اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي
دمشق - جورج الشامي
رفض الجيش الحر تصريحات "تنظيم القاعدة في العراق" بأن جبهة النصرة التي تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد "امتداد له وجزء منه"، وهدفها إقامة دولة إسلامية في سورية، وقال المنسق الإعلامي والسياسي لا أحد يمكنه أن يفرض على الشعب السوري شكل دولته. وفي سياق متصل ترغب فرنسا في أن تبحث مع شركائها
الأوروبيين وفي مجلس الأمن الدولي احتمال إدراج جبهة النصرة على قائمة "المنظمات الإرهابية"، وفي غضون ذلك اتهم السفير السوري في لبنان، مسلحين بالتسلل يومياً من لبنان إلى بلاده للقتال إلى جانب المعارضة، ومن جهة أخرى أكد مصدر أن 12 قتيلاً من حزب الله سقطوا الأحد في كمين وقعت فيه مجموعة عسكرية للحزب، ويواجه "الائتلاف السوري" المعارض ترددًا أميركيًا في قبول حصوله على مقعد سورية في الأمم المتحدة، فضلاً عن الرفض الروسي والصيني للأمر، فيما أكد الأمين العام لـ"الأمم المتحدة" أنه تم انتداب فريق من الخبراء للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سورية، موجود في قبرص الآن، وأنه ينتظر إذن الحكومة السورية لمباشرة عمله، وذلك تزامنًا مع مقتل 25 من جنود الجيش الحكومي في معارك عنيفة في حلب، وسط أنباء عن تدريب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" لعدد صغير من المتمردين السوريين في قواعد لها في الأردن، للفصل وإبعاد الجهاديين عن القوات الإسرائيلية في الجولان".
وأكد الجيش السوري الحر تعليقاً على تبني تنظيم القاعدة في العراق لجبهة النصرة الناشطة في سورية، أن قيادة الجيش الحر لا تنسق مع النصرة، وأن أحدا لا يمكنه أن يفرض على الشعب السوري شكل دولته، وقال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش الحر لؤي مقداد رداً على سؤال لفرانس برس "جبهة النصرة لا تتبع للجيش الحر، ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها، إنما هناك واقع ميداني يفرض نفسه أحياناً، فتلجأ بعض الفصائل على الأرض إلى التعاون مع الجبهة في بعض العمليات"، وأضاف "لا نعلم من أصدر البيان وما هي درجة مصداقيته، لكن لم يتم التنسيق مع قيادة أو أركان التشكيلات العسكرية في شأنه". وتابع "أن هدفنا واضح ووجهة بندقيتنا واضحة: إسقاط النظام وإيصال الشعب إلى الدولة الديمقراطية التي يطمح إليها"، مشيراً إلى أن النصرة "تنظيم قد يكون يؤمن بأهداف الثورة ويعمل لإسقاط النظام، لكن لديها فكر نختلف معه".
ويأتي الموقف بعد ساعات من إعلان تنظيم القاعدة في العراق في رسالة مسجلة بثت على شبكة الإنترنت أن جبهة النصرة التي تقاتل ضد نظام الرئيس بشار الأسد "امتداد له وجزء منه"، وهدفها إقامة دولة إسلامية في سورية.
وعن تأكيد القاعدة في العراق أن النصرة تعمل على إرساء دولة إسلامية في سورية، قال مقداد "لا يحق لنا أو لأحد أن يفرض أي شكل من أشكال الدولة على السوريين، سيذهب السوريون إلى صناديق الاقتراع لاختيار قياداتهم وشكل دولتهم". وتمنى مقداد "لو يكون تسليح الجيش الحر وتجهيزه وتمويله كافياً كي يستغني عن أي طرف آخر"، مضيفاً "طالما جبهة النصرة موجودة وممولة ومسلحة ، يحصل أحياناً تعاون بحكم الأمر الواقع"، موضحاً أن مثل هذه "العمليات المشتركة تنفذ بقرار ميداني من فصائل على الأرض وهي نوع من التعاون التكتيكي الموضعي".
وأعلن زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي في التسجيل الذي بث على مواقع جهادية الكترونية "آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها". كما أعلن "إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية وإلغاء اسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الإسلامية في العراق والشام". وأضاف "لا تجعلوا الديمقراطية ثمنا للآلاف الذين قتلوا منكم".
وفي سياق متصل ترغب فرنسا في أن تبحث مع شركائها الأوروبيين وفي مجلس الأمن الدولي احتمال إدراج جبهة النصرة على قائمة "المنظمات الإرهابية" بعد إعلان القاعدة في العراق الثلاثاء أن المجموعة الناشطة في سورية تشكل جزءاً منه.
وقال فيليب لاليو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي "علينا إجراء مباحثات مع شركائنا الأوروبيين وأيضا مع شركائنا في مجلس الأمن الدولي بشأن احتمال إدراج هذه المجموعات على اللوائح الإرهابية". وأضاف "علينا أن نحذر عندما نتخذ مثل هذه القرارات من عواقبها على الأرض. سنرى في الأيام أو الأسابيع المقبلة ما علينا القيام به". وأدرجت واشنطن جبهة النصرة على قائمة "المنظمات الإرهابية".
وبشأن احتمال تسليم المعارضة السورية أسلحة في حال رفع الحظر الأوروبي قال المتحدث إن مخاطر وقوعها بأيدي مجموعات متطرفة أو النظام السوري قائمة. وقال لاليو "إذا كان علينا تسليم أسلحة فبضمان أنها ستقع بأيدي مقاتلي المعارضة السورية الذين يبدو أنهم يؤيدون قيم" الديمقراطية واحترام دولة القانون والحريات الأساسية. وتابع "ليس لدينا حالياً هذه الضمانات المطلقة وهذا موضع مباحثات نجريها مع الائتلاف الوطني السوري ومع شركائنا الأوروبيين".
في غضون ذلك اتهم السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي مسلحين بالتسلل يومياً من لبنان إلى بلاده للقتال إلى جانب المعارضة. وقال رداً على سؤال للصحافيين عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، سليم الحص، إن "الاعتداءات والهجمات تأتي من لبنان باتجاه سورية وليس بالعكس وينفذها المسلحون يومياً من الأراضي اللبنانية". وأضاف "كل يوم، يتسلل المسلحون من الحدود اللبنانية وينفذون الاعتداءات"، مشيراً إلى أن "عدداً منهم قتل في داخل الأراضي السورية وعلى الحدود السورية - اللبنانية". وقال السفير السوري إن "سورية حريصة دائماً على أن تتعاطى مع هذه الأمور بمنطق العلاقة الأخوية التي تربط البلدين. هناك اتفاقات ناظمة لهذه العلاقة، ونرفع مذكرات إلى الدولة اللبنانية عبر وزارة الخارجية للمعالجة في إطار العلاقة الأخوية بين البلدين".
وأضاف "هناك تعاون أحياناً، وهناك تراخٍ أحياناً أخرى من بعض المواقع، ويجب أن يكون العلاج أكثر حزماً لمصلحة لبنان وسورية".
من جهة أخرى أكد مصدر أن 12 قتيلاً من حزب الله سقطوا الأحد في كمين وقعت فيه مجموعة عسكرية للحزب في منطقة السيدة زينب بالقرب من دمشق، وأن حزب الله يعلن عنهم على دفعات، وأضاف المصدر أن هناك أكثر من عشرين جريحاً قتلوا في الكمين، بعضهم جروحهم خطرة، وهؤلاء نقلوا إلى مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ورغم تكتّم حزب الله على معظم قتلاه في سورية إلا أن تزايد عدد الضحايا في صفوف الحزب بدأ يلقى ردود فعل سلبية في أوساطه الشعبية، حيث عُلم أن والدة وأقارب أحد القتلى، وهو من منطقة البقاع، قد توجهت بالشتائم للشيخ محمد يزبك، وهو عضو مجلس القيادة في الحزب، أثناء تقديمه التعزية لعائلته، وقالت له "قلتم لنا إن معركتكم مع إسرائيل، لماذا ترسلوا أبناءنا للموت في سورية؟!". كما قالت مصادر أن أصوات داخل المجلس السياسي بدأت تطرح موضوع الجدوى من إرسال العناصر للقتال في سورية وفي السيدة زينب تحديداً.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، "إن المعارضة المسلحة تمكنت من تحرير السجناء في سجن حلب المركزي، وسيطروا على حاجز رئيس للقوات الحكومية عند مدخل المستشفى، بالإضافة إلى أبنية عدة في المنطقة كان يتمركز فيها جنود من القوات الحكومية إثر اشتباكات عنيفة قتل خلالها ما لا يقل عن 10 مقاتلين من لواء مقاتل، وقتل ما لا يقل عن 25 من الجيش الحكومي والمسلحين الموالين له، وأُصيب العشرات منه بجروح، فيما لم ترد معلومات عن حجم الخسائر في صفوف الكتائب المعارضة المشاركة في هذه الاشتباكات، كما حاصرت قوات المعارضة المنطقة بشكل كامل، يرافقها قصف بقذائف الهاون والدبابات على مستشفى الكندي، في حين تدور اشتباكات عنيفة في حي الشيخ مقصود قرب مسجد الحسن، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين الحكومي والمعارضة، كما قتل رجل من حي بعيدين نتيجة قصف القوات الحكومية للحي مساء الإثنين، وفي ريف دمشق ارتفع عدد قتلى المعارضة إلى 3 خلال اشتباكات مع القوات الحكومية عند أطراف بلدة حفيرا الفوقا، كما وردت معلومات عن إعطاب آليتين للجيش الحكومي، ومقتل عدد من قواته، فيما سقطت قذائف عدة على بلدة سعسع في ريف دمشق، والتي شهدت إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة، وفي درعا تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في الحي الغربي من بلدة بصرى الشام، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما تتعرض بلدتي سحم الجولان وبصر الحرير في ريف درعا لقصف من قبل القوات الحكومية، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وقتلت طفلة من بلدة اليادودة متأثرة بجراح أصيبت بها جراء القصف منذ أيام عدة".
وذكرت شبكة "شام" الإخبارية، أن القصف تجدد براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق، جوبر والقابون ومخيم اليرموك والحجر الأسود والأحياء الجنوبية، وأن الجيش "الحر" يستهدف مطار دمشق الدولي بصاروخ محلي الصنع، وأنباء عن شن الجيش "الحر" هجومًا على فرع المخابرات الجوية، الموجود على أوتستراد دمشق- درعا الدولي، وسماع صافرات الإنذار من فرع المخابرات الجوية، واللواء (58)، وفي محافظة دير الزور، قتل قائد لواء "القعقاع" المعارض علي مطر، إثر إطلاق نار عليه من قبل مسلحين مجهولين في مدينة الميادين، وسط أنباء عن إصابة مرافقيه بجروح، وقصف عنيف على حي الحميدية، ومدينة الميادين في المحافظة، وفي ريف دمشق، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب في محيط إدارة المركبات، رافقها سقوط قذائف على المنطقة، وقتل رجل من مدينة داريا، متأثرًا بجروحه، نتيجة قصف القوات الحكومية للمدينة في وقت سابق، وقصف الطيران الحربي بلدات بيت نايم في الغوطة الشرقية والسبينة، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، ومدن وبلدات العتيبة وحوش عرب ويبرود والزبداني ومعضمية الشام وداريا ويلدا، ترافقت مع اشتباكات عنيفة في مدينة داريا، وعلى طريق المتحلق الجنوبي، بينما اقتحمت الجيش الحكومي بلدة حفير الفوقا في منطقة القلمون، وفي محافظة حمص، تعرضت مدينة الرستن في الريف للقصف براجمات الصواريخ، مما أدى إلى تضرر في بعض المنازل، وسط أنباء عن سقوط جرحى، كما قتل رجل من بلدة آبل جراء القصف بالطيران الحربي على المنطقة، وتم العثور على مقبرة جماعية، تحوي 9 جثث، تم إعدامهم ميدانيًا على أيدي القوات الحكومية في حي القصور في حمص، وفي محافظة درعا، قتل رجل من بلدة صيدا تحت التعذيب في سجون دمشق، الثلاثاء، وكذا جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على بلدات تسيل وغباغب وقرية إيب في منطقة اللجاة، وفي حلب، تدور اشتباكات عنيفة عند دوار السبع بحرات، ومحيط مطار "النيرب" العسكري، فيما شهدت أحياء القاطرجي وبني زيد وبستان الباشا اشتباكات في محيط مستشفى الكندي، وقصف بالمدفعية الثقيلة حي بستان الباشا الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش "الحر" والقوات الحكومية، وسيطر "الحر" على أبنية مهمة في محيط مطار حلب الدولي، ودمر عددًا من الحواجز العسكرية، وفي محافظة اللاذقية، تتعرض بلدات بيت عوان والخضرا وغمام والكبير في الريف لقصف من قبل القوات الحكومية براجمات الصواريخ، وفي إدلب، تدور اشتباكات عنيفة في محيط بلدة حيش في ريف إدلب، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الجيش الحكومي، في حين نفّذ الأخير حملة دهم واعتقال عشوائي في حي الجسر في مدينة حماة، طالت عددًا من المواطنين، وشهدت قرى سروج والوسيطة وعبيان وحجيلة وأبو الكسور وطوطح في ريف حماة الشرقي قصفًا عنيفًا بالمدفعية الثقيلة، واشتباكات عنيفة في محيط قرى الرزيقي وريف الحمرا، في حين استهدف قصف الطيران الحربي المنطقة الشمالية لمدينة الرقة ومحيط الفرقة (17).
ورفضت دمشق، مساء الاثنين، مهمة التحقيق، واعتبرته انتهاكًا لسيادة سورية، فيما أكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي تصميم بلاده على "سحق الإرهابيين"، الأمر الذي تزامن مع توقيع مئات من النشطاء والمثقفين والفنانين السوريين بيانًا، يطالبون من خلاله بتوسيع الائتلاف.
وفي سياق منفصل، أكدت مصادر دبلوماسية أميركية أن الولايات المتحدة لا تحبذ تقديم الائتلاف الوطني السوري طلبًا إلى لجنة الاعتماد في الجمعية العامة في أيلول/سبتمبر المقبل، للحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة، بعدما قال ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة الأميركية نجيب الغضبان أنه "في أيلول/سبتمبر المقبل، سنقدم طلبنا إلى الأمين العام، للحصول على مقعد سورية في الأمم المتحدة"، عاقدًا الأمل على تكرار نجاح الائتلاف الوطني السوري مع الجامعة العربية.
وما لا تحبذه واشنطن، هو خلق سابقة قانونية لعدم الإجماع داخل لجنة الاعتماد، والتوجه رأسًا للتصويت في الجمعية العامة، والسبب هو أن هذه السابقة القانونية قد تستعمل يومًا ما في المستقبل ضد أحد الحلفاء المقربين لواشنطن، لا يحظى بشعبية داخل الجمعية العامة، حيث أوضح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشيركن أن "معظم الدول ذكية، وتدرك كل دولة منها أنها قد تصبح نفسها هدفًا لمثل هذا التلاعب في المستقبل، ولا أعتقد أن هناك شهية للعب بمثل هذه الأمور".
وأصبح واضحًا للجميع انعدام الإجماع داخل لجنة الاعتماد، أما خيار إصدار قرار بذلك مباشرة من الجمعية العامة، والذي تطرحه بعض الدول، فتعتبره الإدارة الأميركية خيارًا غير قابل للتنفيذ، لسبب صعوباته القانونية المعقدة، حيث أكد مندوب رواندا الدائم ورئيس مجلس الأمن لنيسان/أبريل يوجين ريتشارد غسانا أن "تغيير النظام ليس من اختصاص مجلس الأمن، ولكننا نعترف بالسفير الحالي لسورية، وسنظل كذلك حتى التغيير القانوني المقبل، الذي يتم من خلال لجنة الاعتماد في الجمعية العامة".
وتنصح وزارة الخارجية الأميركية الائتلاف حاليًا بالتأني، والتركيز أولاً على إيجاد إثبات وجود حكومة سورية انتقالية، ذات مصداقية وفعالية على الأرض.
وفي سياق آخر، أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) قد دربت عددًا صغيرًا من المتمردين السوريين في قواعد لها في الأردن، للفصل وإبعاد الجهاديين عن القوات الإسرائيلية في الجولان"، وذكرت الصحيفة أن "الخطوة تهدف إلى دق إسفين بين المتمردين والجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم (القاعدة)، مثل (جبهة النصرة)، التي تستمر في كسب مواقع بارزة في جبهات القتال داخل سورية"، مضيفة "إن مصادر مطّلعة، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أكدت أن بعض المتمردين السوريين انتشروا في مرتفعات الجولان، لفصل منطقة عمل الجهاديين عن القوات الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن "إسرائيل أعلنت وقوع عدد من حوادث إطلاق النار بالأسلحة الصغيرة، تعرضت لها قواتها، قرب خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان"، لافتةً إلى أن "إسرائيل ردت 3 مرات على مصادر النيران بإطلاق صواريخ عبر الحدود، لكنها لم تحمّل علنًا جماعات المتمردين أو القوات الحكومية السورية مسؤولية تلك الهجمات".
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن "فريقًا من الخبراء، انتدبته الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في سورية، موجود في قبرص الآن، وأنه ينتظر إذن الحكومة السورية لمباشرة عمله".
وتمثل هذه الخطوة ضغطًا على الحكومة السورية، للسماح للفريق بالوصول إلى المواقع، التي يريد دخولها، مع رفض دمشق توسيع التحقيق خارج نطاق زعم حكومي بأن "قوات المعارضة استخدمت ذخائر كيميائية قرب حلب، ليشمل مزاعم المعارضة بأن حكومة الرئيس بشار الأسد استخدمتها".
وتساند روسيا دمشق في رفضها لمطالب القوى الغربية توسيع التحقيق، بينما أكد بان كي مون أنه "يريد تحقيقًا شاملاً، وأن المبدأ الثابت للأمم المتحدة هو أن يتم السماح للمحققين بالوصول إلى المواقع جميعها التي تثور مزاعم استخدام أسلحة كيميائية فيها"، مشيرًا إلى أن "كل ما ننتظره هو إشارة البدء من الحكومة السورية، حتى نحدد ما إذا كان قد تم استخدام أي أسلحة كيميائية، وفي أي موقع"، مضيفًا "أحث الحكومة السورية على أن تبدي مرونة أكثر لكي يتسنى للبعثة الانتشار في أسرع وقت ممكن، نحن مستعدون، المسألة مسألة وقت"، في حين قال رئيس منظمة منع انتشار الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو أن "البعثة الكاملة ستضم 15 خبيرًا، من بينهم مفتشون وخبراء في الطب والكيمياء، ويرأس فريق التحقيق العالم السويدي إيك سيلستروم، وهو مفتش سابق للأمم المتحدة عن الأسلحة في العراق، ومن المقرر أن ينضم سيلستروم إلى الفريق الطليعي، الاثنين".
وقدمت الناشطة المعارضة بسمة قضماني عرضًا للمساعدة، وأبلغت سيلستروم، في خطاب غير مؤرخ، أنه "جرى جمع عينات أنسجة من ست ضحايا مزعومين للهجمات الكيميائية، في 24 آذار/ مارس الماضي، في قريتي عدرا والعتيبة، وأن 32 شخصًا تبدو عليهم أعراض المرض، ويعالجون حاليًا عقب التعرض للأسلحة، وهم مستعدون للخضوع للفحص في التحقيق".
في المقابل، رفضت دمشق، مساء الاثنين، مهمة التحقيق، التي قررتها "الأمم المتحدة" بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سورية، كما حددها الأمين العام للأمم المتحدة لجهة انتشار المحققين على الأراضي السورية كلها، حسب ما أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، وقال المصدر، في تصريح أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن "الأمين العام طلب مهامًا إضافية، بما يسمح للبعثة بالانتشار على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية، وهو ما يخالف الطلب السوري من الأمم المتحدة"، معتبرًا ذلك "انتهاكًا للسيادة السورية".
هذا بالتزامن مع تأكيد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي تصميم بلاده على "سحق الإرهابيين"، بعد الانفجار الانتحاري في وسط العاصمة، الذي أودى بحياة 15 شخصًا، معتبرًا أنه جاء ردًا على "إنجازات" الجيش السوري، وأوضح "نحن نقول لكل من يقف وراء تلك التفجيرات أن الشعب السوري متماسك، والحكومة السورية تؤدي واجباتها تجاه أبناء شعبها، والشعب السوري حزم أمره، لأنه سيمضي إلى الأمام، ليسحق كل تلك المجموعات الإرهابية المسلحة، إرهابكم لن يفيد، وكلنا كسوريين متمسكون بأننا سنقف وسنتكافل وسنناضل مع قواتنا المسلحة، من أجل سحق تلك المجموعات الإرهابية، وبناء سورية المنشودة، سورية الديمقراطية التعددية"، ورأى أن "الانفجار جاء في التوقيت والزمان والمكان ردًا على ما حققته القوات المسلحة من إنجازات في الأيام الثلاثة الأخيرة، فكان لا بد لتلك المجموعات، ومن يقف خلفها من الدول المتآمرة على سورية وعلى الشعب السوري، أن تقوم بهكذا عمل إرهابي"، معتبرًا أن "الحادث عمل الجبناء والضعفاء"، مشيرًا إلى ما أعلنه الجيش السوري عن تقدم له على حساب مسلحي المعارضة في مدينة داريا في ريف دمشق، و"إحكام الطوق على الغوطة الشرقية".
في غضون ذلك، وقّع مئات من النشطاء والمثقفين والفنانين السوريين بيانًا جديدًا، ووقعته أيضًا تجمعات ثورية، يطالبون من خلاله بتوسيع الائتلاف، ليضم بقية القوى المدنية والثوار، وتزامن صدور البيان مع عجز رئيس الحكومة السورية الموقتة، الذي عينه الائتلاف، غسان هيتو عن تشكيل حكومته حتى الآن.
وجاء في البيان أنه "يطالب بفتح باب توسيع الائتلاف، ليضم أطياف المجتمع من التيارات والأحزاب كافة، وأن يضمن تمثيلاً لشباب الثورة، وأن تكون قرارات الحكومة والائتلاف وطنية غير مرتبطة بأي أجندة خارجية، وترك شكل الدولة ونوعها، حتى يحددها الدستور وصناديق الاقتراع بعد سقوط بشار الأسد "، رافضًا "هيمنة اللون الواحد على القرار السوري".
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "ضمن سلسلة لقاءاته ومشاوراته لتشكيل أول حكومة سورية حرة، والاطلاع عن قرب على حاجات المناطق المحررة، التقى في ريف إدلب هيتو برفقة قائد المجلس العسكري في إدلب العقيد الركن عفيف سليمان، وأعضاء المجلس المحلي للمدينة، كما التقى في سراقب أعضاء المجلس المحلي لريف إدلب"، وهي المرة الثانية التي يعلن فيها عن زيارة لهيتو إلى الأراضي السورية الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية، بعد زيارة أولى إلى حلب في 24 آذار/مارس الماضي.
وأكد مصدر قريب من "حزب الله" اللبناني، مقتل عنصرين من الحزب في منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان، الاثنين، مشيرًا إلى أنهما كانا يحاربان إلى جانب القوات الحكومية السورية، دون أن يوضح ظروف مقتلهما، في حين أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أنه "لم يعد خافيًا على أحد أن مقاتلي حزب الله هم الذين يقودون المعارك ضد مقاتلي المعارضة السورية في ريف القصير في محافظة حمص، وفي السيدة زينب، في ضواحي دمشق، كما أنهم متواجدون في مناطق أخرى من حمص"، بينما أعلن قيادي بارز في "التيار السلفي الجهادي" في الأردن قوله أن "عدد أنصاره الموجودين في سورية لمقاتلة الجيش السوري وصل إلى 500 عنصر"، واصفًا أوضاع أنصار التيار السلفي في دمشق وحلب ودرعا وإدلب وبقية المحافظات السورية بـ"الجيدة جدًا"، وموضحًا أن "مقاتلي التيار يعيشون الآن في حالة سبات، جراء تعرضهم لحرب شرسة من القوات السورية"، رافضًا الحديث عن أعداد مقاتلي "جبهة النصرة لأهل الشام"، الموجودين على الأراضي السورية، من الجنسيات الأميركية والأوروبية والعربية.
أرسل تعليقك