيرموبيليس - أ.ف.ب

استجمع فيها هرقل قوته خلال إنجاز مهامه الاثنتي عشرة وكان أبقراط يشيد بمنافعها، وبات الثلاثاء محبو منابع المياه الساخنة التي تنتشر بالمئات في اليونان من الأناس العاديين وهم على قناعة بقدراتها المطهرة. لم يقصد إفنغلوس كيرياتسيس الطبيب منذ زمن بعيد. فهذا الرجل الستيني صاحب العضلات المفتولة والبشرة المسمرة لديه وصفته الخاصة "لإزالة السموم من الجسد وضبط ضغط الدم وتوسيع الشرايين وإرخاء العضلات وتزويد الجسم بالأوكسيجين وتنظيف الرئتين وتقوية العظام وتهدئة الأعصاب". وتنبع هذه الوصفة السحرية من قلب جبل يقع في وسط اليونان بالقرب من مدينة ثيرموبيليس لتصل إلى البحر مخلفة رائحة كبريت وبخارا متصاعدا. وقد وصف إفنغلوس لنفسه "300 حمام في السنة الواحدة مدة كل منها نصف ساعة" في هذه المياه التي تراوح حرارتها بين 30 و40 درجة مئوية. وهو ليس الوحيد المقتنع بمنافع هذه المياه، فستيليوس يوانيدو (71 عاما) يستحم فيها "منذ 30 سنة" وباراسكيفي تعالج فيها التهاب المفاصل وألفريد فايغل المتقاعد الألماني يشيد بها قائلا "خففت المياه آلام ركبتي وكتفي. وهي طبيعية أكثر من تلك التي أسبح فيها في ألمانيا".وهذه الميزة الطبيعية تتجاور مع الإهمال الذي يعانيه الموقع. فللوصول إلى المنبع، ينبغي أولا المرور أمام محطة وقود مغلقة وفندق أقفل أبوابه قبل 20 عاما وغض الطرف عن بعض المخلفات وارتداء لباس البحر في السيارة واجتياز لوح خشبي. في المقابل، لا تفرض أي رسوم على استخدام الموقع ويمكن زيارته في أي وقت. لكن ما من لافتة تشرح أن موقع ثيرموبيليس الذي يعني اسمه حرفيا "أبواب الحرارة" هو من أقدم المواقع التي يذكرها مؤرخو التاريخ القديم. وقد استجمع فيه هرقل قوته خلال إنجاز مهامه الاثنتي عشرة، بحسب الاساطير الاغريقية. ودارت فيه معركة كبيرة بين الجنود اليونانيين والفرس في العام 480 قبل الميلاد. وقال ماركوس داناسي الأمين العام لاتحاد المدن اليونانية التي تضم منابع ساخنة متأسفا "لدينا موقع استثنائي لكنه لا يدار كما ينبغي". وليست حالة ثيرموبيليس فريدة من نوعها في اليونان، فالبلاد تضم حوالى 700 منبع مياه ساخنة تتمتع بمنافع علاجية نظرا لكثرة المعادن فيها. وحوالى 100 موقع من هذا القبيل يستقبل الزوار. وهذه المواقع مفتوحة بالمجان للزوار في غالب الأحيان، وتتمع بمنشآت دنيا حتى في الجزر السياحية الكبيرة، مثل سانتوريني وكوس وميلوس حيث يقصدها السكان المحليون خصوصا. ولا تتمتع إلا 10 مواقع ببنى تحتية علاجية وسياحية عالية المستوى، بحسب ماركوس داناس الذي لفت إلى أن "الإدارة المحلية المعتمدة منذ سنوات تحد القدرات التنموية". وهذه الظاهرة ليست بالجديدة في اليونان "حيث يتم اللجوء إلى منابع المياه الساخنة لأغراض العلاج منذ آلاف السنوات. وكانت هذه المواقع قبل الميلاد تشكل مراكز لتجمعات طبية ودينية واجتماعية"، على ما ما شرح زيسيس أغيليديس الأستاذ المحاضر في علم المياه الجوفية في جامعة تيسالونيكي الذي ذكر بأن "أبقراط (460 - 377 قبل الميلاد) الذي يعد بمثابة أب الطب الحديث كان أول من درس علميا منافع العلاج بالمياه". غير أن الأزمة الاقتصادية أدت إلى تراجع عدد مستخدمي منابع المياه الساخنة، إذ أن التأمين الصحي لم يعد يغطي تكاليفها. وقد بينت دراسة أجراها اتحاد المدن اليونانية التي تضم منابع ساخنة انخفاض عدد الزيارات المدفوعة الأجر منذ العام 2009، بالنصف. وتعول السgطات على توجيهات أوروبية جديدة تسمح بتعويض تكاليف العلاجات المائية في الخارج بغية استقطاب المستثمرين. وقد طرحت للبيع عدة منابع مياه ساخنة يونانية في إطار برنامج خصخصة واسع النطاق. ولم يعرب بعد أي مستثمر عن اهتمامه بموقع ثيرموبيليس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة إلى الجذور في اليونان مع منابع المياه الساخنة عودة إلى الجذور في اليونان مع منابع المياه الساخنة



GMT 02:52 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

مطار دمشق الدولي يستأنف عمله خلال أيام

GMT 01:30 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لوفتهانزا تحذر من تراجع جاذبية ألمانيا كوجهة استثمارية

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تغريم شركة طيران 4 ملايين دولار بسبب معاملتها لمسافرين يهود

هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab