طرابلس - فاطمة السعداوي
يجتذب بريق الذهب الأسود، منذ أسابيع عدة، تنظيم "داعش" المتطرف في ليبيا للاتجاه شرقًا من معقله في مدينة سرت إلى منطقة الهلال، حيث تتركز محطات النفط الرئيسية وعلى رأسها السدرة ورأس لانوف.
وقتل مسلحو "داعش" اثنين من حراس الأمن خلال استهداف أكبر ميناء للنفط في ليبيا عبر تفجير انتحاري بسيارة ملغومة، وبدأت المعركة، التي دارت في مدينة السدرة، بتفجير انتحاريين اثنين أنفسهما عند نقطة تفتيش عسكري، في الوقت الذي شنّ فيه مسلحون من التنظيم هجومًا آخرًا منسقًا واجهته القوات الحكومية، بينما أكد مسؤول نفطي ليبي أن النيران اشتعلت في نحو 2400 برميل في مدينة رأس لانوف خلال الاشتباكات.
داعش6.jpg" style="height:350px; width:590px" />داعش" على سرت الصيف الماضي، وهو ما يمثل تطورًا جديدًا مثيرًا للقلق في بلد، يخشى كثيرون أن يصبح موطئ قدم جديد للمتطرفين.
وادّعى التنظيم في وقت لاحق مسؤوليته عن الهجوم، وأشار إلى أن ذلك محاولة للسيطرة على حقول نفطية، تقع شرق مدينة سرت، المعقل الساحلي للتنظيم منذ استيلائه على المنطقة في حزيران/يونيو 2015.
وفي بيان معمّم عبر الإنترنت، ذكر التنظيم أن هذه العملية جاءت ردًا على قتل أحد قادتهم "أبوالمغيرة القحطاني"، في غارة جوية أميركية قبل شهرين في مدينة درنة شرق البلاد، وأن الهجوم جاء بعد سيطرتهم على بلدة بن جواد التي تبعد 90 ميلاً شرق مدينة سرت الساحلية الوسطى.
وروى العقيد الليبي بشير بودهافير تفاصيل الهجوم بقوله: هاجمتنا قافلة تضم عشرات السيارات التابعة للتنظيم، والتي شنّت بعد ذلك هجومًا على بلدة رأس لانوف جنوب البلاد، لكن المسلحين لم يتمكنوا من الدخول.
ورأى المتحدث باسم القوات المسيطرة على غالبية حقول النفط في ليبيا، علي العبد حاسي، أن 6 من مقاتليها قتلوا في هجمات، الاثنين، جنبًا إلى جنب مع 5 من مقاتلي داعش".
وأفادت تقارير جديدة بأنه تم إرسال نحو ألف جندي من القوات الخاصة البريطانية إلى ليبيا في محاولة لوقف تقدم داعش، وانتزاع السيطرة على أكثر من 10 حقول نفط استولى عليها المتطرفون، كما يخطط التحالف الدولي للهجوم عليه في غضون الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميرور" البريطانية.
وتضم هذه العملية، بحسب الصحيفة، نحو 6000 جندي أميركي وأوروبي بقيادة القوات الإيطالية، والقوات الخاصة البريطانية وخبراء عسكريين في فوج الاستطلاع الخاص البريطاني.
واستغل "داعش" حالة الفوضى منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي العام 2011 لتحقيق مكاسب كبيرة على طول الساحل، وإنشاء قاعدة قوتها في مسقط الديكتاتور السابق سرت.
ويعد النفط المورد الطبيعي الرئيسي في ليبيا، وتبلغ طاقتها الإنتاجية قبل ثورة 2011 نحو 1.6 مليون برميل يوميًّا، وهو ما يمثل أكثر من 95% من الصادرات و 75 % من الموازنة، ولكن الاضطرابات تسببت في تراجع حاد في الإنتاج، ووقف احتياط البلاد على ما يقدر بـ48 مليار برميل من النفط، وهو الأكبر في أفريقيا.
وتتنافس حكومتان على إدارة ليبيا منذ آب/أغسطس 2014، عندما اجتاح تحالف الجماعات المسلحة طرابلس، مما اضطر الحكومة إلى اللجوء إلى الشرق، وتضغط الأمم المتحدة على الجانبين لقبول اتفاق لتقاسم السلطة لمواجهة "داعش".
أرسل تعليقك