استقبل سكان الأرض العام الجديد باحتفالات صاخبة وألعاب نارية أضاءت سماء المعمورة.
ودشنت سيدني الانتقال إلى 2015 باحتفالات صاخبة تمثل تحديًا للتهديدات المتطرفة في المدينة التي لا تزال تحت صدمة احتجاز الرهائن، وتبعتها عواصم العالم كل منها وفق عاداته وتقاليده وفي مواعيد مختلفة بسبب اختلاف التوقيت بين بلدان العالم.
وطأ عام 2015 أولًا في أستراليا ونيوزيلندا قبل باقي دول العالم، وشهدت سيدني احتفالات كبيرة وألعابًا نارية مبهرة، حيث أطلقت آلاف الأسهم النارية المتعددة الألوان، حضرها حوالي 1.6 مليون شخص.
وبدأت الاحتفالات بإطلاق دفعات من الألعاب النارية بلغت (7) أطنان، فوق الخليج قبل حلول منتصف الليل في المدينة التي شهدت حادثًا مأسويًا منتصف الشهر الماضي، حيث قتل شخصان خلال عملية تحرير 17 رهينة في مقهى احتجزهم فيه شخص من أصل إيراني قتل أيضًا بالعملية.
وقدر المنظمون أن عرض الألعاب النارية الذي بلغت تكلفته 6.8مليون دولار أسترالي (6.6 مليون دولار) يشاهده ما يقرب من مليار شخص حول العالم.
وأوضحت رئيسة بلدية سيدني، كلوفر مور، أننا نوجه تحية لذكرى توري جونسون وكاترينا دوسون، اللذين قتلا ونحتفل بكوننا مجتمعًا متعدد الثقافات ومنسجمًا، لكننا سنبقي في أذهاننا ما حصل".
وفي أوكلاند، أكبر مدينة في نيوزيلندا، أضيئت سماء المدينة باستعراض رائع للألعاب النارية، بألوان زاهية، مبددة ظلام الليل في مينائها.
واحتشد عشرات الألوف من سكان وزوار المدينة الواقعة في شمال نيوزيلندا على الساحل، لمشاهدة عرض الألعاب النارية الذي انطلق من مبنى "سكاي تاور" الذي يبلغ ارتفاعه 328 مترًا.
وشاهد آخرون العرض من ماونت فيكتوريا في ديفونبورت، في الجانب الآخر من الميناء، أو من على متن قوارب في الماء.
وفي البرازيل تجمّع أكثر من مليون شخص على شاطئ كوباكابانا في العاصمة ريو دي جانيرو، بينما راقب سكان مدينة نيويورك الكرة الكريستالية تهبط فوق ميدان "تايمز" في واشنطن.
وكما في كل عام تميزت دبي باستقبالها العام الجديد، حيث شهدت المدينة ألعابًا نارية مبهرة، فيما تزينت الواجهة الخارجية لـ "برج خليفة"، أعلى برج في العالم بارتفاع 828 مترًا، بشاشة عملاقة عرضت تشكيلات بصرية مذهلة.
وحضر الاحتفال بالعام الجديد أكثر من مليون سائح قصدوا دبي لمشاهدة عرض الألعاب النارية، وتحول برج خليفة على مدار دقائق إلى معرض للوحدة الخليجية، حيث تلون بألوان دول التعاون الخليجي.
ومن هونغ كونغ إلى موسكو ولندن، وصولًا إلى نيويورك وريو دي جانيرو، مرورًا ببيروت والجزائر وسائر عواصم العالم، احتفل ملايين الأشخاص عند منتصف الليل بحلول رأس السنة على أصوات الألعاب النارية والحفلات الموسيقية.
ودام الاستعراض الضوئي في هونغ كونغ ثماني دقائق وأشعل ناطحات السحاب الكبيرة في هذه المستعمرة البريطانية السابقة التي شهدت في العام 2014 تظاهرات حاشدة طالبت بمزيد من الديموقراطية.
وفي إندونيسيا ألغيت الاحتفالات حدادًا على ضحايا حادث الطائرة الماليزية التي سقطت في بحر جاوا وعلى متنها 162 راكبًا.
استقبلت نيوزيلندا عام 2015 بالاحتفالات والألعاب النارية، وتعد نيوزيلندا أول الدول التي تشهد الاحتفال بالعام الجديد، فيما شهدت دول آسيوية احتفالات مبهرة.
وشهدت مدينة أوكلاند أولى لحظات ميلاد العام الجديد، حيث شارك الآلاف من السكان والزائرين، في احتفالات تم خلالها إطلاق الألعاب النارية.
وفي تايوان كانت ناطحة السحاب "تايبي 101" مركز الاحتفالات مع عروض موسيقية، وجرى إطلاق الألعاب النارية عند منتصف الليل أمام آلاف الأشخاص.
وفي بكين كان ترشيح المدينة لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2022 محور الاحتفالات في المجمع الأولمبي للمدينة بحضور العديد من الرياضيين وعازف البيانو لانغ لانغ.
وفي طوكيو أطلق نحو ألفي شخص بالونات حملت تمنياتهم للعام الجديد إلى جانب برج طوكيو، في ظل توقعات بوصول نحو ثلاثة ملايين زائر إلى العاصمة اليابانية لزيارة معبد "ميجي جينجو" الأكثر شهرة في البلاد.
وفي أفغانستان ستشهد السنة الجديدة طي صفحة مهمة حلف شمال الأطلسي القتالية في البلاد، رغم أنَّ تمرد طالبان لا يزال مستمرًا بعد 13 عامًا من التدخل العسكري الأجنبي، وستتسلم بعثة تدريب ودعم للجيش الأفغاني المسؤولية من القوة المقاتلة.
وأوروبيا سيشارك النجم الأميركي ديفيد هاسلهوف في حفل موسيقي ضخم في الهواء الطلق، عند بوابة براندبورغ في برلين، في نفس المكان الرمزي الذي أحيا فيه حفلة في كانون الأول/ ديسمبر 1989 قرب الجدار الذي كان ينهار.
أما في باريس فتنظم عروض بصرية في الشانزيليزيه تعكس طريقة عيش الباريسيين وتتطرق إلى مواضيع بيئية، حيث تستضيف العاصمة الفرنسية في نهاية 2015 المؤتمر الدولي حول المناخ.
ومن المرتقب أن يتجمع ملايين الأشخاص في بويرتا ديل سول في مدريد ضمن الاحتفالات التقليدية، فيما تنظم برشلونة عرضا هائلا للألعاب النارية.
وفي بريطانيا، تنظم عروض ضخمة أيضا على ضفة نهر التايمز، لكنها ستكون مدفوعة لاعتبارات أمنية بعد التدفق الكبير في السنوات الماضية.
من ناحية أخرى، يتزامن الانتقال إلى العام 2015 في ليتوانيا، مع انتقال البلاد أيضا الى اعتماد اليورو، فيما تتولى لاتفيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ما سيجعلها في واجهة المفاوضات مع روسيا بخصوص الأزمة الأوكرانية.
ويحضر أكثر من مليوني شخص إلى شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو لحضور عرض الألعاب النارية، تزامنًا أيضا مع الذكرى الـ 450 لتأسيس المدينة.
وفي نيويورك يحضر مليون شخص إلى تايمز سكوير العرض التقليدي لإنزال كرة الكريستال متعددة الألوان، كما تشارك في الاحتفالات مغنية البوب تايلور سويفت.
أما فنادق القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ في مصر فتستعد لتقديم برامج متنوعة لزوارها بمناسبة رأس السنة، فضلا عن مراكب النيل التي أعدت برامج وحفلات سيحييها أشهر نجوم الغناء.
وكما في كل عام في مثل هذه المناسبة تعلو الآمال والتوقعات، فيما تكثر الإشاعات والتنبؤات الفلكية التي تنشغل فيها بعض وسائل الإعلام، لاسيما في العالم العربي.
ومن الإشاعات الأخيرة التي تم تناقلها أن العالم سيشهد بعد ثلاثة أيام، أي في 4 كانون الثاني/ يناير، ظاهرة فريدة تتمثل بفقدان الأرض الجاذبية لثوان.
وتأتي هذه الإشاعة بعد انتشار إشاعة العام الماضي تفيد بأن العالم سيشهد ظلامًا طيلة ثلاثة أيام متواصلة حيث ستغيب الشمس في 21 و22 و23 كانون الأول/ ديسمبر 2014 بسبب عاصفة شمسية هي الأقوى منذ 50 عامًا.
بين التوقعات والإشاعات، يحدو سكان المعمورة الأمل بأن يشهدوا عامًا جديدًا يعمه الاستقرار والأمن.
أرسل تعليقك