دان اجتماع لوزراء "داخلية" دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت "الأعمال المتطرفة التي تستهدف شعوب دول المجلس واستقرارها"، وأكد "أهمية التنسيق والتعاون في الإجراءات كافة والخطوات الرامية للتصدي لهذه الآفة الخطيرة".
وتقدم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد المصلين أمس في صلاة جمعة مشتركة بين السنة والشيعة في مسجد الدولة الكبير وسط إجراءات أمن غير مسبوقة حول المساجد الشيعية في مختلف أنحاء الكويت شاركت فيها القوات الخاصة والمدرعات، كذلك أدى عشرات السنة والشيعة صلاة الجمعة معا في بلدة ذات اكثرية شيعية في البحرين قرب العاصمة مع تشديد الحماية الأمنية حول جامع عالي الكبير في قرية عالي أثناء صلاة الجمعة.
وهنأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، الكويت على النجاحات التي حققتها أجهزتها الأمنية في سرعة الكشف عن ملابسات جريمة التفجير المتطرف الذي استهدف مسجد الإمام الصادق فيها، وأوضح، عقب ترؤسه الوفد السعودي إلى الاجتماع الطارئ لوزراء الداخلية "أن أمن الكويت جزء لا يتجزأ من أمن المملكة"، مؤكداً "وقوف المملكة بإمكاناتها كافة مع الكويت لمكافحة التطرف واستئصاله من جذوره لتعزيز عناصر الأمن والأمان والسلامة فيها وبقية دول المنطقة، وبما يحقق الرفاهية والاطمئنان لشعوب دول المجلس".
وجاء الاجتماع الخليجي الذي عقد ليل الخميس في أعقاب سلسلة الهجمات التي نفذها تنظيم "داعش" على مساجد للشيعة في السعودية والكويت وخلفت مئات القتلى والجرحى وما شهدته البحرين من محاولات اعتداءمتطرفة، وجرّم بيان صدر عن المجتمعين "الأعمال التي تستهدف قيم هذا الدين العظيم وأمن دول المجلس واستقرارها عبر إشاعة ثقافة الكراهية والدمار والتشوية المتعمد للعقيدة"، وشدد على أن أمن دول الخليج "كل لا يتجزأ".
ودعا وزراء داخلية "الخليجي" الشباب المسلم إلى "اليقظة وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة ومن يروج لها، البعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي وتغليب المصلحة الوطنية، مؤكدين دور علماء الدين ووسائل الإعلام في إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف والعنف"، وأكدوا مضاعفة الجهود الدولية لمواجهة هذه الآفة "والتنسيق والتعاون في مجال مكافحة النشاطات المتطرفة وتجفيف منابع تمويلها عبر تكثيف التعاون بين الأجهزة المعنية".
وناقش الاجتماع طبقاً للبيان، آخر التطورات والمستجدات الأمنية المشتركة على الساحتين المحلية والإقليمية "وما تتعرض له دول المجلس من أعمال متطرفة استهدفت دور العبادة بهدف بث الفتنة وإشاعة الفرقة وشق الصف وزعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين وقتل وإصابة المواطنين العزل".
وقدم وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد شرحاً للجهود التي يبذلها الأمن الكويتي "لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة والقبض على الضالعين فيها في وقت قياسي"، وكانت وزارة الداخلية الكويتية أعلنت عن الجناة وتفاصيل التخطيط للاعتداء على المسجد وأحالت أربعة من المتهمين الرئيسيين على النيابة بينما لا تزال تحقق مع آخرين.
وعبّر وزراء الداخلية عن "تقديرهم واعتزازهم بالروح الوطنية العالية التي أظهرها شعب الكويت بتكاتفه وتضامنه وتمسكه بوحدته الوطنية، ما وجه رسالة بالغة الدلالة إلى الجهات التي تسعى إلى إشعال نار الفتنة الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي بأن نياتها الشريرة وخططها الإجرامية لن تلقى إلا الفشل الذريع".
وفي استمرار لمساعي الكويت لمواجهة واحتواء النعرات الطائفية التي سعى إليها "داعش" من خلال استهداف الشيعة تصدّر الشيخ صباح أمس الحضور في صلاة الجمعة في مسجد الدولة الكبير في العاصمة بحضور مصلين من السنة والشيعة بينهم كبار المسؤولين والنواب وعدد من الوجهاء ورجال الدين.
ودعا إمام المسجد الكبير وليد العلي في خطبة الجمعة إلى "ضرورة إتباع الوسطية التي تجمع بين سماحة الشريعة وحنيفية الاعتقاد والابتعاد عن الغلو في الدين والاستهانة بحرمة الدماء المعصومة للمؤمنين والمعاهدين. وأكد "وحدتنا الوطنية لا تقبل بمشيئة المولى تعالى الافتراق ولحمتنا الاجتماعية تنأى بفضل الرب عن الشقاق".
وشهدت الكويت أمس تحفزاً أمنياً مع نشر الشرطة دوريات وعناصر أمن في مئات الجوامع خلال صلاة الجمعة تحسباً لأي هجمات متطرفة،وأغلقت الطرق المؤدية إلى المساجد الشيعية امام حركة المرور فيما أحيطت تلك المساجد بحراسة من رجال الأمن والمتطوعين.
وأعلنت وزارة الداخلية في الرياض القبض على ثلاثة أشخاص ينتمون إلى تنظيم "داعش" خلال مداهمة منزلهم في الطائف، ونتج عن ذلك مقتل أحد العناصر الأمنية، وذكر المتحدث الأمني للوزارة اللواء منصور التركي أمس "عند الرابعة والنصف فجر الجمعة وأثناء قيام رجال الأمن بالتحري عن وجود أحد المطلوبين للجهات الأمنية في منزل بحي الشرقية في محافظة الطائف، تعرضوا لإطلاق نار، ما اقتضى التعامل مع الموقف وفق الأنظمة، والرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف، والقبض على 3 من المشتبه فيهم، وضبط أعلام لتنظيم داعش المتطرف، وكواتم صوت، وأجهزة حواسيب في المنزل الذي يقيمون فيه".
وأضاف التركي أنه "نتج عن تبادل إطلاق النار استشهاد الرقيب أول عوض سراج المالكي ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية"، داعيًا المطلوب يوسف عبد اللطيف شباب الغامدي إلى المبادرة بتسليم نفسه للجهات الأمنية، وأن يبادر كل من تتوافر لديه معلومات عنه الاتصال مع الشرطة.
أرسل تعليقك