أعلن بيان رئاسي، الثلاثاء، أنّ رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، يسعى إلى الحصول على أكبر ما يمكن من مساعدات من إيران لإعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف.
ويبدأ معصوم زيارة رسمية إلى إيران تستمر ثلاثة أيام، تلبية دعوة من نظيره الإيراني حسن روحاني يرافقه فيها وفد حكومي رفيع المستوى يضم وزراء "البيئة" و"التجارة" و"السياحة"، وعددًا من كبار المستشارين، والخبراء، وفريق إعلامي مصغر، يضم نخبة من أبرز الصحافيين، والمصورين العراقيين.
وكان الرئيس معصوم، قد أكد قبیل زیارته الرسمیة هذه إلى طهران، أنّ "العلاقات بين العراق وإيران وطيدة ومبنیة علی أسس القيم الدينية والثقافية المشتركة، وأنّ هناك تنسیقًا عالیًا بين البلدين في كافة المجالات، مُعتبرًا أنّ تفاهم، وإتفاق العراق مع إيران، وترکیا، والسعودیة، ودول الجوار الأخرى يخدم شعوب المنطقة إذ تأتي استكمالًا لزياراته الأخيرة إلى كل من السعودية وتركيا".
وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أنّ معصوم يسعى خلال هذه الزيارة إلى تحقيق مكاسب جديدة للعراق في المجالات الاقتصادية والسياحية والأكاديمية إلى جانب المجالات السياسية، والأمنية ضمن منظور صريح، وبناء يمنح أولوية لتعزيز علاقات الصداقة العريقة والثقافة المشتركة بين الشعبين العراقي والإيراني، وتطوير مساراتها وفق منظور استراتيجي يقوم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ويمنح أولوية لضمان المصالح الوطنية المتعادلة، والمتقابلة للبلدين الجارين بما فيها المصلحة المشتركة في مواجهة الأخطار الخارجية، وفي المقدمة منها تنظيم "داعش" المتطرف الذي يُشكل خطرًا على دول المنطقة والعالم كافة.
وأضاف البيان أنه في هذا الإطار يطمح الرئيس معصوم إلى الحصول على أكبر ما يمكن من المساعدات الإيرانية الكفيلة، ضمن حملة مساعدات دولية واسعة، بتمكين العراق من تنفيذ مشاريع، وخطط إعادة إعمار المناطق المحررة من سيطرة المتطرفين، تمهيدًا إلى عودة سكانها الأصليين إليها، وللتخفيف من معاناة النازحين عمومًا.
وتابع البيان أنّ الرئيس العراقي، يولي أهمية كبيرة لاستفادة العراق من المعارف والمناهج العلمية والتقنية للجامعات والمؤسسات الإيرانية لمنفعة مؤسساته الأكاديمية العلمية والتقنية، والاستفادة أيضًا من الخبرات والمهارات الصناعية والزراعية والسياحية الإيرانية، لتطوير القطاعات الإنتاجية الوطنية العراقية المماثلة بما يخدم في إغناء وتنويع الموارد الوطنية، وتقليص البطالة، والتقدم نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الزراعي خاصة.
وجاء في البيان أيضًا أنّ وزراء "البيئة"، و"التجارة"، و"السياحة"، و"الآثار" المشاركون ضمن الوفد الرسمي العراقي يطمحون إلى إجراء مباحثات معمقة حول عددًا من المشاريع المتخصصة من بينها إمكانية الاستفادة من مساعدة إيران في معالجة ظاهرة التصحر في مناطق مختلفة من العراق الجنوبية والغربية، وكذلك مشاكل التلوث والملاحة في شط العرب، ومشكلة المياه بين البلدين بشكل عام.
وأشار البيان إلى أنه سيتم بحث سبل تطوير وتنظيم السياحة الدينية والسياحة عمومًا، نظرًا لأهميتها الاقتصادية المتزايدة، واتساعها نظرًا إلى امتلاك العراق منافذ حدودية برية وبحرية عديدة مع إيران في محافظات ديالي، وواسط، وميسان، والبصرة، فضلًا عن إقليم كردستان، كما أنّ مئات الآلاف من الإيرانيين يعبرون الحدود العراقية بشكل يومي لزيارة العتبات المقدسة.
وزاد البيان أنّ وزیر "التجارة" يبحث خلال مباحثاته مع نظيره الإيراني، سبل تسهیل عملیة التبادل التجاري، وتنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة أخيرًا بين الجانبين، ومنها إنشاء مركز تجاري عراقي في إيران.
وكان الجانبان، وقعا في بغداد مطلع هذا العام، جملة من الاتفاقات التجارية والاقتصادية والمصرفية، وتسهيل تجارة السلع، والخدمات، وبمشاركة عددًا من الوزارات العراقية.
واختتم البيان بأنّ القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك تحتل أهمية خاصة في محادثات الرئيس معصوم مع كبار القادة الإيرانيين، وهو ما أكده بقوله أنّ العراق وإيران "دولتان مهمتان في المنطقة" في إشارة إلى منظور العراق الاستراتيجي القائم على أنّ التفاهم بین دول المنطقة سیکون لصالح شعوب المنطقة، وأنّ التوافق إیران والعراق وترکیا والسعودیة يمتلك أهمیة کبری لضمان أمن المنطقة.
أرسل تعليقك