اعتبر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي صنعاء "عاصمة محتلة" من طرف جماعة الحوثيين، نافياً أن يكون انتقاله إلى عدن من أجل السعي إلى انفصال الجنوب.
وأعلن ان اتفاق النقل الجوي بين طهران وصنعاء "غير شرعي" متعهداً محاسبة الذين وقّعوه.وبعد ساعات على توقيع الاتفاق حطت في مطار صنعاء طائرة تابعة لشركة "ماهان".
واتهم هادي خلال لقائه الأحد في مقره الرئاسي في عدن وفداً قبلياً وحزبياً من محافظات مأرب والجوف والبيضاء (إقليم سبأ) جماعة الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بإجهاض اتفاق السلم والشراكة والمبادرة الخليجية، وذلك بدعم من إيران.
ولوّحت جماعة الحوثيين باتخاذ "إجراءات انفرادية" إذا لم تعد القوى السياسية اليمنية المنسحبة من الحوار إلى طاولة المفاوضات. كما أرسلت الجماعة وفدين رفيعي المستوى إلى طهران وموسكو، بحثاً عن دعم سياسي واقتصادي، في سياق مساعيها لكسر العزلة الدولية المفروضة على سلطاتها الانقلابية.
ووصلت إلى مطار صنعاء طائرة إيرانية تنقل مساعدات طبية من الهلال الأحمر الإيراني، في سياق تنفيذ اتفاق وقعته الجماعة يتضمن تنظيم 28 رحلة للطيران اليمني والإيراني بين صنعاء وطهران.
وكشف القيادي المستقيل أخيراً من صفوف الحوثيين علي البخيتي عن قرار اتخذته جماعتهم بحل حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان" واعتقال قادته وإغلاق مقراته، وأنها تنتظر "ساعة الصفر" للتنفيذ.
وشدد رئيس الوزراء المستقيل خالد بحاح الخاضع للإقامة الإجبارية في منزله في صنعاء، على أهمية نقل العاصمة إلى عدن ونقل الحوار بين القوى السياسية إلى دولة محايدة.
وتحدثت مصادر دبلوماسية غربية عن عزم واشنطن ولندن استئناف عمل سفارتيهما في اليمن من مدينة عدن، كما أرسلت جماعة الحوثيين الأحد وفداً رفيع المستوى إلى طهران برئاسة رئيس مكتبها السياسي، ومستشار هادي عن الجماعة صالح الصماد، ووفداً آخر إلى موسكو برئاسة مسؤول العلاقات الخارجية للجماعة حسين العزي، من أجل كسر طوق العزلة المفروضة عليها. ووصفت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) الوفد الحوثي إلى إيران بأنه "حكومي".
ونقلت الوكالة الخاضعة للجماعة عن الصماد تأكيده "أن الوفد يضم اقتصاديين وسيجري محادثات مع المسؤولين في الحكومة الإيرانية لدرس آفاق تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها".
وكان موقع مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني أفاد بأن النائب ناصر سوداني التقى وفداً من الأكاديميين وأساتذة الجامعات اليمنية يزور طهران. وحذر معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبداللهيان "الأطراف التي تتحرك من عدن من مغبة الخطأ في حساباتها الاستراتيجية التي تؤدي الى حرب أهلية"، مشيراً إلى أن "التحرك في اتجاه تقسيم اليمن لا يخدم أياً من الأطراف الإقليمية".
والتقت "اللجنة الثورية العليا" للجماعة ، ممثلي الحوثيين في المفاوضات التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر بين الأطراف السياسية، ولوّحت بتدابير انفرادية مع حلفائها الرافضين لنقل الحوار خارج صنعاء، إذا لم تعد القوى المناهضة للانقلاب إلى طاولة المفاوضات. وكشف بنعمر في بيان صحافي أنه عقد ثلاثة اجتماعات مع ممثلي أحزاب "الإصلاح" و "الناصري" و"الاشتراكي"، واتفق معهم على العودة إلى المفاوضات لإيجاد اتفاق سياسي شامل ينهي الأزمة في شكل سلمي وتوافقي.
وأضاف أن قيادات الأحزاب أكدت "تشبُّثها بالحوار ونهج التوافق وشددت على ضرورة إيجاد مخرج آمن لليمن من الأوضاع التي يعيشها، وإعادة العملية السياسية سريعاً إلى مسارها الصحيح".
وبيّن الشيخ ناجي الحنيشي سكرتير الحزب الاشتراكي في محافظة مأرب، وأحد أفراد الوفد الذي التقى هادي، أن الرئيس اليمني شدد على أنه "يرفض كل ما حصل في العاصمة" واصفا سيطرة الحوثيين على صنعاء بأنها "عملية انقلابية مكتملة الأركان" وأنه "سيتصدى للحوثيين".
وبحسب الحنيشي، قال هادي إن "جماعة الحوثي انقلبت على مخرجات مؤتمر الحوار وعلى اتفاق السلم والشراكة واحتلت العاصمة صنعاء"، مؤكدا "أغادر إلى عدن لا لإعلان الانفصال وإنما للحفاظ على الوحدة".
أرسل تعليقك