مواجهات في باحات المسجد الاقصى المبارك
رام الله ـ وليد أبو سرحان
شهدت ساحة المسجد الأقصى في القدس، الأربعاء، مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصيب العديد من المواطنين، جرّاء الاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال التي منعتهم من الدخول إلى الأقصى المبارك للصلاة فيه، فيما اقتحم عدد من المستوطنين باحات المسجد فجرًا لمناسبة
احتفالات رأس السنة العبرية.
وأكدت مصادر طبية في القدس، إصابة الطفل أحمد سعيد مرار (11 عامًا) برصاص مطاطي، واختناق مجموعة من النساء خلال المواجهات، فيما قال شهود عيان، إن عناصر من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، لملاحقة المصلين الذين تصدوا لمجموعة من المستوطنين التي اقتحمت الأقصى فجرًا بالحجارة وبالتكبيرات، وذلك في ظل تواصل الاشتباكات بين المئات من المصلين المسلمين وشرطة الاحتلال.
وتدور اشتباكات بالأيدي بين المصلين وقوات الاحتلال بين الحين والآخر على أبواب المسجد الأقصى الخارجية، لا سيما عند باب الاسباط، وحطة، وباب المجلس، جرّاء منع المصلين من الدخول إلى المسجد، فيما تواصل القوات الخاصة محاصرة المصلين في المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة، ومن بين المحاصرين شبان وفتية ونساء، وقامت برشهم من البوابات بغاز الفلفل، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق شديدة.
وقالت شرطة الاحتلال، إنها اعتقلت 5 مواطنين من شوارع القدس القديمة، بشبهة إلقاء الحجارة على قواتها، في حين لا تزال قوات الاحتلال تمنع المواطنين كافة من الأعمار جميعها من الدخول إلى المسجد الأقصى، وتحرم طلبة المدارس من الدخول إلى مدارسهم داخل الأقصى.
وقد دعت جماعات يهودية متطرفة، أخيرًا، إلى اقتحامات جماعية للأقصى، الأربعاء، إحياءً لما يُسمى بـ"رأس السنة العبرية" عند اليهود، الأمر الذي دفع العديد من الجهات الفلسطينية إلى الرد بدعوة المواطنين للنفير للأقصى لحمايته من المستوطنين.
وحمّلت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، على لسان مديرها العام الشيخ عزام الخطيب التميمي، شرطة الاحتلال مسؤولية الأحداث في الأقصى، لافتًا إلى أن "شرطة الاحتلال لم تستجب لطلب الأوقاف بإغلاق باب المغاربة، الأربعاء، أمام المستوطنين، الذين أعلنوا صراحة استهدافهم للمسجد الأقصى في أعيادهم التي تبدأ مساء الليلة".
وتسود حالة من التوتر الأجواء في المسجد الأقصى ومحيطه ومحيط البلدة القديمة، في حين دعت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والزعماء العرب والمسلمين وقادة العالم إلى المبادرة بعمل جاد تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الفلسطينية، والسماح لأصحابها بممارسة شعائرهم وعباداتهم بحرية.
وأكد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ديمتري دلياني، أن "حكومة الاحتلال ومن خلال إجراءاتها العسكرية المتوافقة مع اعتداءات مواطنيها، تسعى إلى تصعيد التوتر في الحرم القدسي الشريف، بهدف اختبار ردود الأفعال العربية والإسلامية، وصولاً إلى فرض أمر واقع يقضي بتقسيم الحرم مكانيًا وزمانيًا بين المسلمين واليهود".
وقال دلياني، في تصريح له، "إن حملة الاعتقالات طالت عشرات المقدسيين، الثلاثاء، والاستدعاءات الأمنية لأكثر من سبعين شابًا معظمهم من أبناء حركة (فتح) المرابطين في الحرم القدسي الشريف، ومن بينهم أمين سر الحركة في القدس، وأن تركيز الجهات الأمنية في دولة الاحتلال مُنصب على تخفيف ردة الفعل الميدانية لانتهاكاتها، وأيضًا لاختبار قدرة الشارع المقدسي على خلق حالة جماهيرية حاشدة غير مؤطّرة سياسيًا، بعيدًا عن عدد كبير من الشباب الفاعل بشكل دائم في الدفاع عن الحرم القدسي الشريف وباقي قضايا القدس عمومًا".
وحذرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات"، من مواصلة السياسة الإسرائيلية القائمة على المساس بحرمة المسجد المبارك والاعتداء على المصلين وطلاب العلم داخله، منددة باستمرار الاقتحامات اليومية الاستفزازية لباحات المسجد وتأدية الطقوس والرقصات التلمودية، حيث دعا أمين عام الهيئة حنا عيسى المواطنين المقدسيين وكل من يستطيع الوصول إلى مدينة القدس المحتلة إلى التوجه إلى المسجد الأقصى المبارك "لحمايته من اعتداءات جنود الاحتلال وغطرسة مستوطنيه".
أرسل تعليقك