أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنَّه لا مجال للوقوف على التل في المعركة ضد "داعش" لأننا سنعتبر من يقف محايدًا أو منتظرًا نتائج المعركة، على الطرف الآخر. وأنهى تحالف القوى السنية مقاطعة البرلمان وحضر القراءة الأولى لمشروع قانون الحرس الوطني.
وغابت عن العمليات العسكرية في تكريت قوات وطيران التحالف الدولي، إلا أنَّ وكالة "أنباء فارس" الإيرانية نشرت صورًا لقائد "فيلق القدس" العميد قاسم سليماني في صلاح الدين، مؤكدة أنَّه "يقدم استشارات إلى القوات العراقية".
وأضاف العبادي خلال حضوره جلسة البرلمان، الأحد، أنَّ "الجميع شارك في الحكومة وعليه تنفيذ برنامجها"، مشددًا على أنَّ "جميع المشاركين في المعارك في صلاح الدين (يقاتلون) في إطار الدولة، ولا مجال للوقوف على التل، لأننا سنحسبه على الجانب الآخر".
وشدد على أنَّ "الحكومة لن تسمح بوجود الميليشيات خارج الدولة وستمنع أي تشكيل عسكري خارج سلطتها"، مستدركًا "الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية جديدة، لكن هناك بعض الانتهازيين يقومون بحرق الممتلكات بعد انتهاء معارك التحرير".
وتابع "الوضع الأمني في بغداد تحسن في شكل لافت، كما أن قوات الأمن تعمل على تطهير أطراف العاصمة، ونحن نتهيأ لعملية تحرير الأنبار من داعش".
وأشار إلى أنَّ "الوضع المالي والاقتصادي تحت السيطرة"، مشددًا على "ضرورة تنويع مصادر التمويل ووضع استراتيجية للنهوض بالواقع الخدمي".
وأوصى بحماية المدنيين و "القتال تحت الراية العراقية"، وكان بذلك يرد على مخاوف عشائر سنية من تعرضها لحملات انتقام على يد قوات "الحشد الشعبي".
ميدانيًا، أفادت معلومات أوردها قادة عسكريون أن حوالي 8 آلاف مقاتل يشاركون في عملية للسيطرة على بلدتي الدور والعلم، وصولًا إلى تكريت.
وأكدت مصادر داخل المدينة، وهي العاصمة الإدارية لصلاح الدين، أنَّها شبه خالية من السكان، وأنَّ "داعش" فخخ كل مداخلها، والعمليات الكبرى قد تجري خارجها، وفي القرى والبلدات المجاورة.
وأعلن المحافظ رائد الجبوري عن تحرير عدد من المناطق من سيطرة "داعش"، موضحًا أنَّ "القطع العسكرية انطلقت من خمسة محاور وتمكنت من السيطرة على العباسي وسورشناس والشيخ محمد في أطراف سامراء، والبوحسان جنوب قضاء الدور".
وتحتل تكريت والبلدات المحيطة بها، وهي مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أهمية استراتيجية بالنسبة إلى "داعش"، ويعني نجاح القوات العراقية في السيطرة عليها قطع الطريق الذي يربطها بمحافظة نينوى، إذ الثقل الأساسي للتنظيم، وبالأنبار التي تشكل أكبر ساحة لعملياته منذ بداية العام الماضي.
وكان رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم دعا الجيش والأجهزة الأمنية و"الحشد الشعبي" وأبناء العشائر إلى ضرورة المحافظة على أرواح المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم.
وفي سياق متصل، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف القوات المسلحة إلى بذل "كل ما في وسعها لضمان أمن وسلامة المدنيين وفقا للمعايير الدولية".
وأكد أنَّه "يتعين بذل أقصى جهد ممكن لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين والاحترام الكامل للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
وشدد قادة عسكريون أنَّ قواتهم لم تشهد دعمًا جويًا للتحالف حتى مساء الأحد، مؤكدين مشاركة القوات الجوية العراقية وطائرات دون طيار.
وبدا لافتًا إعلان وكالة "فارس" الإيرانية وصول سليماني إلى المحافظة "لتقديم استشارات إلى القوات العراقية". وانتشرت طوال الشهور الماضية صور لسليماني في مواقع شهدت عمليات عسكرية في ديالي وجنوب بغداد.
سياسيًا، أعلن تحالف القوى السنية في البرلمان إنهاء مقاطعته الجلسات، بالتزامن مع قراءة قانون "الحرس الوطني" الذي يعتبر من المطالب الأساسية للتحالف، لكن كتلة "دولة القانون" التي ينتمي إليها العبادي اعترضت على بعض المواد.
أرسل تعليقك