القاهرة ـ العرب اليوم
تصف البساطة المنزل الذي يتبع الطراز المينيماليست؛ يغمر هذا المنزل ساكنيه بالراحة والهدوء، ويجعل عيونهم تنظر إلى أسطح "نظيفة" مخليّة من أي تفصيل أو تعقيد أو عناصر متشابكة. يناسب الطراز المينيماليست الشقّة المدينيّة الضيّقة بخاصّة، لأنّه يجعل المرء يقتصد في تكاليف التصميم الداخلي والتأثيث، و"يوفّر" في نفقات التدفئة والتبريد، ليقلّص في استهلاك الطاقة تاليًا، انطلاقاً من مبدأ الاستدامة الذي يكبر الوعي به في الولايات المتحدة وأوروبا. كثيرة هي مزايا الطراز المينيماليست، الذي تتحدّث مهندسة الديكور ريهام فرّان عنه، في الآتي.
الديكور المينيماليست
• الألوان الحيادية (البيج والأسود والتدرج المتوسّط من الرمادي وألوان الخشب الداكنة) هي من أساسيّات الطراز. في هذا الإطار، تعلّق المهندسة ريهام على صفة الجمود التي تبثّها الألوان المذكورة، قائلةً إنّها "قابلة للإنعاش عن طريق اللوحات الفنية ذات الألوان الناريّة التي تزين الجدران، أو عدد قليل ومدروس من الوسائد على الأريكة".• الجدران تكسى بالخشب أو الحجر أو ورق الجدران، مع اختيار الخامة المرغوبة من صاحبة المنزل سادة وناعمة، بالإضافة إلى حضور المرايا. لكن، لا يمكن حسب المهندسة ريهام، الجمع بين الوسائط على الجدران، لأن قواعد الطراز لا ترحّب بفكرة دمج الخشب بالحجر أو ورق الجدران بالطلاء.• المفروشات في هذا الطراز بسيطة التصاميم، وخالية من التفاصيل والنقوش والرسوم... هي مكسوة بالقماش بصورة كلّية، إذ من النادر أن يبدو الخشب في شكل القطع الخارجي، الشكل الذي يحاكي المربع أو المستطيل أو الدائرة بصورة أقل... يتحقّق توظيف المفروشات المذكورة في غرف المنزل، وفق الآتي، حسب المهندسة ريهام: تكتفي غرفة النوم بسرير يتخذ هيئة "صندوق" مستطيل الشكل من الخشب السادة (أو المبطّن بالقماش)، ومزوّد بظهر (أو من دونه)، مع طاولتين جانبيتين عبارة عن رفين أو حتى درجين مدمجين بالجدار. تسلّط الإضاءة غير المباشرة على السرير من الجهة السفليّة منه، فيما يحمل كلّ من الطاولتين الجانبيتين وحدة إضاءة متحرّكة تتخذ هيئة شكل هندسي محدّد.
لناحية مكوّنات غرفة الجلوس، هي عبارة عن كنبة تتخذ هيئة حرف L مع طاولة القهوة المصممة من قطعة واحدة من الخشب مثلًا، من دون إضافة سطح من خامة أخرى، كالزجاج أو الرخام. تتجمّع عناصر المطبخ حسب الطراز المذكور في "بلوك" واحد، تشبهه المهندسة بالعلبة التي تتضمّن الأجهزة الكهربائيّة، والخزائن. أضف إلى ذلك، يتمسك الطراز بالمساحات المفتوحة على بعضها البعض.• الإكسسوارات مستبعدة عن المنزل، من دون النباتات الخضر التي تلطّف الجو، وتجعل الساكنين يشعرون بالراحة. هذه النباتات المنزليّة كثيفة الحضور في كل غرف المنزل الذي يتبع الطراز المذكور.• يقنّن في عدد الطاولات الموزّعة في المنزل الذي يتبع الطراز المينيماليست أي طاولة واحدة تفي بأغراض عدة. أضف إلى ذلك، تعلّق شاشة التلفزيون فلا يلحق بها سوى رفّ أو درج، أمّا المدفأة فتدمج بالجدار.
• للإضاءة أهمية بالغة في المنزل المينيماليست، سواء الطبيعيّة منها أو الصناعيّة. لذا، تكثر الواجهات الزجاج، الواجهات التي لا تحجبها سوى ستائر مصنوعة من قماش شفّاف أو شبه شفاف (الفوال والشيفون) حيادي اللون.أمّا الإضاءة الصناعيّة، فالمخفية منها مفضلة، بحيث تسلّط من السقف أو من الأرضيّة، بالإضافة إلى حضور الـ"سبوتلايت" الخجول. لكن، يبعد الطراز عن الثريات المنسدلة وإكسسوارات الإضاءة.الطراز المينيماليست في سطور...في ستّينيات القرن الماضي وسبعينيّاته، وفي "نيويورك" تحديدًا، ظهر طراز "المينيماليست" في ميادين عدة، منها التصميم الداخلي، مدفوعًا بفكرة التقشّف، والاكتفاء بما هو ضروري وعملي أي التخفّف من كل إفراط ومغالاة، حتّى في مضمار الفنون الجميلة.
أرسل تعليقك