استعادة القوات الحكوميّة مدينة تدمر الأثريّة لا تؤشر على خسارة داعش الحرب
آخر تحديث GMT12:53:09
 العرب اليوم -
أخر الأخبار

الغارات الجويّة الروسيّة لعبت دورًا محوريًّا في الفوز بالمعركة

استعادة القوات الحكوميّة مدينة تدمر الأثريّة لا تؤشر على خسارة "داعش" الحرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - استعادة القوات الحكوميّة مدينة تدمر الأثريّة لا تؤشر على خسارة "داعش" الحرب

جندي سوري من القوات الحكومية يحتفل على مشارف مدينة تدمر
دمشق - نور خوام

إستعادة الجيش السوري مدينة "تدمر" من سيطرة تنظيم "داعش" بعد أن ألحق به الهزيمة، لا يعني تفكك التنظيم "الإرهابي" و تقهقره وخسارته السيطرة على مزيد من الأراضي، على الرغم من إرتفاع عدد قتلاه إلى نحو 400 مقاتل داخل وحول المدينة الأثرية. هذا ما خلصت اليه صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في تحليلها لمجرى الأحداث في تلك المدينة، معتبرة أنه "يبدو أن أغلب عناصر التنظيم انسحبوا قبيل دحرهم، وهو ما يتماشي مع تكتيكاتهم على مدار العام الماضي التي لا تستند إلى القتال حتى آخر رجل في ظل الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية وكذلك طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

وجاء التقدم الناجح للجيش السوري على الرغم من أنه لم يتبين مدى السيطرة على منطقة تدمر، ليمثل انتصاراً مهمًا للرئيس بشار الأسـد، بعدما كان وقوع المدينة في قبضة داعش قبل عشرة أشهر بمثابة انحسار لقواته، ولكن القوات الحكومية استطاعت استعادة توازنها مع بداية الحملة الجوية الروسية في 30 أيلول / سبتمبر الماضي، فضلاً عن زيادة الدعم غير المعلن من قِبل الحلف الشيعي بقيادة إيران، والذي يضم الوحدات شبه العسكرية لحزب الله في لبنــان والعراق، وعلى الرغم من انتهاء التدخل العسكري الروسي رسمياً، ولكن من الواضح أن طائرات موسكو لعبت دوراً محورياً في استعادة السيطرة على المدينة.

ومن الملامح البارزة لانتصار تنظيم داعش في أيار / مايو الماضي أن مقاتليه تمكنوا من إحراز التقدم من دون استهداف من قِبل الطائرات الأميركية، نظراً  إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن توجه إليها الاتهامات بالقيام بعمل أي شيء من شأنه أن يساعد حكومة بشار الأسد، في الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة السورية واشنطن بعدم استهداف داعش مطلقاً، مع تعرض القوات الحكومية لسلسلة من الهزائم العام 2014 وسقوط الجنود السوريين أسرى في أيدي التنظيم الذي كان يظهر في الفيديو وهو يقطع رؤوسهم ويطلق عليهم النار.

وواجهت روسيـا اتهامات من قِبل الحكومات الغربية والمعارضة السورية بالتركيز على قصف مواقع لا تتبع تنظيم داعش خلال حملتها الجوية دعماً للجيش السوري، وشملت الغارات الروسية كل المناطق التي تشكل تهديدًا للجيش السوري بما فيها شمال محافظة اللاذقية وحول حلب وشرق حمص وحماة.

وبلغ تقدم تنظيم داعش العام الماضي قدرته على تهديد الطريق السريع الرئيسي الذي يربط دمشق وحمص، فيما قطع لفترة وجيزة الطريق البديل الذي يربط بين حمص وحلب، وإذا كان داعش قد خسر المعركة، إلا أنه لم يلقى الهزيمة بالضرورة في الحرب، وسيكون من الصعب على الجيش السوري إحراز المزيد من التقدم شرق مدينة تدمر، بحيث سيصبح عرضة لهجمات حرب العصابات.

وينطبق الشيء ذاته على المناطق الريفية التي يقطنها أهل السنة ذات الكثافة السكانية العالية مثل محافظة إدلب وشرق حلب، حيث تتعرض المعارضة المسلحة لضغوط من الجيش السوري ووحدات حماية الشعب السورية الكردية، ولا يزال الوضع السياسي والعسكري في سورية والعراق غير مستقر، حيث يشارك الأكراد العراقيون والسوريون في قواتٍ برية تتمتع بتحالف وثيق مع الحملة الجوية بقيادة الولايات المتحدة.

إلا أن الأكراد يدركون جيداً أن الدعم الدولي الذي يتمتعون به لن يستمر عقب هزيمة داعش، وسيكونون عرضة لإعادة تمكين الحكومات المركزية في دمشق وبغداد التي تسعى إلى استعادة السيطرة على مناطقهم الكردية أو المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والعرب، بينما بدت روسيا سعيدة بالتنسيق مع الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق في 27 شباط / فبراير الماضي "لوقف الأعمال العدائية" ما بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، والذي لا يتضمن جبهة النصرة وتنظيم داعش.

وتسعى روسيـا إلى إعطاء مضمون لمفاوضات السلام في جنيف، والتي تصور شكلًا من أشكال تقاسم السلطة في سورية إما على أساس جغرافي أو مؤسسي، ولكن هذه السياسة لا تفضلها إيران أو المحور الشيعي الذي يعد أكثر الموالين لحكومة الأسد التزاماً، ومن ثم فالحرب لم تنتهِ بعد.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استعادة القوات الحكوميّة مدينة تدمر الأثريّة لا تؤشر على خسارة داعش الحرب استعادة القوات الحكوميّة مدينة تدمر الأثريّة لا تؤشر على خسارة داعش الحرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab