لندن - سليم كرم
قررت النساء الإيزيديات الهاربات من جحيم "داعش"، تشكيل كتيبة عسكرية من الإناث تدعى "سيدات الشمس"؛ تخطِّط لتنفيذ هجوم على معقل التنظيم في الموصل والانتقام من ممارسات المتطرفين الذين استعبدوهن وجعلوهن مجالًا للمتعة الجنسية.وشهدت الكتيبة النسائية انضمام المئات من عبيد الجنس السابقين لدى داعش؛ من أجل شن هجوم واسع النطاق ضد المعتدين عليهن في العراق، وحملت نساء الكتيبة السلاح للانتقام من داعش والحفاظ على مستقبل عرقهن.
وينتمي لـ"سيدات الشمس" نحو 2000 أسيرة ممن نجحن في الهروب من المتطرفين بعد تعرضهم للتعذيب والاغتصاب فضلاً عن ذبح الآلاف من ذويهن بعد اقتحام القرى الإيزيدية صيف العام 2014 بواسطة داعش.
وتستعد الكتيبة النسائية لشن هجوم على معقل داعش في الموصل، حيث يتم تبادل الكثير من النساء بواسطة المتطرفين للعمل كعبيد للجنس، وذكرت الكابتن خاتون خضر، عضو الكتيبة النسائية "عند شن الحروب تكون النساء الضحية، ونحن الآن ندافع عن أنفسنا وندافع عن الأقليات في المنطقة، وسنفعل كل ما هو مطلوب منا".
وتعدّ خضر من بين أكثر من 100 امرأة إيزيدية ممن تدربن مع قوات البيشمركة الكردية والتي تستعد للهجوم على الموصل، فضلاً عن انتظار 500 آخرين من النساء.
واحتجز متطرفو داعش نحو 5 آلاف من الرجال والنساء الإيزيديين، إلا أن 2000 منهم نجحوا في الهروب أو تم تهريبهم من خلافة داعش المزعومة في سورية والعراق، وذكرت الولايات المتحدة الأميركية أن داعش لا زالت تحتجز 3500 أسير في العراق معظمهم من نساء وفتيات الطائفة الإيزيدية.
وروت الناجيات قصصًا مروعة عن الاعتداء الجنسي والتعذيب، وأوضحت إحدى الإيزيديات التي أنجبت طفلاً أثناء احتجازها باعتبارها من عبيد الجنس، أنها مُنعت من إطعام طفلها حديث الولادة، حتى قام المتطرف الذي أسرها بقطع رأس الطفل عندما بكى.
ويعتقد متطرفو داعش أن الإيزيديين هم عبدة الشيطان، في حين أن الإيزيدية القديمة تمزج بين عناصر من المسيحية والزرادشتية والإسلام، واضطر معظم السكان الإيزيديين والبالغ عددهم نحو نصف مليون نسمة إلى النزوح في مخيمات كردستان في العراق.
وأوضح مدير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العراق، فرانشيسكو موتا، الشهر الماضي أن التنظيم المسلح يسعى إلى تدمير معظم الطائفة الإيزيدية، وفي الوقت نفسه حثّ الناجيين الإيزيديين المشرعين البريطانيين لمساعدتهم في تحرير آلاف النساء والفتيات اللاتي لا يزلن في الأسر.
وناشدت الإيزيدية نادية مراد طه (21 عامًا) البرلمانيين في لندن مساعدة الإيزيديين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين والتحقيق فيما إذا كانت الجماعة المسلحة قامت بالإبادة الجماعية ضد الشعب الإيزيدي، ونقلت رسالتها إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتحدثت إلى الكثير من الحكومات مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك، وسافرت إلى مصر واليونان والكويت والنرويج والولايات المتحدة وبريطانيا لتوصيل رسالتها.
وذكرت طه في مقابلة لها "الأماكن التي زرتها أعطتني أملاً، ولكن مر عام ونصف دون أن يحدث شيء"، وتعرضت للتعذيب والاغتصاب بشكل متكرر قبل أن تتمكن من الهروب بعد 3 أشهر من الاحتجاز وتعيش الآن في ألمانيا، وأضافت "أنا على اتصال بالفتيات الأسيرات ويطلبن المساعدة لإطلاق سراحهن".
أرسل تعليقك