باريس ـ أ.ف.ب
تعقد الجمعية العامة للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) اجتماعاتها السنوية في الدوحة الأحد بحضور أكثر من 1000 من قادة صناعة الطيران العالمي
ومن المقرر أن تتناول الاجتماعات عددا من الموضوعات والتحديات التي تواجه قطاع النقل الجوي العالمي الذي بدأ التعافي بعد فترة ركود بسبب الأزمة المالية العالمية، ويأتي انعقاد الجمعية العامة للاتحاد في الشرق الأوسط في وقت تشهد فيه المنطقة فورة في الملاحة الجوية وقد سجلت المنطقة خلال العام 2013 أعلى زيادة في حركة الطيران في العالم بلغت 11.4% مقابل معدل 5.2%.
وارتفعت حصة شركات الطيران في الشرق الأوسط فيما يزيد بقليل عن عقد من 4 إلى 9% من حركة الملاحة العالمية ومن المتوقع أن تزداد حركة الملاحة في الشرق الأوسط بمعدل 7.1% في السنة خلال العقدين المقبلين بالمقارنة مع 4.7% على الصعيد العالمي.
ويلقي حادث اختفاء الرحلة الماليزية إم إتش 370 بظله على القمة السنوية لشركات الطيران المقرر عقدها من الأحد إلى الثلاثاء في الدوحة.
وسيحتفل الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) الذي يضم 240 شركة طيران تمثل 84% من حركة الملاحة الجوية العالمية، خلال جمعيته العامة السبعين بالذكرى المائة للطيران التجاري.
كما سيكون هذا الاجتماع مناسبة لمراجعة أوضاع الملاحة بعد حوالي ثلاثة أشهر على فقدان طائرة البوينج 777 التابعة لشركة الطيران الماليزية في ظروف لا تزال غامضة.
ولم يتم حتى الآن العثور على الطائرة التي انطلقت في الثامن من مارس من كوالالمبور وعلى متنها 239 شخصا متوجهة إلى بكين، رغم عمليات البحث الدولية الضخمة التي جرت منذ ذلك الحين.
وشكل هذا الحادث المأساوي إشارة إنذار للنقل الجوي وأثار تساؤلات عميقة لدى الرأي العام حول كيفية اختفاء طائرة بدون أن تترك أثرا حيث لم يتم رصد أي قطع حطام ناجمة عنها في المحيط الهندي حيث يعتقد أنها سقطت.
ويجمع الاتحاد الدولي للنقل الجوي كل سنة أعضاءه للبحث في الآفاق الاقتصادية لقطاع الطيران. وفي 2013 اغتنم عقد جمعيته العامة في الكاب لمناقشة ضعف السلامة الجوية في إفريقيا.
أما هذه السنة فسوف يبحث الأعضاء بصورة خاصة في تقفي أثر الطائرات والتقنيات المتاحة من أجل ذلك، من متابعة عبر الأقمار الصناعية وبث إحداثيات الرحلات تلقائيا وغيرهما.
ومن المتوقع أن يشجع الاتحاد جميع المبادرات التي اتخذتها السلطات الدولية في الأسابيع الأخيرة بهذا الصدد.
فقد شكلت المنظمة الدولية للطيران المدني مجموعة عمل ستضع بحلول سبتمبر حلولا لتقفي أثر الطائرات.
وقال باتريك كاي المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية للسلامة الجوية إن "هذه الجمعية العامة لاياتا ترتدي بعدا بالغ الأهمية على خلفية اختفاء الرحلة إم إتش 370" مضيفا أن "السلامة الجوية ينبغي أن تكون في قلب اهتمامات جميع أطراف الطيران وأننا نعمل لمنع تكرار مثل هذا الحادث المأساوي".
وطرحت المنظمة الدولية للطيران المدني في مطلع مايو تدابير تهدف إلى تسهيل رصد الطائرات والصندوقين الأسودين للعثور عليها في حال اختفائها. وأوصت بصورة خاصة بتمديد الفترة التي يستمر فيها الصندوقان الأسودان في بث إشارة لرصد موقعهما تحت سطح البحر من ثلاثين إلى تسعين يوما وتجهيز الطائرات الضخمة بأجهزة تبث إشارة ذات دائرة رصد أوسع.
وقال آلان باسيل مساعد مدير عام شركة اير فرانس المكلف العمليات إن "اختفاء الرحلة إم إتش 370 هو بالطبع حدث ذو وقع كبير على مجموعة الشركات الجوية.. إن الجمعية العامة لاياتا تمنح فرصة للتقدم في تطبيق آليات البحث والإغاثة في حال وقوع حادث".
وشركة إير فرانس التي تحطمت إحدى طائراتها من طراز ايرباص ايه 330 في المحيط الأطلسي في الأول من يونيو 2009 "متقدمة قليلا على سواها في هذا المجال" وهي عمدت إلى رفع مدة بث إشارة الصندوقين الأسودين إلى تسعين يوما على جميع طائراتها.
وقال "إن طائراتنا تبث مثلا إحداثيات موقعها كل عشر دقائق ويسمح برنامج طورناه بإطلاق عملية نقل إحداثيات بشكل أكثر انتظاما كل دقيقة ما أن تنحرف الطائرة عن مسارها المقرر بموجب خطة الرحلة أو تسجل إحداثيات غير متوقعة لمدة الطيران المقررة مثل هبوط مبكر إلى مطار خارج وجهتها المحددة مثلا".
وعلى الصعيد الاقتصادي ستكشف اياتا توقعاتها لأرباح القطاع في العام 2014.
وكانت خفضت في مارس توقعاتها إلى 18.7 مليار دولار مقابل 19.7 مليار سابقا بسبب ارتفاع أسعار الكيروسين.
أرسل تعليقك