رام الله - وليد ابوسرحان، غزة – محمد حبيب
تشهد معسكرات جيش الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية عملية نقل للمدرعات والاسلحة الرابضة فيها إلى جهة غير معلومة، إلا أن الدلائل تشير بأنها تنقل نحو غزة لتنفيذ عملية عسكرية ضد القطاع بذريعة وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية، والقضاء عليها.
وشاهد المواطنون الفلسطينيون، اليوم الخميس، حركة نشطة في محيط معسكرات جيش الاحتلال،لاسيما المعسكرات الرابضة على أراضيها، والكثير من المدرعات والمدافع والآليات العسكرية مثل المعسكر الواقع شرق بلدة عناتا في القدس في حين تدفق على معسكرات أخرى الكثير من المركبات الخاصة العائدة على ما يبدو لقوات الاحتياط التي استدعيت للالتحاق بالقوات العاملة في الميدان، من دون الاعلان عن استدعائها للمحافظة على عنصر المفاجأة في أي حرب مقبلة قد يكون اتخذ المسؤولون السياسيون الاسرائيليون القرار في شأنها وشرع جيش الاحتلال بالاستعداد لتنفيذها.
وفيما تدفقت سيارات خاصة تحمل لوحات تسجيل اسرائيلية على معسكرات جيش الاحتلال في الضفة، أكد شهود عيان أن جنود الاحتلال أزالوا الاغطية عن المدرعات الموجودة في معسكرات جيش الاحتلال في الضفة الغربية استعدادا لتحركها ، في حين شوهدت شاحنات عسكرية تنقل تلك المدرعات من المعسكرات المنتشرة في الضفة.
وتشبه التحركات السائدة في معسكرات جيش الاحتلال الأجواء التي سبقت عملية السور الواقي في العام 2002 حيث اجتاح جيش الاحتلال الضفة الغربية واعاد احتلالها بالكامل بما فيها المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية.
ولا بد من الذكر بأن مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر "الكابينت" منع الكشف عن تفاصيل ما دار في اجتماعه الذي عقد مساء الثلاثاء واستمر لفجر الاربعاء لبحث الرد الاسرائيلي على مقتل ثلاثة مستوطنين اسرائيليين وتحميل حماس مسؤولية قتلهم .
وفرضت الرقابة العسكرية حظرًا على وسائل الاعلام الاسرائيلية في شأن نشر أي أنباء تتعلق بما دار في اجتماع "الكابينت" الذي استمر ١٢ ساعة متواصلة وسط حديث إعلامي إسرائيلي عن خلاف داخل الحكومة الاسرائيلية حول خيار اجتياح غزة بالكامل والقضاء على فصائل المقاومة هناك
وفيما تروج وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان خيار اجتياح غزة أسقط من حسابات الكابينت الاسرائيلي، الا ان التحركات الميدانية لجيش الاحتلال ونقل آلياته من معسكرات الضفة تشير إلى ان قرار الاجتياح اتخذ فعلًا، وأن ما يتم تداوله اعلاميًا هو من باب المشاركة في التمويه حفاظًا على عنصر المفاجأة الذي يحرص جيش الاحتلال على الاحتفاظ به في أي معركة عسكرية يخوضها.
وفيما تشهد معسكرت جيش الاحتلال في الضفة الغربية حالة نشطة من التحركات ونقل ما فيها من مدافع ومدرعات وعربات مصفحة الى جهة غير معلومة، اوضحت مصادر اسرائيلية ان جيش الاحتلال بدأ فعلا بالحشد على تخوم غزة ، وذلك من باب التلويح بالردع الاسرائيلي في وجه فصائل المقاومة التي تواصل اطلاق الصواريخ المحلية الصنع من غزة على المستوطنات المجاورة للقطاع، ردًا على الغارات الجوية الاسرائيلية المتواصلة بين الحين والاخر على غزة.
ونشر موقع "والا" العبري، أن قوات الاحتلال عززت خلال الساعات الماضية من وجودها العسكري حول القطاع استعداداً لشن حربه.
ونشر موقع القناة السابعة أن العديد من وحدات الجيش التي تم نشرها في الضفة الغربية خلال الأسبوعين الماضيين والتي كانت تقوم بأعمال البحث عن الشبان الثلاثة المفقودين، عادت الى حدود قطاع غزة وانتشرت على الجبهة في انتظار تعليمات وقرارات "الكابينيت".ونقل الموقع عن ضابط إسرائيلي كبير قوله "إن استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة لن يتم الرد عليه بعمليات قصف جوي، وإنما قد يقوم الجيش بتنفيذ عملية عسكرية برية في حال لم تتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ
وتحت عنوان "اللحظة المصيرية لحركة حماس" كتب أليكس فيشمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية ، اليوم الخميس، أن الجهاز الأمني الإسرائيلي لا يخفي حقيقة نشر قوات في محيط قطاع غزة، وذلك بهدف أن يراها "العدو" ويرتدع، ولكن من دون كسر قواعد اللعبة عن طريق عملية عسكرية واسعة النطاق.
وكتب فيشمان "لا يزال المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر مترددًا، لكن "قيادة الجنوب" في الجيش الإسرائيلي تحشد قوات مقابل قطاع غزة. وأشار إلى أنه في الأيام الأخيرة جرت سلسلة من المحادثات بهدف تعزيز جهوزية الجيش لكل التطورات في هذه "الجبهة المتفجرة".
وكتب أن قيادة الجنوب نشرت قوات كبيرة بشكل ظاهر، ونقلت الوحدات التي شاركت في البحث عن المستوطنين الثلاثة من منطقة الخليل إلى محيط قطاع غزة، ونشرت قوات مدرعة أيضًا في طريقة تشير إلى أن الجيش لا يحاول إخفاء تحركاته على المحاور المؤدية إلى القطاع.
وبحسب فيشمان فإن هذه الحشود من القوات العسكرية يفترض أن تكون رادعة لحركة حماس، مشيرا إلى أن توصيات الأجهزة الأمنية للمجلس الوزاري في هذا التوقيت هي إظهار القوة والاستعداد، ولكن من دون كسر قواعد اللعبة.
ويضيف أن الجهود العسكرية تتركز أساسا على المستويين الاستخباري والجوي، حيث تحاول الاستخبارات الوقوف في اللحظة الحقيقية على أي تطورات قد تحصل، سواء على المستوى التكتيكي للقوات العسكرية أم على المستوى السياسي.
وبحسب فيشمان فإن حركة حماس اليوم في لحظة مصيرية جدًا، وأن "قطاع غزة اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى الوضع في الصومال.. منطقة دموية تعم بها الفوضى، وعصابات مسلحة تسيطر على الشارع، من دون سلطة مركزية فعالة تصلح لأن تكون عنوانًا. ويضيف أنه على هذه الخلفية اجتمع المجلس الوزاري المصغر ثلاث مرات لدراسة كيفية الرد على حركة حماس.
ويضيف أن ما يقلل من حماسة بعض الوزراء في المجلس الوزاري لشن هجوم على قطاع غزة، هو الخشية من مدى قدرة الجبهة الداخلية على الصمود، إضافة إلى التبعات الدولية التي قد تنشأ نتيجة للهجوم، وبعد ذلك يأتي الثمن العسكري للقيام بعملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، وفي الأخير يذكر الثمن الذي ستدفعه إسرائيل نتيجة البقاء في القطاع فترة زمنية طويلة.
ويتابع فيشمان أنه من أجل أن تتخذ حكومة إسرائيلية متزنة قرارًا بالقيام بحملة عسكرية، مماثلة لـ"عمود السحاب"، فإنه يجب أن تحصل زعزعة تامة لعملية الردع، وبالتالي فمن الجائز الافتراض أن هذا ما يحصل اليوم عندما قرر المجلس الوزاري عدم القيام بعملية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وترك توقيت الهجوم بيد وزير الأمن موشي يعالون ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو.
وبحسبه فإنه منذ لحظة العثور على جثث المستوطنين الثلاثة، فإن "إنجاز حركة حماس تحول إلى فشل وعبء على الحركة، وبالتالي فلا غرابة في تهرب الحركة من إعلان مسؤوليتها عن العملية".
ويضيف أن عملية الخليل "تحولت من عملية ذات فاعلية إستراتيجية على المفاوضات لإطلاق سراح أسرى، ووضع قضية الأسرى على جدول الأعمال العالمي، إلى عملية قتل إسرائيليين أخرى لا يمكن تحقيق مكاسب منها
أرسل تعليقك