يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس، في موسكو، اجتماع قمة مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، يخيّم عليه الهجمات المتطرفة من جهة والتي تعرضت لها باريس قبل أسبوع وحادثة إسقاط تركيا المقاتلة الروسية يوم الثلاثاء وتنديد موسكو بأن هذه الحادثة لن تمر بدون عواقب وخيمة.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء، أن تركيا تريد تجنب أي "تصعيد" مع موسكو بعدما أسقط طيرانها مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي بحسب قولها، على الحدود السورية.
وأوضح أردوغان أمام منتدى دول إسلامية في اسطنبول: "ليس لدينا على الإطلاق أية نية في التسبب بتصعيد بعد هذه القضية"، مضيفا: "نحن نقوم فقط بالدفاع عن أمننا وحق شعبنا".
وأضاف أن "تركيا لم تؤيد أبدا التوتر والأزمات وإنما تؤيد على الدوام السلام والحوار"، موضحا: "يجب ألا يتوقع أحد منا أن نلزم الصمت حين ينتهك أمن حدودنا وسيادتنا".
وأعلنت تركيا أنها أسقطت مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي قرب الحدود السورية؛ لكن موسكو تؤكد من جانبها أن الطائرة كانت داخل المجال الجوي السوري.
وقال أردوغان إن مواطنين تركيين أصيبا بجروح من جراء حطام الطائرة التي سقطت على الجانب التركي من الحدود، ورفض الرئيس التركي ما تؤكده موسكو بأنَّ الطائرة كانت في مهمة لمكافحة التطرف ضد تنظيم "داعش"، في شمال سورية، قائلا إن "المنطقة مأهولة بالأقلية التركمانية".
وصرَّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأنَّ روسيا "لن تعلن الحرب" على تركيا في ما تشهد العلاقات بين البلدين توترا شديدا غداة إسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية قرب الحدود السورية والذي اعتبره "استفزازا متعمدا".
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي: "لدينا شكوك جدية حول ما إذا كان هذا عملا عفويا، إنه أقرب ما يكون إلى استفزاز متعمد"، مضيفًا: "لن نعلن الحرب على تركيا، إن علاقاتنا مع الشعب التركي لم تتغير"، وأضاف أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو استمرت قرابة الساعة.
وأشار إلى أن الوزير التركي حاول "تبرير قرارات سلاح الجو التركي" عبر تأكيده أن الطائرة الروسية "حلقت لمدة 17 ثانية في المجال الجوي التركي"؛ لكن لافروف أكد أن "هذا الهجوم غير مقبول على الإطلاق" مشيرا إلى أن موسكو "ستجري إعادة تقييم جدية" للعلاقات الروسية-التركية.
وشدد لافروف على أن تركيا تفتح حدودها لتسلل المتطرفين إلى سورية وتدعم بعض الحركات المتشددة مثل تنظيم "داعش"و"النصرة" واتهمها بالمشاركة في بيع الآثار المنهوبة، قائلًا: "إن هناك معلومات يجري التحقق منها حول مشاركة تركيا ببيع الأعضاء البشرية لضحايا سوريين".
وتابع متسائلا: "كيف تتحدث أنقرة عن خرق 17 ثانية لمجالها الجوي بينما هي نفسها اخترقت المجال الجوي اليوناني 15 ألف مرة خلال عام واحد حسبما أبلغنا وزير خارجية اليونان ؟".
من جانبه وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، تحذيرا شديد اللهجة إلى روسيا بسبب عملياتها في سورية، قائلا إنه "لا يمكن شن هجمات على التركمان بحجة قتال تنظيم داعش".
وكان داود أوغلو يتحدث في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم بعد يوم من إسقاط تركيا طائرة روسية قرب الحدود السورية، وقال إن أنقرة تبقي على قنوات الاتصال مع موسكو مفتوحة.
وكان الرئيس الفرنسي زار واشنطن الثلاثاء وبحث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما مواجهة تنظيم "داعش" والتنظيمات المتطرفة ودور الولايات المتحدة وحلف الأطلسي في هذا المجال.
وحض أوباما خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي هولاند على ضرب "داعش" بدلًا من استهداف المعارضة المعتدلة ودعم نظام بشار الأسد، مشددًا على أن أفضل طريق لتحقيق السلام في سورية يتم عبر وقف النار ومرحلة انتقالية بعيدًا عن الأسد.
وأكد أوباما وهولاند أن بلديهما "موحدان ضد الإرهاب"، فيما حض الرئيس الفرنسي تركيا على "إغلاق الحدود مع سورية لمنع الإرهابيين من الوصول إلى أوروبا" ودعاها وموسكو إلى تجنب التصعيد.
وأكد ناطق باسم البيت الأبيض أن التوتر الناشب بين موسكو وأنقرة احتل حيزًا" كبيرًا" من المباحثات بين أوباما وهولاند.
وأعلنت بريطانيا الثلاثاء، أن "إسقاط مقاتلتين تركيتين طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية أمر بالغ الخطورة".
وذكر مكتب وزارة الخارجية البريطانية في بيان "أُسقطت طائرة تابعة إلى السلاح الجوي الروسي قرب الحدود التركية - السورية هذا الصباح. نسعى إلى معرفة المزيد من التفاصيل بشكل عاجل".
وأضاف: "من الواضح أن هذه واقعة خطرة للغاية لكن ليس من الحكمة التعليق إلى أن نتيقن من الحقائق".
وقال ناطق باسم حلف الأطلسي إن "سفراء الدول الأعضاء سيجتمعون الساعة 4 بتوقيت غرينتش في بروكسل لتطلعهم تركيا على تفاصيل واقعة إسقاط الطائرة الروسية".
أرسل تعليقك