مدينة كاتانيا ملتقى حضارات المتوسط وتراثه
آخر تحديث GMT19:45:39
 العرب اليوم -

مدينة كاتانيا" ملتقى حضارات المتوسط وتراثه

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مدينة كاتانيا" ملتقى حضارات المتوسط وتراثه

مدينه كاتانيا
إيطاليا- العرب اليوم

ما إن نسمع اسم مدينة كاتانيا حتى يحضر إلى الأذهان البحر المتوسط، فهي تشكل ملتقى حضاراته، ونقطة تبادل ثقافي وتراثي، تجمع في عمرانها وعاداتها وطبيعتها الكثير من الحضارات التي مرت عليها مثل الرومان والإغريق والبيزنطيين والنورمان والمسلمين.

إضافة إلى الفاندال الجرمانيين الذين سيطروا في القرن الخامس على شمال أفريقيا وصقلية وضموها في دولة واحدة أطلقوا عليها اسم فاندلوسيا، الاسم الذي استوحى منه العرب اسم الأندلس لاحقاً.

عندما حزمت حقيبتي للسفر إلى كاتانيا مع مجموعة من الزملاء الصحافيين بدعوة من فلاي دبي، التي افتتحت مؤخراً خطاً بين دبي وهذه المدينة التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في صقلية، بعد باليرمو كنت أملك القليل من المعلومات عن هذه البلدة، ولكن ما أن وصلت أرض المطار حتى أدركت أن هذه البلدة تعتبر كنزاً تاريخياً وتراثياً وحضارياً ومعلماً سياحياً يحتضن بين جنباته طبيعة البحر المتوسط من أشجاره وحمضياته وزيتونة وغاباته.

اللون الداكن للمنازل هو ما لاحظه الوفد الصحافي عند دخول المدينة التي بنيت من الحمم البركانية التي اندلعت منذ سنوات عدة. لذلك يمتزج اللون الداكن للمباني بشكل مثالي مع أشعة الشمس.

تقع مدينة كاتانيا عند سفح جبل إتنا على الساحل الشرقي من جزيرة صقلية الإيطالية المقابلة للبحر الأيوني، حيث تضم الغابات والبحيرات المحيطة بـ «إتنا» أنواعاً مختلفة من الأشجار بعضها يحافظ على خضرته كالصنوبريات، وأخرى تطلى بالذهب خلال الخريف لتزيد جمالها جمالاً.

وتحلق في سمائها الطيور المتوسطية والصقور التي تعشق القمم إضافة للنسر الذهبي الذي لا يستقر في المنطقة، وإنما يزورها بين الفينة والأخرى، فضلاً عن الحيوانات البرية كالسناجب والقنافذ والأرانب والثعالب والقطط البرية، وفي محيط البحيرات تكثر طيور مالك الحزين والبط.

مركز زراعي

ازدهرت كاتانيا كمركز زراعي،وظلت كذلك بعد أن أصبحت مستعمرة رومانية، واستعادت أهميتها كقوة تجارية وبحرية تحت حكم النورمان، وعزز الحكام الإسبان ازدهار البلدة، حيث أسسوا جامعة هناك عام 1434، ولكن الكوارث الطبيعية حلت بالمدينة منها الطاعون في 1576، وتدفقات الحمم في 1669 التي دمرت الجزء الغربي من المدينة، والزلزال الكبير الذي وقع عام 1693.

والذي ترك الباقي من المدينة عبارة عن إطلال حتى حدثت إعادة البناء التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وبذلك تركت كاتانيا تراثها الغني من مباني الباروك، والتي تم تصميم الكثير منها من قبل جيوفاني باتيستا فاكاريني.

ويمكن للزوار المهتمين بالمناظر الطبيعية الخلابة الاختيار من بين المحميات الطبيعية في حدائق إتنا الطبيعية ومادوني وحدائق نبرودي، فضلاً عن الجنة البركانية المتواجدة في بانتيليريا، وكذا سحر الواحات في بيرتوسا، ودي نوتاروا حيث البيوت الحجرية القديمة، والتي قلما تجد مثلها في أي مكان آخر.

سياحة ثقافية

ولعشاق السياحة الثقافية، تعد جزيرة صقلية مصدراً للمعرفة والتاريخ والفن والثقافة. حتى أنها كانت موطناً للعديد من أشهر الكتاب مثل سالفاتوري كوازيمودو، جيوفاني فيرغا، كما أنها توفر لهؤلاء الفرصة لرؤية المعابد اليونانية الفريدية في سيلينونتي وسيراكيوز.

وكذلك تلك التي تتواجد في أغريجنتو التي تعتبر أحد مواقع اليونسكو، والتي تضم وادي المعابد أحد أبرز الأمثلة على الفن والهندسة وأحد مناطق الجذب الرئيسية في صقلية، فضلاً عن كونه نصباً تذكارياً وطنياً في إيطاليا.

مطبخ متوسطي

خلافاً للاعتقاد السائد، فإن المطبخ الإيطالي أو الصقلي خصوصاً لا يستند فقط على المعكرونة وصلصة الطماطم، فهذه الأطعمة إنما هي جزء من المكونات الغذائية الشهية داخل المطبخ الصقلي. وعلى الرغم من أن المطبخ الصقلي ذو قاعدة إيطالية، إلا أن تأثيرات المطبخ الإسباني واليوناني والعربي ظاهرة.

وقت الزيارة

تقع كاتانيا على خطوط عرض متوازية مع بعض شواطئ شمال أفريقيا مما أكسبها مناخاً أكثر اعتدالاً من بقية أنحاء أوروبا طوال أشهر العام. ويعني هذا المناخ المعتدل أن موسم السياحة فيها يمتد من شهر فبراير إلى نوفمبر من كل عام. وأحياناً يكون البحر دافئاً بدرجة كافية للاستحمام خلال شهور الشتاء أيضاً

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة كاتانيا ملتقى حضارات المتوسط وتراثه مدينة كاتانيا ملتقى حضارات المتوسط وتراثه



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab