اختفاء منفّذ عملية تل أبيب يفقد نتانياهو توازنه ويدفعه للتحريض ضدّ العرب
آخر تحديث GMT10:25:23
 العرب اليوم -

اتهامات إسرائيلية لرئيس الحكومة بالتصرف مثل "سياسي صغير"

اختفاء منفّذ عملية تل أبيب يفقد نتانياهو توازنه ويدفعه للتحريض ضدّ العرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اختفاء منفّذ عملية تل أبيب يفقد نتانياهو توازنه ويدفعه للتحريض ضدّ العرب

موقع حادث عملية تل أبيب
القدس المحتلة ـ مازن الأسعد

استأنف رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو تحريضه على المواطنين العرب «لإثبات ولائهم للدولة» وتوعد بـ «معالجة التحريض في المساجد» بعد فشل أجهزته الأمنية في اعتقال منفّذ عملية تل أبيب يوم الجمعة الماضي نشأت ملحم من عرب الارض المحتلة في وقت لم تعد فيه الحياة في تل أبيب إلى طبيعتها مع امتناع أكثر من نصف الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدارس ورياض الأطفال، على رغم تعزيز الحراسة حولها.

وما زالت الشرطة تمتنع عن اعتبار العملية «إرهابية»، إذ لا تستثني أن تكون بدافع إجرامي. ونقلت الإذاعة العامة عن أوساط في الشرطة أن «سلوك منفذ العملية ليس سلوك مخرب». كذلك تحاول الشرطة فحص ما إذا كانت هناك علاقة بين هذا الحادث ومقتل سائق تاكسي عربي من مدينة اللد قرب أحد شواطئ تل أبيب بعد 40 دقيقة من إطلاق النار في الحانة. وانتقلت الشرطة من الانتشار العلني لعناصرها وهي شاهرة السلاح إلى الانتشار الخفي لتبديد مخاوف الناس، في وقت عززت وجودها في المواقع المكتظة بالناس.

وتتركز جهود الشرطة في شمال تل أبيب مفترضة أن المنفذ ما زال في المدينة، لكنها في الوقت ذاته لا تستبعد أنه جهز مسبقاً مسار هربه فور الانتهاء من إطلاق النار، وغادر تل أبيب. وتخشى من أن يكون المنفذ أخذ رهينة أو رهائن أو أن يفعل ذلك في حال حاصرته الشرطة.

وكانت الشرطة اعتقلت شقيق المنفذ جودت بشبهة تعاونه مع شقيقه والتسبب بموت أشخاص مع سبق الإصرار، ومددت اعتقاله لخمسة أيام بدعوى توافر مواد سرية تدينه. ووجه معلقون أمنيون أسئلة إلى الشرطة عن «قصورها» في العثور على المنفذ، وفي عدم إغلاق مخارج المدينة فور عملية إطلاق النار.

وكرر نتانياهو تحريضه على المواطنين العرب رافضاً الانتقادات التي لاقتها تصريحاته السبت عند موقع الحادث. وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته ألأحد «إننا دولة قانون وسنفرض القانون على جميع المواطنين، وسنتبع طرقاً جديدة لفرض القانون في مختلف المجالات في البناء غير المرخص وسنعالج التحريض في المساجد». وتابع أن الشرطة ستقوم بحملة لجمع الأسلحة غير المرخصة المتوافرة بكميات كبيرة في الوسط العربي».

واتهم نتانياهو السبت «الإسلام المتطرف» بالتحريض على الإرهاب ضد إسرائيل، وقال: «نعرف جيداً أن هناك تحريضاً منفلتاً من الإسلام المتطرف ضد دولة إسرائيل في الوسط العربي في المساجد والمدارس وفي وسائل التواصل الاجتماعي ونعمل بصرامة ضده. أمثال ملحم ينفذون عمليات بسبب التحريض الذي يسمعونه».

وأضاف: «نطالب (العرب) بالولاء لقوانين الدولة، ولن نقبل بوجود دولة أخرى داخل دولة إسرائيل، دولة قانون ودولة أخرى بلا قانون ينتشر فيها السلاح غير المرخص... لن يُقبل بأن يكون هناك مواطنون حقوقهم إسرائيلية لكنهم يعتبرون أن واجباتهم فلسطينية».

ورد رئيس «القائمة المشتركة» النائب أيمن عودة على كلام نتانياهو واعتبره «تحريضاً». وقال للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي: «مبدئياً وأخلاقياً نحن ضد مقتل الأبرياء بأي حال. لكننا نسأل نتانياهو ووزراءه أين كنتم ونحن نطالبكم بتنظيف البلدات العربية من السلاح؟ فقط عندما يصل القتل إلى اليهود تستيقظون. مطلب الساعة هو أننا نريد العيش في مجتمع من دون سلاح».

وأصدرت «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية»، وهي أعلى هيئة تمثيلية للعرب في إسرائيل، بياناً هاجمت فيه نتانياهو «الذي جعل من التحريض أيديولوجيا من أجل الدفع بأهدافه السياسية ويحاول في شكل رخيص وضيع اختلاق خلافات طائفية داخل جماهيرنا وهو آخر من يستطيع أن يعظ الجماهير العربية وقيادتها بالأخلاق». وتابعت أن نتانياهو «أقام دولة المستوطنين ودولة شارة الثمن ووقف وراء كل القوانين العنصرية والمناهضة للديموقراطية ودعمها». واختتم البيان بتأكيد «رفض هذه العملية الإجرامية، ونبعث بتعازينا إلى عائلات الضحايا. وفي الوقت ذاته نرفض كلياً كل محاولة لنسبتها إلى الجماهير العربية التي تسعى إلى العدالة والمساواة».

وفي حين لقي تحريض نتانياهو الترحيب من وزراء حزبه «ليكود» واليمين المتطرف الذين اعتبر بعضهم العرب داخل إسرائيل «قنبلة موقوتة»، قال وزير البناء من حزب «كلنا» يوآف غالنت أن كون مطلق النار من المواطنين العرب «لا يعني دمغ كل المواطنين العرب بالعداء للدولة». ودان نواب من المعارضة تحريض نتانياهو واعتبروا تصريحاته «تزرع الكره والخوف»، كما قالت وزيرة الخارجية سابقاً تسيبي ليفني مؤكدة أن رؤساء سلطات محلية عربية رجوها قبل عام بترتيب اجتماع مع نتانياهو «وكان لديهم مطلب واحد هو أن تجمع الشرطة السلاح غير المرخص من قراهم ومدنهم».

وكتب معلق الشؤون الحزبية في «هآرتس» يوسي فيرطر أن نتانياهو أطلق عند موقع الحادث «تصريحات تؤجج الكراهية وتحرض ضد الأقلية العربية... وعاد إلى طباعه القديمة، ليستغل كل تراجيديا وكارثة إنسانية كي يجذب بعض المهنئين السياسيين ويضيف لنفسه مكسباً انتخابياً».

واعتبر أن نتانياهو «تصرف كالسياسي الصغير وكان في أسوأ حالاته، وبدل التهدئة والاحتواء، قام بتأجيج الكراهية وبهجوم سافر ومخجل إلى درجة العنصرية ضد العرب في إسرائيل، وأطلق ناراً شريرة وخبيثة على مواطنيه وصوّر مجتمعاً كاملاً كمن لا يحترم أبناؤه القانون وأنهم مجرمون يحملون السلاح ومخربون افتراضيون. هذا هجوم سخيف وعديم الخجل». وتساءل عن سبب عدم جمع نتانياهو السلاح غير المرخص ومنع البناء غير المرخص، «وهل بعد جريمة دوما التي نفذها شبان يهود من التلال قام بوضع مخطط شامل لجمع الأسلحة من المستوطنات الإشكالية؟».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختفاء منفّذ عملية تل أبيب يفقد نتانياهو توازنه ويدفعه للتحريض ضدّ العرب اختفاء منفّذ عملية تل أبيب يفقد نتانياهو توازنه ويدفعه للتحريض ضدّ العرب



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab