أفاد مسؤول حكومي في محافظة ريمة، شمال العاصمة اليمنية صنعاء، بأنَّ المتمردين الحوثيين أحكموا سيطرتهم، الاثنين، على المحافظة بعد سيطرتهم على المجمع الحكومي والمكاتب الحكومية، وذلك في وقت تشهد محافظة مأرب، شرق العاصمة، توترًا واحتشادًا لمئات المسلحين من جماعة أنصار الله والقبائل الموالية لحزب الإصلاح؛ بعد مقتل مسلحين اثنين خلال انفجار سيارة مفخخة.
وصرَّح المسؤول مشترطًا عدم ذكر اسمه، بأنَّ عشرات المسلحين من جماعة الحوثيين قدموا إلى محافظة ريمة على متن 40 طقم مسلح من محافظة ذمار المحاذية لمحافظة ريمة، وأحكموا سيطرتهم على المجمع الحكومي والمكاتب الحكومية في المدينة، قبل أنَّ تندلع اشتباكات مع مسلحين يعتقد أنهم من حزب الإصلاح.
وأشار المصدر إلى أنَّ مواجهات اندلعت عند مدخل بلدة الحبين، عاصمة محافظة ريمة، بين المسلحين الحوثيين القادمين من خارج البلدة ومسلحين لم يعرف هويتهم ولكن يعتقد أنهم من الموالين لحزب الإصلاح، أحد اذرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
وأوضح أنَّ اشتباكات استمرت لأكثر من نصف ساعة على مدخل بلدة الحبين، عاصمة محافظة ريمة، بين الحوثيين ومسلحين آخرين أسفرت عن مقتل مسلحين اثنين وإصابة 4 آخرين قبل أنَّ يتمكن الحوثيين من دخول المحافظة، ويتجاوز عددهم 200 مسلح.
وفي وقت سابق عقد محافظ المحافظة، علي سالم الخضمي، اتفاقاً مع جماعة "أنصار الله" الحوثيين، ووجه المكاتب التنفيذية بتقديم الدعم للجماعة وجاءت سيطرة المتمردين الحوثيين على ريمة، وهي ثامن محافظة يمنية يسيطر عليها بعد مرور أربعة أشهر على سيطرتهم على العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات اليمنية الشمالية.
وقالت مصادر محلية إنَّ عبوات ناسفة انفجرت في سيارة بمفرق عذبان في مدينة مأرب شمال شرق اليمن، وأوضح أنَّ سيارة مفخخة انفجرت في مفرق عذبان استهدفت سيارة أحد وجهاء الأشراف، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين مواليين للحوثيين.
ومدينة ريمة، من المحافظات اليمنية التي تم استحداثها أخيرًا خلال العام 2004، وتعتبر من المدن الأكثر فقرًا، ويشكل سكانها ما نسبته (3,04%) من إجمالي سكان الجمهورية، وتتميز بطبيعة وعرة وجبال شاهقة الارتفاع، وتزخر بالثروة الحيوانية والزراعية.
وتشعر الولايات المتحدة ودول غربية وخليجية أخرى بالقلق من غياب الاستقرار في اليمن، ويمكن أنَّ يعزز تنظيم القاعدة وأيدت التحول السياسي منذ العام 2012 الذي يقوده هادي.
وتسيطر جماعة الحوثي، على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول في المنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران.
ورغم توقيع الحوثيين اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة وبسط نفوذهم في كل مؤسسات الدولة.
ويواجه عدد من أعضاء الحكومة اليمنية صعوبات كبيرة في مزاولة مهامهم، بسبب سيطرة جماعة الحوثي منذ أيلول/ سبتمبر الماضي على عدد من المقار الحكومية، بالإضافة إلى إقامة مسلحيها نقاط تفتيش بالقرب من مبنى الحكومة.
أرسل تعليقك