بيروت ـ فادي سماحة
ترك اللقاء بين زعيم تيار المستقبل اللبناني، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وبين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الأسبوع الماضي، تداعيات مهمة، لاسيما على صعيد مفاعيله المفترضة لجهة البحث في خيار فرنجية لتولي رئاسة الجمهورية.
وأفاد المكتب الإعلامي للحريري بأنه تم خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والأزمة السياسية المتمادية وما باتت تمثله من مخاطر جمة على ميثاق لبنان واستقراره وأمنه واقتصاده الوطني في ظل الأحداث الدامية في المحيط العربي.
وأوضح أنه اتُفق على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لإيجاد تسوية وطنية جامعة تحفظ الميثاق الوطني وتكرس مرجعية اتفاق الطائف وتعالج بدايةً أزمة الشغور الرئاسي وتضع حدًا لتداعي المؤسسات الوطنية وتطلق عمل المؤسسات الدستورية وتفعل عمل الحكومة والمجلس النيابي وتؤمن المظلة السياسية والأمنية لحماية لبنان والنهوض باقتصاده الوطني من أوضاعه الحالية وتوجد حلولاً للأزمات الاجتماعية المتراكمة.
وشدد مكتب الحريري الإعلامي على أنه تم الاتفاق على متابعة الاتصالات مع بقية المكونات الوطنية والقوى السياسية؛ للبحث في سبل إطلاق وإنجاز هذه التسوية بأسرع وقت ممكن.
وحرص بعض السياسيين على اتخاذ مواقف استباقية من إمكان تقدم أسهم فرنجية للرئاسة بعد لقاء الزعيمين، وسط توقعات بأن يعكس اللقاء مزيدًا من الخلافات في صفوف قوى 14 آذار على خلفية رفض بعض أطرافها أيّة صفقة ثنائية محتملة حول رئاسة الجمهورية.
وبحسب معلومات فإن اللقاء أثار حفيظة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لاسيما أنه لم يكن على علم به، وأبدى انزعاجه من ذلك أمام أطراف من 14 آذار.
واستكمل الحريري مشاوراته حول التسوية السياسية اللبنانية، فالتقى رئيس "اللقاء النيابي الديمقراطي" وليد جنبلاط في باريس، ورافق الأخير وزير الصحة وائل أبوفاعور، وحضر اللقاء النائبان السابقان باسم السبع وغطاس خوري ونادر الحريري.
وسيوسع الحريري لقاءاته لتشمل رئيس حزب الكتائب، النائب سامي الجميل الموجود في باريس، في الساعات المقبلة.
ويتمسك فرنجية بدعمه ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون للرئاسة، إلا إذا قرر التخلي عن ترشحه، بحسب مصادر مطلعة، معتبرة أن ما يصدر عن بعض نواب تيار عون ضد فرنجية لا يلقى صدى؛ لأن علاقة الزعيمين وثيقة والتواصل يتم بينهما مباشرة وفرنجية يعي أنه قد يكون هناك من يسعى إلى "دغدغة" عون من خلال إعلان تأييد وصوله للرئاسة، وأنه لن يقع في فخ الخلاف مع عون لأنه تعلم من تجربة الجنرال الماضية مع تيار المستقبل.
أرسل تعليقك